عماد خليل
* لا يمكن تولي قبطي رئاسة الجمهورية.. لأن الأقلية العددية لا يصح أن ترأس الغالبية.
* الأقباط عندما يتم الاعتداء عليهم في مكان ما تكون النتيجة أن يتم إلقاء القبض على واحد أو اثنين منهم ويُتهموا اتهامات يُلقوا بها في السجن.. وتصبح مشكلة الأقباط ليست الحاجة الأصلية اللي هما تعبانين منها وإنما إخراج هؤلاء من السجن.
* مشكلة أبوفانا لم تُحل حتى الآن.
* يجب أن نترك الأحوال الشخصية، وأنا قلت أن موضوع التطليق أو بطلان الزواج في أيدى الدولة والمحاكم وعملية التزويج فهي في أيدينا.. ما يجيش رئيس المحكمة يجوزهم.
تقرير: عماد خليل – خاص الأقباط متحدون
أدلى قداسة البابا شنودة بحديث رائع لقناة "أون تي في" لبرنامج "مانشيت" الذي يقدمه الإعلامي "جابر القرموطي" والذي وصف قداسة البابا في بداية اللقاء بأنه: "أحد صمامات الأمان في مصر إن لم يكن الرابط الحقيقى لمسائل عدة داخل البلد، ولولا وجود هذه الشخصية بهذه الحكمة كنا عانينا كثيرًا في الفترة الماضية".
وإلى نص الحوار:
جابر القرموطي: صحة قداستك أخبارها إيه؟
البابا: أحسن من مفيش, كويس نشكر ربنا من اهتمام الناس بصحتي ساعات بيخترعوا لي أمراض معرفهاش.. لما كنت في الخارج قالوا لي الجرايد قالت عليّ كلام مش عارف جابوه منين لكن مكانش ليه أي أساس من الصحة.
جابر: ننتقل من صحة البابا لصحة الوطن.. كيف ترى صحة الوطن؟
البابا: كأي وطن في العالم تواجهنا مشكلات وفي نفس الوقت له أنجازات وأشياء مهمة ونرجو أن تكون هذه المشكلات مؤقتة تأخذ وقتها وتعدي, لكن لا ننسى أن وطننا مصر بالذات يتفاعل مع قضايا خاصة بدول وأماكن أخرى.
جابر: تأثير وتأثر؟
البابا: بالطبع مثل تفاعل مصر مع السودان وما يجاورها من قضايا مثل درافور وتشاد إلى آخره.
جابر: والصومال؟
البابا: الصومال دي مشكلة في حد ذاتها وأريتريا ونهر النيل وما حوله، وأيضًا مشكلة فلسطين ومشاكلها الداخلية بين فتح وحماس، فمصر بلد مركزية لها مركز متوسط يتفاعل مع دول أخرى كثيرة إلى جوار حالته الخاصة, لكننا نشكر الله فوسط كل هذا مصر ماشية كويس.
جابر: هل التاثير الخارجي يؤثر داخليًا؟
البابا: مفيش شك أي تأثير خارجي يكون له تأثير على الداخل.
جابر: قداستك شايف أنه مؤثر تأثير كبير؟
البابا: طبعًا, مثلاً المشكلة المالية العالمية لا ننكر أنه كان لها تأثير على مصر, المشاكل الصحية العالمية والسياسية العالمية.
جابر: والمشكلات المائية الخاصة بنهر النيل؟
البابا: زمان واحنا صغيرين كنا نقول أن نهر النيل ده بتاعنا، دلوقتي دول كتير بتقول إن نهرالنيل بتاعهم, لكنها لم تصل بعد إلى مشاكل ولا ننكر أن السد العالي كان له تدخل في هذا الأمر.
جابر: مشاكلنا الداخلية أهي مؤثرة على الجسد المصري؟
البابا: لو لم تكن مؤثرة لا نسميها مشاكل.
جابر: إلى أي مدى يصل تأثير هذه المشاكل؟ وما هي أهم المشاكل التي تراها قداستكم؟
البابا: الصحف تكتب ليل نهار..
من الصعب أن نجد حلاً عامًا لجميع المشاكل وكل مشكلة ترجع للجو الذي نشأت فيه وتعامل الهيئات الرسمية بالنسبة لها وتعامل الشعب يكون لها وضع خاص، وموقف رجال الأمن من المشكلة وكذلك الهيئات الوطنية لها، من الاشياء العجيبة التي أراها في كل مشكلة أن كل مشكلة تحدث بين المسلمين والمسيحيين لا نرى صوت لأعضاء مجلس الشعب ولا أعضاء المجالس المحلية والقروية!
جابر: قداسة البابا شنودة.. أيه أبرز الحالات التي حدثت مؤخرًا وتراها ذات مواقف غير حيادية؟
البابا: إذا قلنا عن أي هيئة مسئولة تتعامل بطريقة غير حيادية ستعتقد أننا نتهمها بعدم الحيادية وستدافع عن مواقفها بغير حيادية أيضًا.
جابر: نريد أن نقول لهذه الجهة فقط "خلي بالك انتِ مكنتيش حيادية المرة دي"؟
البابا: ياااااااه هيكون الرد "دا احنا بنشتغل بطريقة حيادية من زماااااان"!
جابر: أريد معرفة المشكلات التي تتعبني وتتعب قداستك, ما هي تلك المشكلات؟
البابا: في إحدى المرات منذ حوالى عشرين سنة أو أكثر حدث خلاف بين زوج وزوجة وكانوا كاثوليك فالزوج عمل بروتستانتي لاختلاف الدين تطبق الشريعة الإسلامية وطلق زوجته وتزوج بأخرى، فالزوجة الكاثوليكية وأقامت دعوى قضائية ضده للأسف تطوع أحد القضاة في ذلك الحين وقال من حق المسيحي يتزوج اثنين، ومش عارف جاب الكلام ده منين؟ حينها أضطررت أن أتدخل لأن الزوجة كاثوليكية والزوج بروتستانتي وكان عليّ أن أحسم الموقف لأنه يخص المسيحية كلها، وأقمنا دعوى قضائية وأستدعيت كثير من المستشارين المسيحيين لأستشيرهم في هذه القضية وكثير من رجال الإدارة مثل المجالس الملية وقابلت رئيس الوزراء في ذلك الوقت وقلت له أن الاقباط اختلفوا من حيث المذاهب ما عدا الزواج من زوجة واحدة لم يختلف عليها أحد ودي مسألة لن نسكت عليها واللي يجرى يجرى, وأصدرت كتابًا عنوانه "شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية" ورفعنا الأمر لمحكمة النقض، ونشكر ربنا النقض حكم في صالحنا وكان لا بد أن تجتمع الطوائف المسيحية عمومًا وتضع مشروعًا للأحوال الشخصية لكي لا يكون هناك خلاف في المستقبل، وبالفعل جمعت جميع رؤساء الطوائف المسيحية في مصر وممثلي الطوائف المسيحية في مصر التي لها رئاسات الدينية في الخارج واتفقنا على مشروع كنسي واحد وقّع عليه الجميع, ثم قابلت صوفي أبو طالب وكان يشغل منصب رئيس مجلس الشعب في ذلك الحين وقدمت له المشروع, قال اللي انت مقدمه ده معجزة واحنا عمرنا ما شفنا الأقباط يجتمعوا على موضوع واحد بالشكل ده، ثم قال وكمان جايبلي عليه كل الإمضاءات فقلت له "والكلام للبابا شنودة" البركة فيكم, وهذا الكلام كان عام1980 قلت له البركة فيكم وظلت البركة فيهم إلى وقتنا هذا والمشروع لم يتم فيه شيء.
وفى سنه 1998 زارني المستشار فاروق سيف النصر وقال لي مر على الموضوع 18 سنة جايز تكون لكم مطالب جديدة وطلب سيادته عمل تحديث للمشروع “up to date”، فقمت مرة أخرى بجمع رؤساء الكنائس في مصر ورؤساء الكنائس التي لها رئاسات دينية خارج مصر وقدمنا مذكرة أخرى سنة1998 ونامت هذه المذكرة كما نامت غيرها من قبل وحتى الآن.
إذًا نقسم المشاكل إلى نوعين نوع في أيدينا أن نحله وآخر ليس في أيدينا أن نحله.
جابر: الحل اللي في أيدينا ما هو؟
البابا: نترك الأحوال الشخصية.. وأنا قلت أن موضوع التطليق أو بطلان الزواج أو حل رابطة الزوجية بأي طرق في أيدي الدولة والمحاكم أما عملية التزويج فهي في أيدينا ما يجيش رئيس المحكمة يجوزهم، وأصبح الحال أن من يتم تطليقه بطريقة منافية لتعاليم الإنجيل عندنا أنا مرضاش أجوزه حتى وصل الأمر إلى المحاكم وما أسهل الدعائم القانونية، فالدستور يعطيتي الحق أن أتزوج وأن أمارس حقوقي الاجتماعية إلى غير ذلك، ومرة المحكمة حكمت بإلزام الكنيسة على تزويجه فأنا قلت أنا لا يلزمني إلا تعاليم الإنجيل وحينها قال لي البعض أن يمكن تزويجهم بعد حكم المحكمة بإلزام الكنيسة وكان ردي يروح يتزوج بعيد عننا.
جابر: قرأت خبر في الصفحة الأولى بجريدة الوفد أن نجيب جبرائيل مستشار قداستكم يشكو الحكومة أنها تترك ماكسيموس يمارس وظيفته الدينية دون أخذ أي رادع له؟
البابا: لأ.. الحكومة أخذت قرار شديد ضده فلم تعترف به وقالت له لقبك مش مضبوط ولم تعطه بطاقة شخصية بالوضع الذي يحب لنفسه أن يكون، هتعمل له إيه أكتر من كدا؟
جابر: أليس له أي تأثير ما يقوم به ماكس ميشيل؟
البابا : لم يكن صاحب مشاكل مع الكنيسة لكنه يدعي هذا, نحن نعرفه منذ أن كان اسمه ماكس ميشيل وكان تلميذًا لنا في كلية اللاهوت, لكن كنا نرى له فيما بعد أفكارًا لا تتناسب مع الكنيسة فلم نرسمه على أي درجة كهنوتية فبحث عن درجة كهنوتية من الخارج وفي أمريكا أخذ درجة كهنوتية أنه أسقف, وأتى إلى مصر وقال "أي ماكسيموس" أنا أسقف فلم تعترف به الكنيسة القبطية فأرسل إلى من رسموه وقال أنا لا أقدر على العمل لأن الكنيسة القبطية لا تعترف بي فأعطوه رتبة رئيس أساقفة, لكنه غير مقبول في مصر وحتى الآن.
جابر: ترددت في الفترة الأخيرة أخبار عن مشكلات بين قداستكم وبعض المحافظين أمثال محافظ الإسكندرية وقنا والمنيا وغيرهم.. وقد استقبلك أقباط الإسكندرية باحتفال كبير.. لكن هل تم حل مشكلة الإسكندرية بصفة خاصة؟
البابا: مشكلة الإسكندرية لم تحل بعد.
جابر: وماذا عن دور العبادة التي أخذتها محافظة الإسكندرية أو قامت بهدم منازل للخدمة إلى غير ذلك؟
البابا: لم أوضح طبيعة الخلاف لأني لا أريد أن يعرض في الصحف أو الوسائل الإعلامية.
جابر: نريد عرض المشكلة لو قداستك تحب؟
البابا: من الذي بإمكانه أن يحسمه؟
جابر: المحافظ.
البابا: ومن الذى يحسم خلافي مع المحافظ؟
جابر: يعني الكورة دلوقتى في ملعبه؟
البابا: لأ.
جابر: أمال مع مين؟
البابا ضاحكًا: أنا خايف حد يخش يعمل أوفسايد!
جابر: الحقيقة نحن نريد نجيب جون في مصلحة الوطن وفي شبكة الأعداء.
البابا: البلد لا تحتمل اختلافات أكثرولا مشاكل أكثر، ولكن خلافنا مع محافظ الإسكندرية ما زال قائمًا وهو في كثيرًا من تصريحاته الإعلامية يقول أن علاقته شخصية بي.
جابر: الصحافة العالمية وخصوصًا الإسرائيلية مهتمة دائمًا بقضايا داخل مصر ومن أهم هذه القضايا هي قضية التوريث وما يتردد عن تولي جمال مبارك السلطة في المستقبل.. هل ترى أن المشهد السياسي في هذا الإطار كما هو متصور في الخارج؟
البابا: أنا شايف إن غالبية الشعب يحبون جمال مبارك ويفضلونه على غيره إن وُجد غيره.
جابر: إن وُجد؟
البابا: من يقف أمامه.. مش مسألة توريث مسألة كفاءة شخصية لشخص معين.. من سيرشح نفسه أمامه؟
جابر: يعني قداستك مع المسألة لو تمت في إطار ديمقراطي تام؟
البابا: لدينا قواعد قانونية لاختيار رئيس الجمهورية فمن تنطبق عليه القواعد يرشح نفسه ومن يوافق عليه الشعب هو اللي ح يختاره.. ربنا يعطي طولة العمر للرئيس الحالي.. لكن طبيعة الأمور تمشي قانونية على قواعد معينة يوافق عليها دستوريًا.. إذا كان التغيير مطلوب يتم التغيير بقواعد أيضًا كما في وقت من الأوقات غيروا بنود من الدستور بقواعد دستورية أيضًا، فكل حاجة تتم بقواعد.
جابر: كيف ترى قداستك جمال مبارك؟
البابا: لما ييجي الوقت المناسب أنا وباقي الأقباط سوف يقولون رأيهم بدل ما أقول رأيي ويبدأوا في الهجوم عليه لأنه صادر من الكنيسة فخليها لما ييجي وقتها.
جابر: ما هو رأي قداستك أن البعض ضد فكرة أن يتولى الرئاسة قبطي؟
البابا: لأ طبعا لهم حق..
جابر: والأسباب؟
البابا: لأن الغالبية العددية ليست قبطية.. إذًا لا يصح أن يأتي قبطي من الأقلية العددية يرأس الغالبية.
جابر: هل هذا حسم للجدل حول تلك القضية؟
البابا: هو حصل جدل في هذا الشأن؟!.. شوف يا أخي إذا كان القبطي لا يستطيع أن يكون عضوًا في نقابة المحامين سيكون رئيس للجمهورية كلها؟.. كلام غير منطقي وغير عملي.. أو قبطي مش قادر يبقى عضو بالإنتخاب من 444 عضو والآن أصبحوا أكثر من 500 عضو في مجلس الشعب سيكون رئيسًا للجمهورية؟
جابر: ما هو رأيك قداستك في كوتة المرأة؟
البابا: أنا مالي بالستات!
جابر: وندخل من كوتة للمرأة إلى كوتة للأقباط؟
البابا: هل هناك كوتة للأقباط!..
جابر: البعض يطالب بهذا.
البابا: يطالب.. أنا لي حدود معينة اشتغل فيها وهي حدود الدينية.. ولكن لا اشتغل بالسياسة ولكن يمكن أن يكون لي رأي شخصي في موضوع سياسي مثل بطاقة انتخاب.. هذا عمل سياسي ولكن مش اشتغل بالسياسة مجرد إبداء رأي شخصي لكن لا اشتغل بالسياسة.. ليس لدينا وقت فاضي نشتغل فيه بالسياسة ولا طبيعة وظيفتنا الاشتغال بالسياسة لكن ممكن إبداء رأي مثل أي مواطن.
جابر: ما هو رأيك الشخصي في موضوع كوتة الأقباط؟
البابا: لا أعرف من طالب بكوتة للأقباط.. إحنا بنعيش في مصر ولكن فيه عيون أخرى ترقبنا من كل ناحية وتبدي رأيها فينا، ومما يرفع من شأن مصر أن يكون رأي الناس فيها رأي يناسب عظمة مصر، فهل لما يشعر الناس بره مصر -ولا أقصد بلد معينة وإنما اتجاه عام- أن مصر فيها مجموعة مسيحية اسمها الأقباط وهذه المجموعة لا وجود لها في الهيئات كذا وكذا، هل هذا يأتي بسمعة طيبة لمصر وللا ننطوي على أنفسنا ونمشي في أي سكة ونتجاهل أن البلاد الأخرى بتنظر إلينا وتشوف إحنا ماشين إزاي.. بس دي كلمة في السكة اسمعها وانساها..
جابر: نسيتها خلاص؟
البابا: طب الحمد لله.
جابر: هل ترى أن المشاكل التي حدثت مؤخرًا في عدد من المحافظات مجرد مشاكل فردية؟
البابا: أنا محتاج أدرس الحاجات دي دراسة كويسة لأن الأحداث الفردية إذا كثرت لا تكون فردية.
جابر: كيف ترى المشاكل المتكررة في عدد من المحافظات؟
البابا: مش مهم أنا شايفها إزاي المهم الدولة شايفها إزاي.. هناك طريقة اتبعت لحل المشاكل.. تعالوا يا ولاد نحلها حل عربي ونحط راس ده جنب راس ده ونخبطها في بعض وبعد كدة الشيخ يعانق القسيس والقسيس يعانق الشيخ.. والحمد لله الكل مشي بخير واتحلت المشاكل!
جابر: البعض ينتقد لقاء قداسة البابا بشيخ الأزهر هذه اللقاءات لأن بعض المشاكل لا ينبغي أن تُحل بهذه الطريقة؟
البابا: أنا لا أجلس مع فضيلة شيخ الأزهر لحل المشاكل.. هذه محبة شخصية نتقابل في إطار هذه المحبة لكن لا يحدث أبدًا أن أجلس معاه لكي نحل مشاكل.. ولما تقول لي أقابل شيخ الأزهر.. وهل شيخ الأزهر يتدخل بصفته الأزهرية في كل مشكلة؟
جابر: البعض يرى أن مثل هذه اللقاءات مجرد وجودها في وسائل الإعلام معناها أن هناك علاقة حميمة بين المسلمين والأقباط؟
البابا: لا.. لا.. هناك علاقة حميمة بين الفردين دول وليس بين الشعب كله.. يعني فعلاً فضيلة شيخ الأزهر رجل سمح وطيب ولا يحب التعصب.. لكن ليس معنى هذا أن كل الناس هكذا.
جابر: هل هناك أحداث عادية ممكن تمر مرور الكرام أم أنه من الضروري أن تكون هناك حلول جذرية؟
البابا: طبعًا لا بد من حلول جذرية.
جابر: ما هي أهم هذه الحلول؟
البابا: ما يتفق عليه الناس حتى يكون هناك حل نهائي.. ما توافق عليه الأجهزة وما يوافق عليه الأطراف المتنازعة.. تعانق الأطراف أو جلوسهم أو أنهم كلوا لقمة مع بعض ليس معناه أن كل شيء انتهى!
جابر: هل مشكلة دير أبو فانا اتحلت؟
البابا: لا.. لم تُحل بعد.
جابر: ومتى تُحل المشكلة؟
البابا: يعني مثلاً حدث اتفاق إن المحافظ يعمل للأقباط سور على الأرض التي يعيشون فيها وكان هذا الاتفاق معي شخصيًا، وجعلهم يبنوا سور لما وصل طول السور متر واحد ووقف الوضع على هذا، المتر أي واحد ممكن ينط عليه ويدخل جوه، ممكن نسمح لناس بالأرض ولكن نسمح بدخول المياه أو الكهرباء ولا خدمات، ودلوقتي ساعات هناك طريقة أخرى لحل المنازعات، الأقباط مثلاً تم الاعتداء عليهم في مكان ما.. وتكون النتيجة يتم إلقاء القبض على واحد أو اثنين من الأقباط ويُتهموا اتهامات يُلقوا بها في السجن وتصبح مشكلة الأقباط ليست الحاجة الأصلية اللي هما تعبانين منها وإنما إخراج هؤلاء من السجن.
جابر: وتأجيل الحل؟
البابا: مفيش حل خالص.. وبعدين في الآخر يجاهد الأقباط ليس على الموضوع الأصلي وإنما على خروج هؤلاء من السجن، وإذا خرجوا يكون في مقابل كذا وتبقى اتحلت المشكلة..
جابر: هل ترى أنه من المهم التعامل مع أقباط المهجر بصورة أفضل من الآن؟
البابا: كلمة أقباط المهجر كلمة مبالغ فيها لأن الأقباط في المهجر أعداد كبيرة جدًا ويمكن يوصلوا لحوالي مليون ومش كلهم رأي واحد، فيه بعض المتحمسين من أجل ما يحدث للأقباط في مصر وحتى هؤلاء أنواع وأشكال، ومن رأيي أنه لا بد للأقباط الذين يعيشون في المهجر أن تكون هناك صلة بينهم وبين السفراء والقناصل الموجودين هناك كي يعرفوهم بحقيقة الأمور التي تجري في مصر، على شرط على أن هؤلاء السفراء والقناصل يقولون الحقيقة كما هي.. نحن في عصر الذي يحدث في أي قرية في مصر وسائل الإعلام المتنوعة والإنترنت وبعض القنوات الفضائية بتحكي أشياء بتفاصيل التفاصيل بالصوت والصورة فأصبح مش سهل أن الأقباط يعيشوا في بلد وأن نقول لا لم يحصل شيء.. هذا الكلام لن يدخل دماغ حد.. لا بد أن تكون هناك صلة بين الأقباط في المهجر والسفارات والقنصليات وأن يكون صلة بين هذه السفارات والقنصليات وبين الدولة في مصر ليحكوا الأمور على حقيقتها.. وعلى رأي المثل "من شروط المصالحة المصارحة"..
جابر: هل مطالبات أقباط المهجر صائبة؟
البابا: لم يعرضوا عليّ مطالبهم.
جابر: ولو مجموعة شكلت من أقباط المهجر وطلبوا الجلوس مع قداستك للتشاور والتحاور في أمور البلد؟
البابا: أنا لا أمنع أحد من مقابلتي.
جابر : هل نحن في عمق الوحدة الوطنية؟
البابا: أحداث المنيا وبني سويف واسكندرية.. هناك أشياء تستطيع أن تحكم عليها بنفسك دون أن تسأل..
جابر: الصحافة المصرية كيف يراها قداسة البابا شنودة؟
البابا: الصحافة أنواع وأشكال فيها من يتحرى الحقيقة وفيها من يريد الشهرة وانتشار الجريدة عن طريق السرعة في النشر دون التحقق مما ينشره، وفيه صحف المعارضة وصحف يسمونها الصحف القومية وفي صحف شخصية لا تنتمي لمعارضة ولا تنتمي للدولة وإنما لها شخصيتها المنفردة.. من الصعب أن نتكلم عن الصحافة كلها كشيء واحد مع كل هذا التنوع.
جابر: هل تعامل الإعلام مع قضايا الأقباط على الحياد؟
البابا: لا.. لأن الصحيفة التي يهمها أن تأخذ الشهرة بسرعة النشر أحيانًا تنشر كلامًا لا يتفق مع الحقيقة إطلاقًا.. حتى أتذكر في فترة مرضي أن كل جريدة كانت تخترع مرض من عندها لا علاقة له بحالتي الصحية لا أحد فيهم كشف عليّ ولا كان موجودًا في المستشفى.. فهؤلاء يفكرون أن هذه وسيلة تجذب الناس لشراء الصحيفة بغض النظر عن الحقيقة والصحيفة التي تنال احترامًا من القراء هي التي تتصف بالصفات الآتية: صحة الخبر من جهة الخبر، وفائدة المعلومة، وقوتها من جهة المعلومات.
جابر: ما هو أكثر ما آلم قداستك في قضية علاجتها الصحافة؟
البابا: أنا لا أتضايق كثيرًا ولا قليلاً... نشكر ربنا.. المشكلة التي تأتيني لا أجعلها تدخل داخلي وإذا دخلت داخلي تؤثر على فكري وأعصابي ومشاعري.. أتعامل معها وهي في الخارج.. فأعرف أنها خطأ أم صواب ولتكن ما تكون ولكنها لا أجعلها تؤثر فيّ.. لأن لو جعلتها تؤثر فيّ لكنت كل يوم في مشكلة.. أما مشكلة من الصحافة أو الأخبار عن المشاكل بشأن تعاملات الناس..
جابر: لو كنت رئيسًا للتحرير.. أي صحيفة كنت تتمنى أن تكون رئيسًا لتحريرها؟
البابا: لدينا صحيفة تابعة للكنيسة هي الكرازة وأنا رئيس تحريرها فعلاً.
جابر: هل هناك صحيفة تتابعها يوميًا؟
البابا: كل يوم أتابع عددًا من الصحف وأول حاجة أشوفها الصفحة الأولى في كل الصحف وتاني حاجة النكتة الموجودة في الجرنان.
جابر: هل هناك رسام للكاريكاتير يسعد قداسة البابا؟
البابا: مصطفى حسين أكثر رسام تابعت له، وكذلك الرسم الكاريكاتيري المنشور في صفحة رقم 9 في الأهرام.
جابر: كلمة تريد أن تقولها لمصر والمصريين؟
البابا: نرجو لبلادنا مصر كل خير سواء من الناحية السياسية الخارجية أو السياسية الداخلية أو من ناحية الإقتصاد في مصر أو من ناحية البطالة التي نرجو أن بلادنا تنتصر عليها لأنها تحولت إلى مشكلة من أكبر المشكلات، وطبعًا في هذه الأيام نهنئ الطلبة الذين نجحوا بتفوق.. وقرأت في بعض الصحف أن هناك طلبة نجحوا بنسبة أكبر من 100%.
جابر: هل التعليم في مصر جيد؟
البابا: التعليم في مصر يتغير كل يوم تقريبًا، وهذا يذكرني بقول الشاعر "كريشة في مهب الريح طائرة لا تستقر على حال من القلق".. نرجو أن تكون هناك سياسة ثابتة للتعليم لا يغيرها وزير بما يراه شخصيًا وأن تكون هناك هيئة ثابتة للتعليم من كبار الخبراء الذين اشتركون في وضع سياسة للتعليم وتتحول إلى سياسة ثابتة لا تتغير من حين إلى حين.
http://www.copts-united.com/article.php?A=5595&I=152