الشرق الاوسط - القاهرة: محمد عبد الرؤوف
قال لـ«الشرق الأوسط» إن علاقة أقباط المهجر بالكنيسة المصرية طيبة رغم الاختلاف أحيانا
اعتبر مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة، أحد قيادات أقباط المهجر المصريين أن الدعوة التي أطلقها بعض الأقباط على موقع «فيس بوك» الاجتماعي الشهير للإضراب يوم 11 سبتمبر (أيلول) المقبل، جاءت من أشخاص مجهولين يبحثون عن الشهرة، معتبرا أن الإضرابات والاعتصامات تندرج في إطار الأعمال السلبية التي تسيء لصورة العمل الحقوقي.
وقال منير في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» خلال زيارته الحالية للقاهرة، «الحوار والتفاهم أفضل من الاعتصامات والإضرابات، وإذا لم يكن هناك بد من الاحتجاج، فليكن بطريقة مشروعة لا تعطل الإنتاج مثل الإضراب»، مضيفا: «إذا قمنا بإضراب وتعطلت مصالح الناس فقد نفقد المتعاطفين معنا أو قد يقال إننا مفسدون، وتظهر مطالبنا بصورة سلبية حتى وإن كانت وطنية».
واتهم منير وسائل الإعلام بتضخيم بعض الأحداث وإعطائها أكبر مما تستحق، وقال: «الدعوة للإضراب يوم 11 سبتمبر (أيلول) انطلقت من أشخاص مجهولين على الـ«فيس بوك» ولولا أن بعض الصحف المصرية تلقفتها وبدأت تنشر أخبارها ما كان أحد قد سمع بها».
وأكد منير أن منظمته لن تقوم بالمظاهرات خلال زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لأميركا الأسبوع المقبل، وقال: «حل المشاكل وتلبية المطالب القبطية لن يأتي بإحراج الرئيس المصري بالتظاهر خلال زيارته لواشنطن، وأنا أرى أن القيام بعمل سياسي، مثل عقد لقاءات مع قادة الكونغرس أو المسؤولين الأميركيين يمكن أن يحقق نتائج أفضل من التظاهر».
وأضاف منير: «أقباط المهجر مصطلح واسع. يوجد عدد كبير من المسيحيين المصريين يقيمون في الخارج كلهم اسمهم أقباط المهجر، وللأسف أصبح أي شخص يستطيع استخدام الإنترنت أن يتحدث باسم أقباط المهجر، ومن هنا يأتي الاختلاف والتضارب».
وقسم منير العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في مصر إلى قسمين، الأول بين ذوي المستوى الثقافي والاقتصادي المرتفع والمتوسط، والثاني بين ذوي المستوى الثقافي والاقتصادي المتدني، وقال: «العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في القسم الأول طيبة، وأكاد أجزم أنها في أفضل حالاتها، أما في القسم الثاني فيوجد احتقان شديد سببه عدم وجود ثقافة التسامح وتقبل الآخر إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة».
وأكد منير أن علاقة أقباط المهجر بالكنيسة المصرية طيبة، وقال: «لا توجد لدينا أية مشاكل مع الكنيسة، بالعكس، فقد التقيت الأنبا يوأنس سكرتير البابا شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس خلال زيارتي للقاهرة، ولنا وجهات نظر في بعض الموضوعات ولهم (الكنيسة) وجهات نظر، وقد نتفق أو نختلف أحيانا، ولكننا نكن كل احترام وتقدير للبابا شنودة».
وحول دعوات العلمانيين المسيحيين بتعديل لائحة انتخاب بابا الأرثوذكس، قال منير: «هناك وجهتا نظر في تلك المسألة، وجهة نظر الكنيسة، ووجهة نظر العلمانيين، وكل وجهة نظر بها شيء من الصواب، وأنا شخصيا حاولت التقريب بين الجانبين، وبالفعل عقدت الكنيسة عدة اجتماعات مع ممثلين عن العلمانيين، ولكني أرغب أن تُحل تلك القضية بعيدا عن وسائل الإعلام وداخل الكنيسة لأنها شأن كنسي بحت».
وأبدى منير معارضته لما قاله البابا شنودة الثالث من أنه يرى أنه لا يجوز أن يتولى قبطي رئاسة الدولة في مصر على أساس أنه لا يجوز لشخص من الأقلية العددية أن يحكم أغلبية مسلمة، وقال: «البابا رجل دين يتكلم بحكم منصبه، ولكن مبدأ الأغلبية والأقلية العددية ضد الديمقراطية، ففي أميركا مثلا انتخب المواطنون باراك أوباما وهو شخص من الأقلية العددية رئيسا لهم، الديمقراطية هي أن يخوض كل من يرى في نفسه الكفاءة الانتخابات بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس».
http://www.copts-united.com/article.php?A=6134&I=167