هاني دانيال
في إطار التعرف على معوقات الحوار بين العرب والغرب:
* سعد هجرس: المنطقة العربية رغم تخلفها تفرض شروطها للحوار مع الغرب.
* أمينة شفيق: المهاجرين العرب عليهم الاندماج مع المجتمعات الأوربية وإلا...
تقرير: هاني دانيال – خاص الأقباط متحدون
أكدت "أمينة شفيق" الكاتبة الصحفية وعضو المجلس القومي للمرأة أن المجتمعات العربية سبب الأزمة الحالية بين الشرق والغرب، خاصة وأنها أرسلت مهاجرين محملين بالعديد من المشكلات إلى مجتمعات تقدس حرية الفرد وتهتم بإنسانية الإنسان، وهو ما أدى إلى هذه الفجوة الكبيرة التي تعاني منها المجتمعات الأوربية، خاصة وأن المجتمعات الأوربية تطالب باندماج أي شخص أجنبي حتى يتعايش مع أبناء البلد بشكل عادي ويكرهون العزلة والعزوف عن المشاركة من قبل المهاجرين وهذا يؤدي إلى نوع من القلق.
أعطت شفيق النموذج التركي في ألمانيا حينما هاجر العديد من الأتراك إلى ألمانيا وحينما بدأ الزواج والتكاثر لاحظ الألمان أن الأتراك يعزلون أطفالهم ويقتصرون على مشاهدة القنوات التركية والثقافة التركية وحينما يأتي سن التعليم ويخرج أطفال الأتراك إلى المدارس تحدث المشكلة، حيث يلاحظ أن أطفال الأتراك معزولين تمامًا عن المجتمع الألماني، ونفس الأمر للأطفال الألمان الذين يشعرون بغربتهم في وطنهم وهو ما أدى إلى نفور عدد كبير من الألمان من هذا الوضع.
دعت شفيق المهاجرين العرب إلى الاندماج مع هذه المجتمعات واحترام خصوصيات وثقافات هذه المجتمعات والتكيف معها وإلا عدم الذهاب إليها، خاصة وأن هناك عدد كبير من المهاجرين الصينيين في أوربا ولا أحد يسمع عن مشكلات لهم، كذلك الأوربيين منهم من يعيش في الولايات المتحدة أو أستراليا ومع ذلك لا أحد يسمع عن مشكلات أو صدامات لهم وهذا يرجع للتكيف والاندماج مع المجتمع الذي يعيشون فيه.
أوضحت أمينة شفيق: أن الحوار مع الغرب لابد أن يستمر خاصة وأن حادثة مروة الشربيني والتي طعنها أحد المواطنين الألمان ظهر منها أن أولى منظمات المجتمع المدني الألماني التي انتقدت الحادث هي الأكاديمية الإنجيلية في "لوكوم" والتي تتبع الكنيسة الإنجيلية الألمانية، وكان موقفها مختلف تمامًا عن التيار المتطرف الذي ينتمي إليه الطاعن، وهذه المنظمة نصحت الشربيني بالتوجه إلى القضاء لعلاج مشكلتها والتي كانت تواجه السباب من بعض الشباب الألماني المتطرف بسبب حجابها وهو ما يؤكد أن الغرب ليس كتلة واحدة ولا يمكن التعامل معه بشكل مطلق وأن ندرك أن لكل مجتمع ظروفه ومصالحه.
من جانبه قال "سعد هجرس" مدير تحرير "العالم اليوم": أن مصر بشكل خاص خارج دائر الحوار مع الغرب تمامًا والمنطقة العربية بشكل عام خارج إطار دائرة الحوار، فالمنطقة العربية بها أكبر نسبة أمية وجهل وتخلف وتعصب في العالم ومع ذلك تسعى هذه المنطقة إلى فرض شروط للحوار مع الغرب رغم أنها لا تتمتع بالحد الأدنى الذي يؤهلها للمشاركة في هذه الحوارات.
أشار هجرس إلى: أن حادثة مروة الشربيني كشفت عن إعادة إنتاج مشروع التخلف من خلال إثارة هذا الموضوع بشكل غريب ومستفز، خاصة وأن المعالجة الطبيعية للموضوع تقول أن شخص متطرف طعن مواطنة مسلمة محجبة وبدلاً من مناقشة الموضوع في إطار الطبيعي زايد البعض على الموضوع وتم تصوير الأمر على أن الغرب الصليبي يسعى للقضاء على الإسلام وأن الغرب يحاول أن يكرر الحروب الصليبية مرة أخرى!!!
من ناحية أخرى قال الدكتور "عمار علي حسن" الكاتب والباحث في الاجتماع السياسي أن معظم العلاقات المستمرة بين الحضارات يغلب عليها التناحر والتباغض لا التعاون والتفاهم، ويعود ذلك إلى أن الصراعات المسلحة هي الأحداث الأكثر لفتًا للانتباه وأن الإمبراطوريات استخدمت في تمددها العسكري تعبيرات ومفاهيم حضارية لتبرير مسلكها العدواني التوسعي.
نوع عمار إلى أن ثورة الاتصالات الرهيبة التي حوّلت العالم بأسره إلى قرية صغيرة تقدم آلية قوية لقيام تحاور بين المتحضرين بعيدًا عن المسارب الرسمية التي تُسيّس الحوار وترهنه بالمصالح، وأن الحوار بين المتحضرين يجب أن يشمل الأفراد والتجمعات الشعبية على حد سواء، فمؤسسات المجتمع المدني التي يشتد ساعدها ويترسخ وجودها في مختلف التفاعلات والعلاقات الحياتية وتتعزز روابطها على المستوى العالمي عليها دور كبير في إطلاق حوار المتحضرين جنباً إلى جنب مع الجهود الفردية التي يبذلها أناس ضمائرهم يقظة.
جاء ذلك في إطار فعاليات ورشة العمل التي نظمها منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان "سياسات دراسة حوار الحضارات.. نحو مقاربة أجدى للحوار" بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والباحثين والإعلاميين من مصر وبعض الدول العربية بالتعاون مع مشروع منبر الحرية التابع لمؤسسة أطلس ومعهد كيتو الأمريكي.
وقال الدكتور "نوح الهرموزي" المنسق العام لمشروع منبر الحرية أن ورشة العمل تأتي في إطار فعاليات المشروع الذي يهدف إلى توعية المواطن العربي بأهمية حرية الحوار من خلال الندوات والحلقات النقاشية والدراسات وترجمة أدبيات ومقالات عن الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتأسيس فكر حر وممارسات حرة في عالمنا العربي، وأنه سيتم نشر أوراق العمل والمناقشات التي تمت في هذه الورشة في كتاب سيتم إصداره قريبًا لتعميم الفائدة.
http://www.copts-united.com/article.php?A=5985&I=163