ماذا لو لم تكوني هنا؟

د. رأفت فهيم جندي

بقلم: د. رأفت فهيم جندي           

ماذا لو لم تكوني هنا؟ 

كيف سيكون حالنا؟

لمن نذهب وغيرك لا يبالي بنا؟

لم يكن لنا دور في وجودك

ولكننا تعّزينا في حضورك

وأنتِ في الرحم, وقبل أن تكوني أمك صوّرتك

وقبل أن ترضعي لبنًا هي أفطمتك, ولكن غذّتك

أمك أرسلتك لنا

لخدمتنا ونحن هنا

أتيتِ إلينا عابرة بحور

حملك إلينا شاب جسور

حافظ دائمًا على الأمانة

وأبدًا لم يشعر بالمهانة

لم نكن لك أوفياء كل الأحيان

ولكنكِ كنتِ وفيّة طول الزمان

تمردنا عليكِ أحيانًا ولم تيأسي

قصّرنا في حقك ولم تعبسي

كلما بعدنا عنكِ نشعر بغربة

وكلما اقتربنا نشعر بأنسة

اشتد بمرور الزمان عودك

وروحك هي هي منذ وجودك

لم تصغر قامتنا في عينيكِ مهما قصرت

ولكنكِ دائمًا ممتنة بعطايانا مهما صغرت

تقومي بدورك في الرعاية

وتنتظري منّا فقط الهداية

أبناءك تفرقوا في كل المعمورة

ولكن حبك دائمًا في الصورة

تحسدك دائمًا وأبدًا كل الثعابين

ولكن على إيذاءك هم غير قادرين

أبناءك يكبرون وأنتِ مازلتي صبية

أنتِ لا تشيخي ورائحتك دائمًا ذكية

خمسة وأربعون عامًا لميلادك

وأنتِ ستظلين في ريعان شبابك

الذي أتى بأصلك لمصر لُقّبَ بـ "مرقس"

والذي حملك هنا أيضًا لُقّبَ بـ "مرقس"

هل يجتمع أبناءك يوم عيد هذا الميلاد؟

لكي يحتفلوا بكِ ومن حملك من البلاد

تكريم أبونا الحبيب مرقس إلياس

تكريم لكل كنيسة المهجر يا ناس

وليسوع اللي خدّه لينا إنداس

وتورونتو كانت هي البداية

لكي تمتد الكنيسة ولا نهاية
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع