حنا حنا المحامي
بقلم: حنا حنا
رشح كل من الدكتور حسن حنفى والدكتور سيد القمنى لجائزة الدوله التتقديريه. قامت عنترية الشيخ يوسف البدرى باقامة دعوى ضد وزير الثقافه وأخرين لمنع صرف هذه الجائزه. ولم يكتف بهذا بل ارسل شكوى لرئيس الجمهوريه يطالبه فيها بسرعة التدخل لمنع صرف هذه الجائزه.
وقال فى حيثيات دعواه أن الميزانيه تعانى من عجز فلا يجوز زيادة هذا العجز. وهنا لنا سؤال: لو كانت هذه الجائزه ليوسف البدرى – لا قدر الله - هل كان سيرفضها اشفاقا على ميزانية الدوله؟ أم أن الدوله فى هذه الحاله سيكون بها فائض ويتعين الصرف له بسخاء لزيادة ملايينه حتى يتوقف عن أعمال السحر والشعوذه.
يقول الشيخ يوسف البدرى فى دعواه أن كلا المفكرين يهاجمان الدين الاسلامى. وطبعا لم يجد يوسف البدرى من يردعه عن هذا الهراء. إن الدكتور سيد القمنى والدكتور حسن حنفى كلاهما مسلمان يعتنقان الدين الاسلامى مثلهما مثل البدرى تماما. كل ما هنالك أن المفكرين يعملان الفكر والمنطق الذين وهبهما الله لهما.
هذا ولم يحدث أن هاجم أحدهما الدين الاسلامى اطلاقا. بل الهجوم كان على تداعيات المسلمين والتفسيرات العجيبه. فمن تداعيات المسلمين ما حدث من العباسيين تجاه الامويين حين تولى الاولون الحكم أو الخلافه. دعا الخليفه العباسى الامويين الى وليمه عشاء ثم قام بتمثيليه مع أحد رجاله تبعها مجزره لكل الامويين قتلوا فيها عن بكرة أبيهم بهراوات حديديه. ثم طرح الامويون أرضا وفرشوا فوقهم ملاءات بيضاء كانت فرشا لوليمة الخليفه العباسى الذى كان يستمتع بالاكل بينما يلفظ الامويون أنفاسهم الاخيره تحت صحاف الوليمه الشهيه.
هل هناك تعرض للاسلام؟ هل أى انسان تبقّى فى نفسه ذره من الاحساس الانسانى يرى أن فى هذا السلوك قبولا يمكن أن يتفق مع أى فكر سوى أو نفسيه سويه أو مع أى دين من الاديان؟ مادخل هذا فى الدين؟ علما بأن القائمه طويله.
إن مواجهة الحقيقه بفكر نير أصبح نوعا من الكفر والالحاد, كما أن اسلوب الارهاب الفكرى أصبح السلوك السائد لطمس الحقائق وتحريف التاريخ. لم نر أن البدرى قارع الحجه بالحجه والرأى بالرأى مما يدل على ضحالة الفكر والاعتماد المطلق على اللحيه الممتده كأنها تريد أن تصل الى الارض لتقبلها فى رجاء والتماس تبحث عمن يعفيها من تلك العقليه أو تلك النفسيه المريضه الحاقده.
وأخيرا وليس آخرا فانى اطالب الدفاع عن الدكتور القمنى والدكتور حسن حنفى أن يطالبا بتعويض ضد البدرى لإساءة استعمال حق التقاضى. ذلك الحق الذى أصبح يثقل مهمة القضاء الذى لم يعد يتفرغ الا للترهات.
أولا وأخيرا لك الله يامصر.
حنا حنا المحامى
(يوليو 2009)
Hannalaw10@gmail.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=5494&I=149