الأنبا بيشوي والأنبا موسى.. الأقرب لخلافة البابا شنودة.. والنتيجة يحسمها طفل!

 صحة البابا" ربما يكون هو الملف الأكثر خطورة الآن وقد يلقي بظلاله على مستقبل اندماج الأقباط في الحياة السياسية في مصر، اتحاد شباب ماسبيرو دعا إلى إقامة صلاة من أجل الدعاء لقداسة الثالث اليوم الأربعاء بساحة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك بعد تواتر أنباء عن تدهور حالته الصحية في الآونة الأخيرة.

 
البابا شنودة عانى من وعكة صحية شديدة منذ 10 أيام، اضطر بسببها إلى إجراء عملية حقن مجهري للفقرات القطنية، الأمر الذي يثير تساؤلا حول الخفية المتوقع للبابا، والذي سيحمل على كاهله مسؤولية إدارة كنيسة الإسكندرية أو الكرازة المرقسية التي يعود عمرها إلى ما يقرب من ألفي عام، في وقت شديد الحساسية يتزامن مع اختيار رئيس جديد لمصر في ظل تصاعد للتيار الإسلامي.
 
ورغم صعوبة تحديد اسم بعينه لخلافة البابا شنودة، نظرا لأن الاختيار يتم عبر طفل لا يزيد عمره على أربع سنوات، فإن هذا لم يمنع من تداول عدة أسماء منها مثلا ثلاثة من الأساقفة، اختارهم البابا شنودة كسكرتارية خاصة له، هم الأنبا بطرس والأنبا يؤانس والأنبا آرميا، الذين صاحبوه خلال هذه الفترة في كل ما يقوم به، سواء من زيارات خارجية أو رحلات علاجية، ويعتمد عليهم البابا في كل لقاءاته ومقابلاته سواء بالمقر البابوي، أو خارج المقر وهم أنفسهم الذين ذهبوا للقاء الفريق سامي عنان، رئيس الأركان بعد مجزرة ماسبيرو.
 
الأنبا يؤانس كان قد ارتبط اسمه بشائعة خلافته البابا شنودة، وطالب البعض داخل الكنيسة بمحاكمته بعد أن اتهموه بالتورط في نشرها، خصوصا أنه مرتبط لدى الأقباط من خلال إقامته صلاة التسبحة بكنيسة العذارء بالزيتون التي تشهد حضورا مكثفا من الكهنة والأقباط يتجاوز الآلاف، ليكون الأسقف الوحيد الذي استطاع جذب الأقباط له بأعداد هائلة بعد البابا شنودة لكن يؤانس نفى الموضوع تماما.
 
ويمتاز الأنبا يؤانس بقربه الشديد من البابا وتوسطه في كثير من القضايا بين نظام مبارك والكنيسة، والتي كان آخرها تكليفه بالسفر إلى أمريكا لاستقبال مبارك في أثناء لقائه الأخير بباراك أوباما، وهي الزيارة التي أثنى خلالها مبارك على وطنية الكنيسة وشكر البابا على حسن اختياره الأنبا يؤانس.
 
الترجيحات أيضا طالت الأنبا أرميا، حيث ترددت شائعة حول إحالته إلى محاكمة كنيسة عاجلة بسبب ما قيل عن تورطه في شائعة وفاة البابا يوم 22 أغسطس الماضي. ويتميز الأنبا أرميا بالغموض ولا يعرف عنه الكثير من المعلومات.
 
وظهرت عدة أسماء خلال الفترة الأخيرة، منها الأنبا رويس مستشار البابا الروحي الذي شارك في بعض اللقاءات التي جمعت البابا بشخصيات عامة، وكذلك لقاءات المجلس العسكري، والأنبا بولا أسقف طنطا الذي اختاره البابا ليكون نائبا عنه في رئاسة المجلس الإكليريكي الذي يختص بنظر قضايا الطلاق والزواج الثاني، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة رئيسا للجنة الإعلام بالمجمع المقدس، والذي كان المتحدث الرسمي للكنيسة، لكن جرأة تصريحاته جعلت البابا يبعده عن الكاميرات لفترة قبل أن يعود إلى الظهور مجددا.
 
ويبقى الاسمان الأكثر قربا إلى كرسي البابوية هما الأنبا بيشوي والأنبا موسى، الأول هو أسقف دمياط وسكرتير المجمع المقدس وكان له دور كبير في الكنيسة، ولم ينحصر هذا الدور إلا بعد تصريحاته الصحفية أمام المرشح الرئاسي محمد سليم العوا على صفحات الصحف قبل الثورة، والتي تسببت في تقلص دوره كثيرا.
 
والأنبا بيشوي كثير العداوات وله كثير من الخصوم، سواء في الكنائس الأخرى الكاثوليكي والإنجيلية، أو داخل الكنيسة الأرثوذكسية نفسها، ورغم هذا فإنه لا يزال الأقوى والأقرب من البابا شنودة، وربما يعود هذا لتوليه سكرتارية المجمع المقدس حتى إن البعض يطلق عليه لقب حامي الإيمان وصخرة الكنيسة!
 
أما الأنبا موسى الأسقف العام للشباب، فهو دائما ذراع البابا للحوارات الوطنية، والمشاركات التي يطلب من الكنيسة الوجود فيها، ويتميز الأنبا موسى بشعبيته الكبيرة ووداعته وقربه من الشباب، وعلى عكس الأنبا بيشوي فهو يتمتع بالقبول لدى الكنائس الأخرى.
 
ورغم كل هذه الترشيحات فإن اختيار البابا يخضع للائحة 1957، والتي تضع شروطا للبطريرك الجديد وهي أن لا تقل سنه عن أربعين عاما وأن يكون قد مضى في سلك الرهبنة بالأديرة مدة لا تقل عن خمسة عشر عاما، وأن يكون مصريا ولم يسبق له الزواج، سواء أكان أسقفا أو راهبا أو مطرانا.
 
وتتكون لجة للترشيح مكونة من تسعة أشخاص من المجمع المقدس وتسعة أشخاص من هيئة الأوقاف القبطية وتجتمع اللجنة وتفتح باب الترشيح ويتقدم من تتوافر فيه الشروط، وتجرى بينهم الانتخابات ويؤخذ أكبر ثلاثة يحصلون على أعلى الأصوات ثم يتم الاختيار بينهم بـ"العناية الإلهية" عن طريق طفل!
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع