القوات البريطانية تنهي ستة اعوام من الاحتلال في العراق

بغداد ـ القدس العربي

وزير الدفاع اعترف بالفشل في تقديم الدعم المطلوب للقوات

انهت القوات البريطانية الجمعة ستة اعوام من وجودها في العراق بدات مع الاجتياح الذي اطاح بنظام الرئيس السابق صدام حسين ربيع العام 2003.

قوات بريطانية في العراقوبناء لنص الاتفاق الموقع العام الماضي بين لندن وبغداد، غادرت القوة المتبقية العراق الاسبوع الحالي، وفقا لمتحدث باسم السفارة البريطانية في بغداد.

ويبلغ عديد هذه القوة حوالى المئة جندي من أصل 46 ألفا شاركوا في الاجتياح.

ولقي 179 جنديا بريطانيا مصرعهم خلال مدة وجودهم في العراق.
يذكر ان بريطانيا سحبت الجنود المئة التابعين للقوة الملكية البحرية الى الكويت بسبب عدم اقرار البرلمان العراقي اتفاقية تنظم عمل هذه القوة.

وكان مجلس الوزراء اقر الاتفاقية، لكن البرلمان فشل في تحقيق النصاب المطلوب للتصويت عليها، كما بدأت عطلته الصيفية التي تنتهي في ايلول/سبتمبر.

وقد بدأ التحقيق بشأن المشاركة البريطانية في الحرب رسميا امس الخميس مع الاعلان بان رئيس الوزراء السابق توني بلير سيدعى للإدلاء بإفادته.
وأكد المسؤول عن التحقيق السير جون شيلكوت ان لجنة التحقيق التي ستعلن استنتاجاتها اواخر العام 2010 على اقل تقدير لن تتردد في اعلان انتقاداتها.

واعترف وزير الدفاع البريطاني بوب إينزوورث بأن حكومته فشلت في تقديم الدعم المطلوب لقواتها على خطوط النار خلال السنوات الأولى للحرب في افغانستان والعراق.

وبرر إينزوورث غضب الجنود البريطانيين من غياب الاهتمام الحكومي والشعبي بمهمتهم خلال حرب العراق والمراحل الأولى للأزمة في أفغانستان، وقال في مقابلة مع صحيفة "ديلي تليغراف" الجمعة "إن تحسن الطريقة التي أقرت من خلالها الحكومة والجمهور بهذه المهمة ودعمتا قواتنا المسلحة خلال العامين الماضيين، كانت أساسية في الرد على قلق هذه القوات".
وتوقع وزير الدفاع البريطاني قيام الحزبين الرئيسيين "العمال" و"المحافظين" بمنح أولوية قصوى للمسائل الدفاعية خلال السنوات المقبلة، بعد أن أقر بأن قرارات قطع بعض برامج الدفاع التي تم اتخاذها في السنوات الماضية "يمكن أن يُنظر إليها كأخطاء الآن".

وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون فرض عام 2004، حين شغل منصب وزير الخزانة (المالية)، على وزارة الدفاع احداث خفض هائل على ميزانيتها المخصصة للمروحيات، والذي أدى إلى نقص حاد في عدد هذه الطائرات لدى القوات البريطانية المنتشرة في أفغانستان اليوم.

وأضاف إينزوورث "أن ميزانية الدفاع ارتفعت ولكن ليس على غرار سرعة ارتفاع ميزانيات الوزارات الأخرى والتي أملتها احتياجات الناخبين".
وأثار تعيين إينزوورث من قبل براون وزيراً للدفاع في حزيران (يونيو) الماضي دهشة الكثير من السياسيين في بريطانيا بسبب افتقاده للخبرة في مجال الخدمة العسكرية.

وقبل إينزوورث بأن "ثقافته محدودة كوزير"، غير أنه أصرّ على أنه "ما يزال مؤهلاً للإشراف على سياسة بريطانيا الدفاعية وأمنها القومي".