سحر غريب
بقلم: سحر غريب
جلست السيدة والأصباغ فاقعة اللون تملأ وجهها وتجعل منها أخت حميمة للسيد بلياتشو واضعة في فمها سيجارة تدخنها بثبات الحيزبون الخبيرة بكل ما يمت للدخان بصلة، ثم أخذت تنفخ دخان سيجارتها في وجهي حتى كادت تنقطع أنفاسي وتعلن حالة العصيان وتتوقف عن الزفير حتى لا تضطر إلى استكمال عملية التنفس بالشهيق ويدخل داخل الرئتان سموم سيجارتها الإجبارية ثم قالت في منتهي التلقائية، تلقائية واحدة خبيرة في فن الحشيش: أنا بأحب خطيبة ابني مووووت موووت موووت ودايمًا أروح معاها هي وابني ونقعد علي الكافيه نشيش سوا... يا جماعة دي بتعتبرني واحدة صاحبتها، فيه في الدنيا صداقة بين حماة وخطيبة أبنها ذي كدة! ومع ذلك أنا بأغير منها جدًا على ابني لدرجة أنه يوم ما شال صورتي من أوضته وعلق صورتها انهرت وكسرت صورتي وصورتها مليون حتة.
حقًا إن صداقة الشيشة هي أمتن صداقة على وجه الأرض فهي صداقة لا تحيطها قيود ولا تحركها الأهواء فهي صداقة لا تنتهي مع انتهاء حجر الشيشة فغدًا سيأتي حجر جديد فالحجر واحد والنفس واحد والشد على أتنين والشيشة أم حجرين ينكوي بنارها أتنين وكل الأحبة اتنين اتنين وأنت يا قلبي شيشتك فيين؟
هكذا تحدثت السيدة بكل بساطة لتدخلني بكلماتها الغريبة إلى عالم مختلف لم أعتاده، عالم من عشوائية القيم والمفاهيم، عالم ماتت فيه الأخلاق وانعدمت منه ذرات الاحترام، ماذا حدث في مجتمعنا وكيف ترضى هذه الأم أن تزوج أبنها من فتاة تعلم يقينًا أنها تدخن الشيشة بشراهة؟ ألا تخاف على حفيدها الذي قد يأتي للدنيا مشوهًا لأن أمه العزيزة سحبت جدته من يديها لتثبت للعالم كله أنها زوجة سبور تحب تدخين الشيشة مع حماتها؟
جايز أكون دقة قديمة وفي يوم من الأيام هايطلع قرار إزالة لموضتى العتيقة، لكني مازلت أرى المرأة التي تضع مبسم الشيشة في فمها امرأة ينقصها أبسط معايير الأنوثة وأعتبرها امرأة مسترجلة، هي الستات آه بتطالب بالمساواة في كل حاجة لكن المساواة لا تعني أن تجلس على القهوة وتنفث الدخان فالمساواة في الشيشة ظلم، خليكي ست ناصحة، هي مش شروة واحدة بل يمكنك الاختيار فطالبي بالمساواة في المميزات التي يتمتع بها الرجل وابتعدي بمسافة ميل عن المساوئ التي يحاول الرجال اليوم التخلص منها بعد ثبوت مساوئها.
http://www.copts-united.com/article.php?A=5407&I=147