نبيل المقدس
بقلم: نبيل المقدس
واضح تمامًا أن الحملة التي يقوم بها بعض من رواد وأصدقاء موقع الأقباط المتحدون في تحفيز أقباط مصر على السعي إلى الحصول على بطاقات الإنتخاب بدأت نتائجها تظهر وتهل على الساحة الداخلية والخارجية، فأنا هنا لا يهمني إلا وضوح نتائجها الداخلية، فقد قمتُ بمجهود فردي في أخذ آراء أقباط الداخل على أهمية اقتنائهم لبطاقات الإنتخاب وجدت النتائج مبشرة، على الأقل بدأ الكثير من شعب الكنائس الإقتناع بها بعد أن كانوا في يأس منها.
والدليل على ذلك هو شعور الدكتور أيمن نور بوجود قوة برزت على الساحة الشعبية وهم أقباط الداخل, وقد سمع وأدرك أنهم فعلاً في حالة جدية في إقتحام العمل السياسي، لذلك وبذكائه أخذ يضع خطة في زيارة عدد من الكنائس لكي يكسب ود هذه القوة..
انا لا أتكلم عن موقف الكنيسة نحوه أو عن شخصه هو, بل أتكلم عن إهتمام هذا المرشح وإصراره على زيارة الكنائس لأنه قد أحس فعلاً بمدى أهميتنا نحن أقباط الداخل بالإنتخابات.
إن كنا نتكلم عن سلبية الأقباط والمتمثلة بصفة رئيسية في عدم إستخراج بطاقات الإنتخاب وعدم المشاركة في الحياة النقابية، فهي طمّعت فينا شركاء الوطن المسلمين حيث تعودوا على غيابنا، مما حدا برئيس مجلس الشعب نفسه في تصريح صحفي له وفي معرض إجابتهُ عن سؤال: (هل توافق علي كوتة للأقباط في الإنتخابات أسوة بكوتة المرأة؟؟).. أجاب سيادته أن أقباط مصر مكتفون بأموالهم وتجارتهم وأبحاثهم، أي يريد أن يقول لسبب سلبيتنا أننا كأقباط غير مؤهلين لذلك، وانضم بذلك إلى هؤلاء الذين يدعون أننا كأقباط بدّلنا وقايضنا حقوقنا السياسية مقابل الثروة والنجاح الإقتصادي, وهذا ظلم وإفتراء لأنه ليست أغلبية الأقباط أغنياء كما يدعون, ففقراؤنا يملأون ربوع الوادي، وعندما نأتي إلى زمن الملكية حيث كانت الديموقراطية سليمة والنفوس غير متعصبة نشط الأقباط سياسيًا على حساب الإهتمام بالثروة وبرز مكرم عبيد وفخري عبد النور وسينوت حنا وبطرس غالي والقمص سرجيوس حيث شاركوا في عالم السياسة المصرية بصوت عال وقدوة لا تتكرر.
وبالنظر إلى الواقع السياسي نجد أنه ستظل النقابات مرهونة للمحظورين, ومستقبل الشوري للمحظوظين, ومستقبل مقاعد البرلمان للآخرين.. لدرجة أن الحزب الحاكم لم يتورع في عدم ترشيح أي قبطي مسيحي تحت تبرير سوف لا ينجح أحد.
في إنتخابات 2005 وبسبب سلبية الأقباط المسيحيين ظهرت الجماعة المحظورة في 88 دائرة فقط وكسبوا هذه الدوائر بإكتساح عظيم، ولولا محاولات الدولة كبح جماح نجاحهم بطرق متنوعة لإكتسح المحظورون أغلبية مقاعد المجلس، ونحن كأقباط متفرجون ومبتسمون نتمتع بثروة لا نمتلكها, ومستقبل لا نعرفهُ, وبتوبة نصوحة.
سلبيون في وقت ذهبي نستطيع فيه كأقباط أن نُوجه دفة الإنتخابات نحو الأفضل وبقليل من الإيجابية, وهذا ليس كلام مرسل لكنه محسوب بالأرقام والبيانات.. فنسبة الأقباط السلبيين تعادل نفس نسبة شركاء الوطن السلبيين, فإذا تحولت نسبة الأقباط السلبيين إلى إيجابيين, وظلت نسبة السلبيين من شركاء الوطن كما هي فالنتيجة تكون متعادلة تمامًا بين الأقباط والحزب الوطني والمحظورين، بل بالعكس ففي حالات الإعادة يتم التنسيق مع الحزب الوطني ضد المحظورين وبالتالي نؤثر ونوجه دفة الإنتخابات وهذا هو أقل المطلوب عمله بإقتنائنا البطاقات الإنتخابية.
وهناك مثال عملي عشت فيه في إنتخابات 2005, حيث كنت من ضمن معاوني مرشح قبطي فئات في إحدى أحياء القاهرة الراقية, وأنا أتعمد أن أقول راقية لأنني كنت أفترض فيهم أنهم من ذوي الثقافة والمسئولية والعلم والإدراك, فبمجهودنا الخاص استطعنا أن نحصل على كشوفات رسمية تحتوي على أسماء الأقباط التي تمتلك بطاقة إنتخاب فقد وجدنا أنهم حوالي 65 الف قبطي مسيحي، وبنينا خطتنا على أنه لو اشترك 10% فقط من هؤلاء الأقباط لحصل مرشحنا على 6500 صوت, وكانت النتيجة بالفعل وبسبب سلبية الأقباط حصول مرشح الحزب الوطني على 6700 صوت, أي فرق حوالي 200 صوت لو نسبة الذين صوتوا من المسيحيين 10%، ربما كانت تحدث إعادة فقد اكتشفنا فعلاً أن حوالي 2% من الشعب المسيحي هم الذين صوتوا.. لكن تمت الإعادة بين مرشح الحزب الوطني ومرشح المحظورة مما أضطرينا وبصدر رحب أن نقبل طلب مرشح الحزب الوطني أن نقف بجانبه ولصالحه ضد مرشح المحظورة، ونجح مرشح الحزب الوطني بفضل أصوات الأقباط..
ما أريده القول أن بطاقة الإنتخاب لها فاعلية التوجيه أيضًا, ولها فاعلية التأثير على تغيير مجرى الأمور!!
الأخوة الأحباء.. نحن لم ننادي بأن البطاقة الإنتخابية هي الحل إعتباطًا، بل هي الوحيدة التي تعمل على فك وحل الكثير من المشاكل، عندما رفع أبو قلب طيب -أحد معلقي الأقباط المتحدون والذي يمثل كل القلوب الطيبة- شعار (البطاقة الإنتخابية هي الحل) لم يكن يتعشم أنها هي العصا السحرية والتي سوف تجيء بحقوقنا في لحظة، فقد كتبت مرارًا في مقالات أن البدأ في توعية شعب الكنيسة على اقتحام العمل السياسي سوف يأخذ سنين وسنين، لكن علينا أن نبدأ ولا بديل إلاّ أن نبدأ.. وقد ذكرت من قبل سوف نواجه صعوبات, ونواجه تزوير, وسنقع في مشاكل إدارية كثيرة, لكن في نفس الوقت سوف نتدرب ونتعلم كيف نكون على الساحة العامة.
هل هذا يُعقل أن اقرأ إحدى المقالات من شخصية أعتز بها وعاش في بلاد الديموقراطية حيث يقول أن البطاقة الإنتخابية سلاح ذو حدين، أي منطق هذا.. لكن لك الحق أن تقول هذا لأن جزء من الأقباط ما زالوا نائمون في العسل.
لكن أحب أن أطمئن كل الأحباء أن القبطي المسيحي بدأ يستيقظ, وبدأت مجموعات عمل لتوعية الشباب والعائلات على اقتحامهم العمل السياسي والنيابي، أما أن الصوت القبطي وحده لن يستطيع أن يضع قبطيًا واحدًا في مجلس الشعب وخصوصًا مع عدم تأييد الدولة لهم, فهذا لا يمنع أبدًا ان نقتني البطاقة, على الأقل سوف تكون لدينا اليد القوية في تغيير النتائج لصالحنا, ليس من الضروري أن يكون لدينا مرشح مسيحي، وسبق وقلت تصنيع مرشح نيابي يحتاج إلى دهور وسنوات, بل من الواجب علينا إظهار قوتنا وتأثيرنا، فلو نجحنا في هذا سوف يعملون لنا ألف حساب وحساب.
أما إعادة إصلاح الإنسان المصري فأنا مع الكاتب, وهذه هي مهمة الدولة, بالإضافة إلى مهمتكم أنتم.. فأنتم تستطيعون أن ترفعوا ما يحتاجه الإنسان المصري عامة من حريات وخلافه إلى المحافل الدولية.
سوف لا نتوقف في شعارنا لأنه لازم، وهو رمز لكرامتنا وشرفنا، أيدينا في أيديكم يا أقباط المهجر لبناء المسيحي القبطي الواعي، نريد أن نصل إلى مستوى المسيحي اللبناني.
أخيرًا لا مفر من البطاقة الإنتخابية.. هي الحل..!!!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=5343&I=145