نبيل أسعد
بقلم: نبيل أسعد
منذ حوالي عشرة سنوات عندما كنت اكتب في صحيفة "صوت المهاجر" وصحيفة "الأقباط والشرق الأوسط" وكذا صحيفة "الهيئة القبطية الأمريكية" عن أسباب ظاهرة التعصب الديني في مصر وكان منها النظام السياسي والتعليم والإعلام ثم تطرقت إلى التطبيع الاجتماعي والتأقلم البيئي كأحد الأسباب أيضًا والأزهر وووووو....................الخ
واليوم اكتب ليس عن ظاهرة التعصب إنما اكتب عن وباء الفتنة الطائفية وبقائه في مصر، هذا الوباء الذي بات ينخر في عظام بلدي مصر أحد أسبابه المباشرة التي تحتاج إلى تطهير أو استئصال هي السيد محافظ المنيا ومن على شاكلته وهذا موضوعنا اليوم.
محافظ المنيا:
هو أحد أسباب الفتنة الطائفية الأساسية بل هو موقدها والدليل أنه عندما لم يجد شيء يفعله للأقباط قام بتغيير اسم قرية أبو حنس إلى وادي النعناع!
إن كلمة محافظ في معناها بالعربية لابد ترد إلى أصلها وهو الفعل "يحفظ أو يحافظ" فتجد أنها في الماضي حافظ، واسم الفاعل محافظ، والمفعول محفوظ، فهل حافظ السيد محافظ المنيا على وحدة شعبها؟؟ هل تفضل وحافظ على سلامة أقباطها؟؟ هل به شهامة استطاع أن يحفظ بها وعدًا أبرمه مع عزل الصحراء رهبان أبو فانا؟؟ هل هو الرجل الذي إذا قال أنه غير متعصب علينا أن نصدقه؟؟ وما الذي حققه السيد المحافظ من وراء العنف الذي تسبب فيه للأقباط سوى مباركة الأزهر والوهابيين؟؟ هل من الحق يا سيادة المحافظ أن ترتكب جرائم في حق الأقباط تنتهي بجلسة عرفية مفروضة على الأقباط دون محاسبة الجاني؟ هل تحول عملك من محافظ إلى شيخ عرب؟؟ مع اعتذاري لوظيفة شيخ العرب لأنها محترمة ولا تفرض إرهابًا أو عنفًا أو ضلالاً على أحد.
لقد كانت وظيفة شيخ العرب في الستينات والسبعينات أعظم بكثير من وظيفة المحافظ الآن، والذي جعلني أخوض في هذا هو لقائك الأخير على التليفون مع الأستاذ سيد والسيدة الأستاذة المذيعة معه في إحدى اللقاءات التليفزيونية لقد أظهرت معالم شخصيتك الغير حكيمة على الإطلاق من الحديث وسأتناول بعض ما دار في الحديث على بعض المصائب التي جاءت على الأقباط إما بسببك أو بمباركتك بإمارة وادي النعناع في مدة خدمتك بالمنيا.
1- أنك وصفت ما يفعله الأقباط في القرية "بأنهم خالفوا القوانين والتعليمات وأساسًا المنزل الذي يصلون فيه مخالف للتعليمات" وهذا كلام جميل ماذا فعلت أنت كمحافظ لكي تحافظ على حياة أبناء محافظتك عندما علمت أنهم يصلون في منزل مخالف للتعليمات؟؟ هل فعلت كما يفعل الحكماء وأمنّت لهم المكان أم أنك فعلت كالجهلاء وهيجت عليهم الناس؟؟ وهذا الذي جعلك تقول إن ما يفعله الأقباط إلى حد ما إساءة ولست اعلم إساءة لمن؟ ولماذا هنا الإساءة إذا كانت صلاة والصلاة لله وحده! ويعتبرها إساءة وعار سوى الشيطان لأنه يخشاها فهل هؤلاء الناس الذين اعتبروها إساءة بشر أم شياطين؟؟ وهل من حق أي فرد مصري يرى إساءة عليه أن يجمع الناس بعد صلاة الجمعة لحل الإساءة بالبلطجة وشغل العربجية حاولت امتداح الصعيد في عاداته وتقاليده فكشفت ما يجول في ضميرك.
2- وصفت ما يقوم به الأقباط بمخالفة التعليمات، ألم تسأل نفسك إن كنت صادقًا وإنني استبعد ذلك فيك!! لماذا خالف الأقباط التعليمات؟ ألم تعلم أنك ترفض لهم بناء الكنائس؟؟ ألم يرفض قرار الترميمات منك بدل المرة ألف؟؟ سواء ذالك بأسلوب مباشر أو غير مباشر أريد منك وقفة صدق واحدة مع نفسك وتعامل مع الأقباط على أنهم بشر لهم نفس الحقوق التي لك إنني على ثقة من حلها قبل أن تبدأ ستحل كل المشاكل لكنك اسمح لي أنت أقل من هذا المستوى لأنك بدل أن تحمى الضعيف الذي أنت معين من قبل الدولة ومكلف بحمايته وصفت ما حدث على أنه خروج على القانون أدى إلى ما فعله المسلمون بعد صلاة الجمعة وضع تحت صلاة الجمعة عشرة آلاف خط لأن كل البلاوي تأتي للأقباط بعد الصلاة ولست اعلم ما هي لزوم الصلاة وأي صلاة هذه؟ أليست الصلاة ارتفاع في مستوى الروح؟؟ وما هي علاقة صلاة المسلمين بالجريمة يا سيادة المحافظ؟؟
3- حاولت الرد فوقعت في أكبر خطأ عندما قلت "رد فعل" في محاولة غير شريفة وصفت إن ما قام به المسلمون إنما هو محاولة رد فعل لأن دي قرية والقرية في محافظة من محافظات الصعيد والصعيد له طابعه الخاص وأن من طابعه الخاص الذي كفله القانون للمسلمين الاعتداء على المسيحيين إذا خالفوا القانون بطريق البلطجة والإرهاب وصدقني عندما سمعت هذا قلتها وبصراحة إن الذي عينك محافظ ظلمك لأنه أعطاك وزنه أنت غير كفئ بها ومهمة فشلت في أدائها والعيب بقائك مكانك والصح هو ترك المكان لمن يستحقه لأنك تسبح فيما لا تعرف العوم فيه.
4- حاولت المذيعة الرائعة أكثر من مرة أن تسألك لماذا المنيا بالتحديد وبدل من الإجابة قلت لها المثل الشهير "كل اللي في السوق ضاعت كفافيهم" تفسير .... ذهب واحد على نياته إلى السوق وأخذ معه كوفيته الجديدة فسرقت منه وعندما عاد سألته زوجته أين كوفيتك يا راجل؟؟ فأجابها وهو خزيان... اسكتي مش كل اللي في السوق ضاعت كفافيهم!!!
لأنها عندما سألتك لماذا المنيا بالتحديد قلت لها لا دي مش المنيا بس دة موضوع داير في كل المحافظات وكما لو كان الأقباط كل كنائسهم مخالفة وغير مصرح بها ويجب على المسلمون مهاجمتهم لتصحيح الخطأ!!
لقد ردت عليك إذا كانوا مخطئين فعلى الدولة محاسبتهم، أجبت لا دة الصعيد وله طابعه الخاص... لقد نحيت القانون وأرسخت البلطجة فكيف تكون محافظًا؟؟ لقد تغافلت على الحق وجعلت الظلم عاليًا فكيف تحكم؟؟ لقد دعوت لظلم الأعزل المنوط بك حمايته فكيف تحسب من أهل هذه الوظيفة؟؟ ما لم يكن النظام يرغب في ذلك وهذه سياسته.
سيادة المحافظ أعقب لك بواقعه حدثت هنا في الولايات المتحدة وهو قبض شرطي على أحد أصحاب أوباما السود وعلى فكرة نسبة السود مثل نسبة الأقباط في مصر وعندما علم أوباما بما حدث لصديقه بالانفعال الإسلامي وصف الشرطي بأنه تصرف بغباوة.... وطلب رئيس الشرطة اعتذار من أوباما لكل ضباط البوليس وحدث واعتذر أوباما واتصل بالضابط نفسه ودعاه هو والمقبوض عليه أستاذ الجامعة إلى البيت الأبيض لاحتساء البيرة ليتجنب تصاعد المشاكل هذا ما يحدث في المناطق الآدمية والتي بها شعوب تحترم آدمية البشر فهل وصلت لكم هذه العدوى أم هي متعثرة في طريق الوصول أم أنها ضلت واختفى طريق وصولها والمحتمل وصولها بعد ألف سنة طالما أن سيادتك وما أشبه سيادتك مازال محافظًا.
ومما تقدم عزيزي القارئ تعرف جيدًا أن أسباب الفتنة هي ضياء الدين محافظ المنيا وهناك أسباب أخرى سنتناولها في العدد القادم وهي الدكتور فتحي سرور.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=5759&I=157