الغاء الموالد في مصر وحد الصوفيين والمسيحيين

إيلاف - فتحي الشيخ من القاهرة:

طوال40 عام لم يتأخر الحاج يوسف عن مولد ام العوجز السيدة زينب قبل حتي ان يخضر شنبه، كان يحضر برفقة والده في مع بعض الاقارب من سوهاج ينصبوا خيمة بالقرب من المسجد، ومثلما راي والده يؤجل كل اعماله في هذه الايام ليكون في خدمة ضيوف بنت بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام يجزل العطاء ويقوم بعمل الولائم وتوزيعها علي الضيوف وحضور حلقات الذكر، اخذ الامانة من والده وحافظ عليها طوال هذه الفترة وينوي ان يسلمها لابنه من بعده، كان لدي الحاج يوسف اعتقاد ان الله يقف بجواره طوال العام بشفاعة السيدة زينب صاحبة الكرمات، لهذا كان خبر الغاء مولد السيدة هذا العام بسبب انفلونزا الخنازير بالنسبة له صدمة عبر عنها بقوله " هي الحكومة بتعمل فينا كدة ليه "
 
الصوفيين اثار قرار الغاء الموالد في مصر ردود فعل مختلفة بين مؤيد ومعارض خاصة ان التقديرات بالنسبة لعدد المنتمين للطرق الصوفية في مصر تقدر عددهم من عشرة الي خمسة عشرة ملايين صوفي، و اكدت دراسة صادرة عن الهيئة المصرية العامة للاستعلامات عدم وجود احصائية دقيقة تحدد عدد الموالد التي يحتفل بها المصريون كل عام و لكنها اشارت الي وجود‏2500‏ مقام لأولياء الله الصالحين علي ارض مصر، تعتبر الموالد الخاصة بهم بمثابة اعياد في كل طريقة للاحتفال بمولد مؤسس الطريقة ايضا هناك عشرات الالاف الذي يفتح لهم باب للرزق من خلال ممارستهم اعمال مرتبطة بهذه الموالد من بيع وشراء وانشطة اخري، بالطبع هذا الي جانب الموالد الخاصة بالمسحيين في مصر والتي تنتشر في مصر، وهذا جعل بعض الاصوات من المسيحين ترجح وجود بعد طائفي ورء القرار، اختلفت ردود الافعال نحو القرار من تهديدات بتحطيم دور السينما والمسارح الي اقامة هذه الموالد رغم انف الحكومة الي راي اخر رضي بالقرار و اعتبر الالغاء مجرد تاجيل للاحتفال بهذه المناسبات الي تاييد البعض لهذا القرار وتشجيعهم له.

علي الرغم من البيان الصادر عن نقابة الأشراف ولجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب والذي جاء فيه تأييد قرار محافظ العاصمة المصرية القاهرة بالغاء الاحتفال بالمولد هذا العام خوفا من انتقال عدوي انفلونزا الخنازير، حيث أكد محمود الشريف نقيب الأشراف على ثقته فى أجهزة المحافظة والجهات التنفيذية فى حسن معاملة الوافدين الذين حضروا إلى القاهرة للاحتفال بمولد السيدة زينب قبل علمهم بالقرار، وناشد محبى آل البيت الالتزام بقرار الجهات المختصة للحفاظ على سلامتهم، كان هناك اراء كثيرة في الطرق الصوفية كان لها راي مخالف الشيخ محمد عبدالمجيد الشرنوبي شيخ الطريقة البرهامية وعضو اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة مشيخة الطرق الصوفية- فقال إن قرار إلغاء الاحتفال بموالد أولياء الله الصالحين يوضح ويكشف لنا أن آل البيت وأولياء الله الصالحين غاضبون جداً وغير راضين عن الأوضاع السيئة التي نعيشها والحال المزرية التي نعيشها وتعسف الحكومة ضد الصوفية خاصة بعد اعتقال الشيخ مصطفي الهاشمي وإلغاء الليلة الكبيرة لمؤسس الطريقة الهاشمية في أبوحمص بالبحيرة.

والبعض يدافع عن اقامة الموالد علي اعتبار انها باب رزق عبد التواب بكر 45 سنة يدافع بشدة عن الموالد التى تقام بطول مصر وعرضها، وحجته الوحيدة هى أنها تمثل «باب رزق للناس»، فهو مثلاً يطوف بعربته وعليها بضاعته من حمص وحلوي ليبيعها في الموالد الموجودة في كل محافظات مصر، هو علي سفر كما يقول طوال العام، يخرج من مولد السيد البدوى ليسافر لسيدى إبراهيم الدسوقى، ومن السيدة نفيسة للسيدة زينب.. تمضى أيامه التى يقضيها بجوار العربة نهاراً، وأسفلها نائما ليلا، لم يقتنع رزق باالاسباب التي اعلنتها الحكومة قائلا الزحمة في كل مكان مثل المولد ولكن بدون شيخ ومقام في القطارات والاتوبيسات وفي مباريات الكورة الناس تكون ازحم من المولد حتي في الطوابير علي رغيف العيش الزحمة موجودة و لم يتكلم احد.
 
ربما هي من المرة الاولي التي يجتمع فيها اتباع الطرق الصوفية والكثير من مسيحي مصر علي شيء وهو رفضهم لقرار الغاء الموالد

، خاصة انه يقام في مصر العديد من الموالد الخاصة بالمسحيين والتي يرتبط اغلبها برحلة العائلة المقدسة الي جانب بعض القديسيين

لهذا من المنتظر ان تكون هناك ازمة اخري تتصاعد وتيرتها مع حلول ميعاد هذه الموالد والذي يعتبر اولها مولد العذراء الذي يقام في مسطرد، وهو مايعبر عنه نصيف شحاتة54 عام بقوله الناس تنتظر المولد من العام للعام حتي تتلمس منها البركة انا شخصيا اخذ اولادي علي الاقل في مولد العذراء في كنيسة السيدة العذراء بمسطرد، والذي يستمر خمسة عشر يوم وهي ايام تمنحنا البركة وبالتاكيد الكنيسة لن ترضي علي الغاء المولد.

ولكن هذا القرار الذي نجح في الجمع بين الفئتين ربما يحمل في طياته في المستقبل الكثير من الالغام وذلك لاسباب اعلنها كل فريق منهم انه في حالة اقامة الموالد الخاصة بالفريق الثاني سوف تشتعل بذلك نار، ربما جاء هذا علي رغبة البعض الذي سبق الاحداث وفسر قرار الالغاء من وجهة نظر متعصبة مدعيا ان القرار موجه ضده كما جاء بالعديد من المواقع القبطية وهدفه الرئيسي الغاء الموالد الخاصة بالمسحيين، في حين كان البعض من الجانب الاخر يري انه في حالة اقامة الموالد الخاصة بالمسحيين سوف يكون هناك تفرقة وهذا بدوره سوف يؤدي الي اشعال فتنة وهكذا اصبح قرار الحكومة المصرية يحمل في طياته لغم يصعب التعامل معه، وينتظر الجميع ما تسفر عنه الايام القادمة خاصة وان الموالد لا تكاد تتوقف طوال العام سواء الاسلامية او المسيحية