القدس العربي - أشرف الهور
الشعبية طالبت حكومة حماس بتوفير طرق السلامة وقالت ان الضحايا من فقراء الشعب
لقي سبعة فلسطينيين يعملون في حقل تهريب البضائع عبر الأنفاق الأرضية التي تربط مصر بقطاع غزة مصرعهم، وأصيب آخرون بجراح أمس جراء انفجار خطوط أنابيب تنقل الوقود إلى قطاع غزة المحاصر، في أنفاق تهريب، وهو ما دعا فصائل فلسطينية للمطالبة بتوفير أعلى درجات الأمن للعاملين، بعد ان أكدت ان غالبية الضحايا من "فقراء الشعب".
وذكر مصدر طبي فلسطيني ان مسعفين انتشلوا الاثنين جثتي فلسطينيين اثنين فقدا امس اثر انهيار نفق بسبب تسرب للوقود في رفح جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر ليرتفع عدد القتلى في النفق الى سبعة.
وقال الطبيب معاوية حسنين مدير دائرة الاسعاف و الطوارئ الفلسطينية "تم انتشال جثتي عيسى القيسي وتامر فرج من النفق الذي انهار أمس وراح ضحيته سبعة مواطنين".
وكان حسنين اعلن صباح امس انتشال ثلاث جثث من النفق.
واعلنت مصادر طبية في مستشفى ابو يوسف النجار في رفح جنوب قطاع غزة عن انتشال جثة فلسطيني رابع.
وكان مصدر طبي فلسطيني اعلن الاحد مقتل فلسطيني واحد في انهيار النفق وفقدان ستة اثر تسرب للوقود الذي ادى الى اختناقهم وانهيار النفق.
وبحسب المسعفين فإن الحادث أدى إلى إصابة آخرين بجراح، فيما لا يزال مصير ثلاثة عمال آخرين مجهولا، بعد تعثر جهود البحث عنهم، خاصة وأنهم كانوا في ذات النفق الذي وقعت فيه الحادثة.
وقال الطبيب معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة ان الشبان الثلاثة وهم طارق قشطة، ومحمد المغاري، ويوسف معمر في العشرينيات من العمر، ويقطنون مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، وذكر ان جثث الضحايا وصلت إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح وعليها علامات حروق شديدة.
وهذا هو ثاني حادث تتعرض له أنفاق التهريب الأرضية خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث سبق هذه الحادثة مقتل المواطن سامي قشطة، في نشوب حريق مماثل، نجم عن تسرب وقود في نفق ملاصق لهذا الذي أودى بحياة الشبان الثلاثة.
وبحسب الأرقام فإن نحو مائة مواطن قضوا خلال العامين الماضيين في حوادث انهيار أنفاق التهريب، بعضهم فتية.
وأقام السكان هذه الأنفاق للتخفيف من ضغط الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض منذ عامين، والذي تحول بموجبه إسرائيل دون دخول غالبية السلع التي يحتاجها السكان.
وتنتشر هذه الأنفاق وهي عبارة عن ممرات أرضية ضيقة، مقامة بعمق يصل لـ 30 مترا، في المنطقة الحدودية الفاصلة بين جنوب قطاع غزة، والأراضي المصرية، ويقدر عددها بأكثر من ثلاثمائة نفق، ويتم من خلالها إدخال مواد تموينية، ووقود، وألبسة، وعدد كبير من السلع الأخرى التي يحتاجها السكان.
وشنت إسرائيل عشرات الغارات الجوية، خلال حرب (الرصاص المصبوب)،على الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر، بهدف تدمير هذه الأنفاق، بحجة أنها تستخدم في عمليات تهريب الأسلحة والأموال إلى قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس.
ومع تزايد حالات الوفاة في هذه الأنفاق، وجه النائب جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية نداء إلى "حركة حماس وحكومتها"، حمل عنوان "تحملوا مسؤولياتكم وأوقفوا مسلسل القتل المتواصل في أنفاق رفح".
ورأى المجدلاوي أن "شهداء أنفاق الحصار" وصل إلى أكثر من تسعين شهيداً، لافتاً الى ان غالبيتهم من فقراء الشعب الذين أرغمهم الحصار والبطالة إلى أن "يلقوا بأنفسهم للتهلكة"، لصالح مجموعة من أثرياء الحصار والأنفاق "الذين لم يبرأ المئات بعد من خديعة الاستثمار المالي التي جمع بعضهم منها عشرات الملايين".
وأكد المجدلاوي الحاجة إلى بعض ما يصل عبر هذه الأنفاق، وطالب بترشيد العمل في الأنفاق "بحيث تستجيب لضرورات الشعب وصموده ومقاومته لا أن تتحول إلى غول يبتلع أرواح الناس وأموالهم لصالح بعض الجشعين".
وأكد أنه في إطار عملية الترشيد المطلوبة، "ينبغي على حركة حماس وسلطتها وبلديتها في رفح أن تحفظ لهذه العملية أعلى درجات الأمن والأمان والسلامة وسرعة الإنقاذ، لا أن تكون مهمتها جمع الرسوم والجبايات والمداخيل على اختلاف أنواعها وأطرافه".
من جهتها أكدت هيئة العمل الوطني في مدينة رفح ان ظاهرة انتشار الأنفاق "جلبت الكوارث على سكان القطاع عامة وسكان رفح خاصة بما حصدته من أرواح بريئة وبما دخل من سموم ومخدرات عبرها، والتي تستر أصحابها خلف شعار كسر الحصار لتتم ممارسة جرائم التهريب بشتى أنواعها".
وأكد فواز النمس سكرتير هيئة العمل الوطني في بيان أن هذه الأنفاق "شكلت تهديداً جديدا يضاف إلي التهديدات والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني".
وطالب المجتمع الدولي بـ "التدخل الجاد وتحمل مسؤولياته تجاه شعبنا والضغط على كيان الاحتلال لإجباره على فك الحصار وفتح المعابر".
http://www.copts-united.com/article.php?A=5610&I=152