الراسل: سامي يوسف
عندما بدأت دراسة الصيدلة عام 1958 -الدفعة قبل الأخيرة على نظام الأربع سنوات- أمضيت السنة الأولي بكلية العلوم, وكان أستاذ مادة النبات Botany رجلاً (ملو هدومه) حاصلاً على الدكتوراه من جامعة لندن, ولغته الإنجليزية -كمعظم زملاؤه- سليمة جدًا وكنا نجد متعة في الإصغاء إليه, وبالطبع كان هناك البعض من الطلاب ممن لم تكن لغتهم الإنجليزية متينة بشكل كاف, فكنا نجد من يستعطف الأستاذ لتكرار كلمة يجدونها صعبة أو غير مألوفة وكان الأستاذ صاحب صدر من الرحابة بحيث أنه كان يلبي الطلب في كل مرة سواء بالتكرار أو بالشرح, متندرًا على (بتوع السبعة ونص) والمقصود هنا هم الحاصلين على 25% من الدرجة النهائية في اللغة الإنجليزية -وكانت وقتها 30 درجة- ويقبل أصحاب النصيب تلك الدعابة بروح مرحة.
الآن أفكر في مستويات الحاصلين على الثانوية العامة, فأجد أن مستوى اللغة الإنجليزية لـ (بتوع السبعة ونص) عام 1957 ربما كان ممتازًا جدًا بالمقارنة إلى الهراء الذي نصادفه الآن.
إذا كان مستوى القبول قد تدنى إلى مجموع 50% في كليات القمة بتلك الجامعات الخاصة, فلا يجب أن نندهش إذا جاء اليوم الذي يصبح مؤهل القبول بتلك المنشآت عبارة عن شهادة حسن سير وسلوك على (عرضحال دمغة) موقّع عليها من اثنين من موظفي حكومة المحروسة, بالإضافة إلى شهادة تطعيم بالإضافة إلى شهادة الميلاد بالطبع!
على موضوع: قمة وقمامة
http://www.copts-united.com/article.php?A=5872&I=160