هيام فـــاروق
بقلم: هيام فاروق
طالعتنا صحيفة المصري اليوم بتاريخ 8 أغسطس 2009 بخبر منشور عن قداسة البابا شنودة بخصوص الموالد، وقد صرح قداسته حسب ما نُشر عن لسانه أنه يقول ليس عندنا ما يُسمى بالموالد ولكنها أعياد قديسين.. مبارك هو فمك يا أبي.
بالطبع لا توجد عندنا موالد.. وإحقاقًا للحق.. يجب أن نرفض هذا كمسيحيين.. يجب أن نسلك سلوكًا غير المعتاد بخصوص أعياد القديسين، يؤلمنى سلوكنا كأقباط خلال هذه النهضات الروحية أو هذه الأعياد. أليست هي أعياد وتذكارات للبركة؟؟ أليست نهضة روحية معناها النهوض بالروحيات لمن فَتُرَ ومن ضَعُفَ ومن سَقط ومن تعَثّر في الطريق؟؟ أليست هي فرصة للتأمل في حياة هؤلاء القديسين الذين قال عنهم الكتاب (انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم)؟؟ فلماذا لا نسلك هكذا كما يليق بالدعوة التي دُعينا إليها؟
مُنذ صغري وأنا أرى تجمعات البشر في هذه الأيام المباركة وهذه الأماكن المباركة وأكون في غاية الإشمئزاز والتقزز مما يحدث، أتذكر عندما كنت في المرحلة الثانوية ذهبت مع أبي الحبيب إلى (ميت دمسيس) لأخذ بركة القديس العظيم مارجرجس الروماني، سوف لا أحكي لكم عن التجمعات والتكتلات التي لا تمُت للقداسة ولا للعبادة بصلة، وهالني ما رأيت.. رأيت راقصة ترتدى اليونيفورم الرسمي للرقص الشرقي -تعرفونه بالطبع- وتقف وسط الحشود الهائلة وفي يدها ميكروفون قائلة: (السلام لك يا بطل) ثم افتتحت رقصتها، بالطبع البطل بريء منها ومن أمثالها ومن هذه التجمعات المُهينة لمجد الرب.
كل سنة في هذه الأيام المباركة أذهب لحضور نهضة السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون، يؤلمني جدًا ما أراه وأنا في طريقي لدخول الكنيسة.. كم هائل من الشباب والشابات مسيحيين وغير مسيحيين يقفون ويتبادلون الألفاظ والنكات والبذاءات، ثم نعود ونبكي على اللبن المسكوب، ونقول إلحقونا بناتنا اختفوا!! ألسنا نحن السامحين بهذه المهازل يا سادة؟؟
ناهيك عن الباعة الجائلين بالحمص والحلوى الذين بالفعل يحتاجون إلى سوط الراعي الصالح عندما طرد باعة الحمام من الهيكل قائلاً: (بيتي بيت الصلاة يُدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص)، أليسو هم لصوص بالفعل هؤلاء المستغلين لقدسية هذه الأيام المباركة وقدسية المكان وجعلوه فرصة للتربح بصورة سيئة ومُهينة لقدسية هذه الأماكن؟
ناهيك عن المراجيح وضياع الأطفال والعويل عليهم وسط الزحام، غير المشاحنات والمعارك الدائرة بين الشباب المستهين بالمقدسات والمستهين بنفسه أولاً.
هذا كوم وفرش البطاطين والملاءات بجانب أسوار الكنائس كوم آخر.. وما حجتهم في هذا المبيت على هذه الأرصفة؟؟ منتظرين ظهور الست العدرا!! أو القديس مارجرجس أو القديسة دميانة....إلخ، أليسو هؤلاء القديسين يظهرون بسماح من الرب وسط قلوب وأجواء طاهرة؟ أليسو قادرين على الظهور لك داخل مخدعك وأنت مغلق بابك؟؟ وهل سيسمح الرب بظهوراتهم وسط هذا الجو المشحون بالفساد من نظرات وألفاظ ملوثة؟؟ هل نحتاج إلى المبيت على الأرصفة وتعريض أبناءنا وبناتنا للأمراض والقيل والقال والنظرات القذرة؟؟
لماذا ننسى أننا أبناء ملك الملوك ورب الأرباب الذي اشترانا بدم غالٍ ثمين؟؟
ما دمنا أبناء الملك، إذًا فنحن أمراء.. فهل يليق بأمير من الأمراء أن يسلك سلوكًا مُشينًا تجاه القصر الملكي؟؟ هل يليق بأمراء استخدام وفرش الأرصفة والتجارة اللصية وإعطاء الفرصة لكل متداخل أن يدخل قصورنا؟؟ أليست هي مخصصة لنا؟؟ وهل هذا يليق ببيت الرب الذي يقول عنه الكتاب: (ببيتك يا رب تليق القداسة).. نعم سأسمع من يقول كل هذا كان يحدث زمان وكانت هناك ظهورات وبركات، نعم كان يحدث هذا زمان أيام الزمن الجميل ولكن هل زماننا هذا كالزمن القديم؟ هل أبناؤنا الآن مثلنا زمان؟ هل القلوب والنفوس الآن لم تتغير؟؟ بالطبع لا.
لا يا أحبائي.. طالما الزمن تغير فلا بد أن نتغير، وطالما القلوب والنفوس تبدلت فلا بد أن نكون حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام كما قال الكتاب.
كل عام وحضراتكم بخير بمناسبة هذه الأيام المباركة وهذا الصوم المبارك أعاده الله علينا وعليكم وأنتم مغفوري الخطايا والزلات من قِبل مراحم الرب.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=6040&I=165