الشرق الأوسط
زعيم المعارضة الإيرانية قال إنها ستكون نقطة انطلاق.. ولم يعلن استراتيجيتها
أعلن زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي إطلاق حركة سياسية شعبية جديدة رسميا، لكنه لم ينجح في الكشف عن استراتيجية يمكن من خلالها إنعاش حركة المعارضة التي باتت تراوح مكانها.
وقال موسوي، الذي أدت خسارته في انتخابات يونيو (حزيران) أمام الرئيس محمود أحمدي نجاد، إلى ظهور أكبر تحد لقوانين البلاد منذ اندلاع الثورة الإسلامية قبل 30 عاما، إنه يرغب في أن تكون حركة «طريق الأمل الأخضر نقطة انطلاق للمعارضة». وقال موسوي أمام مجموعة من حملة الدكتوراه حسبما أعلنت وكالة العمال الإيرانية للأنباء شبه الرسمية، إن «عددا كبيرا من المتطوعين وشبكات العمل الاجتماعية المستقلة في المجتمع تشكل جسد هذه الحركة. وتهدف حركة طريق الأمل الأخضر إلى استرجاع حقوق الشعب المسلوبة».
ونقلت صحيفة «اعتماد ملي» الإصلاحية، أمس، عن موسوي قوله «إن درب الأمل الأخضر تأسست للدفاع عن مطالب الشعب الشرعية والحصول على حقوقه». واتهم موسوي، الذي جاء في المرتبة الثانية في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في 12 يونيو (حزيران)، السلطات بالتزوير الكثيف ورفض الاعتراف بشرعية أحمدي نجاد كرئيس.
وأضاف موسوي أن «اللون الأخضر هو رمز لهذا الدرب ومطلبه هو التطبيق الكامل للدستور» موضحا أن حركته مؤلفة «من عدد لا يحصى من الشبكات الاجتماعية المستقلة والتي تشكلت من تلقاء نفسها». وكان موسوي أعلن في وقت سابق تشكيل جبهة سياسية لمواصلة الاحتجاج على نتيجة الانتخابات الرئاسية. وهذه الانتخابات أدت إلى تظاهرات كثيفة قمعتها السلطات بشدة. وقد تم توقيف أربعة آلاف متظاهر على الأقل وقتل العشرات أثناء تلك الأحداث.
وعلى الرغم من أن تحرك موسوي الجديد كان محاولة لتأسيس حركة سياسية تقوم على حملته السياسية والغضب الذي أعقب نتائج الانتخابات، فإن موسوي قد افتقد إلى الأجندة السياسية. وقال أحد المحللين إن حركة طريق الأمل الأخضر يمكن أن تساعد موسوي على إسكات الأصوات الداعية إلى اعتقاله من جانب المتشددين المقربين من أحمدي نجاد، على أن تساعده أيضا في استمرار أنشطته السياسية دون الحصول على الموافقة الرسمية من قبل الحكومة لتأسيس حزب سياسي. ويقول أحمد باخشايش، وهو محلل سياسي في طهران «إن تأسيس حزب سياسي يوفر له غطاء النجاة ومقاومة اعتقاله. وإذا تمكن من تشكيل جبهة منظمة فبإمكانه تحدي الحكومة وجذب المؤيدين والأنصار.. والضغط على الحكومة». لكن محمد ماراندي وهو عالم سياسي في طهران، يتوقع فشل مثل هذه الجبهة لأن معسكر المعارضة غير موحد. ويقول «إن عدوهم المشترك هو أحمدي نجاد ويبدو أنهم متحدون في الوقت الحالي بسبب عدوهم المشترك. ولكن من الناحية الثقافية والاقتصادية والسياسية فإن الإصلاحيين لا يجمعهم رأي واحد، ولديهم آراء متعارضة». وقد أدى غياب المظاهرات الكبرى في الشوارع منذ تنصيب أحمدي نجاد، إلى تثبيط همة بعض المؤيدين للحركة. ولم تجد النداءات التي أطلقها بعض النشطاء للقيام بمظاهرات في الأسواق وعقب صلاة الجمعة في الأسبوع الماضي، آذانا صاغية. لكن بعض المقربين من المعارضة يقولون إن الحركة سوف تستمر في مرحلة تالية يمكن أن تدوم بعد فورة الحماس التي شهدتها الشوارع في إيران. ويقول محسن مخملباف، وهو منتج أفلام إيراني ويعمل كمتحدث رسمي في معسكر موسوي، إن «الحركة الخضراء» تتوسع من المدن الكبرى إلى المدن الصغرى وتقوم بعمل اتصالات بالخارج وفي الوقت نفسه يتم تحديد الأهداف والأفكار. وقال في مقابلة معه من باريس حيث يقيم «لا يتعلق الأمر بخروج الشعب إلى الشارع وتغيير النظام. ولكن على الشعب أن يخرج إلى الشوارع ويحدث أزمة كبرى ثم يتغير النظام».
http://www.copts-united.com/article.php?A=6337&I=172