المصري اليوم - كتب: عمرو بيومى
استنكرت الكنيستان الإنجيلية والكاثوليكية التصريحات الصادرة عن القمص مرقس عزيز، كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، والتى شبّه فيها المادة الثانية من الدستور المصرى بـ«حائط الفصل العنصرى» بين إسرائيل والأراضى الفلسطينية، مطالبة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، باتخاذ موقف «حازم» مع الكاهن.
كان عزيز، الموجود حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية، أدلى بهذه التصريحات أمس الأول للمواقع الإلكترونية الخاصة بأقباط المهجر، متهما المدافعين عن المادة الثانية من الدستور بـ «العنصرية».
وتنص المادة الثانية من الدستور على أن «الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع».
وصرح الدكتور القس إكرام لمعى، رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة القبطية، بأن هذه المادة منذ وضعت لم تسبب أى فصل بين المسيحيين والمسلمين، وأنه لم يحدث أن طبق فى أى وقت «قانون الردة»، أو صدر قانون يشير إلى أن المسيحى مواطن من الدرجة الثانية. وشدد «لمعى» على أن هذه التصريحات تزيد من الاحتقان الطائفى فى مصر، وتلفت النظر إلى أمور انتهت منذ زمن بعيد.
وطالب «لمعى» البابا شنودة الثالث، أو مندوباً عنه، بضرورة نفى هذا الكلام واتخاذ موقف حازم من قائله. من جانبها رفضت الكنيسة الكاثوليكية لغة الخطاب التى تحدث بها عزيز، وأكد الأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة، رفضه اتخاذ بعض الكهنة فرصة وجودهم فى الخارج للهجوم على «البلد». وشدد «جريش» على أن «رجال الكنيسة هم مسؤولو الحوار والكلمة، وأنه فى حالة وجود أى مشاكل عليهم مناقشتها مع المسؤولين بدلا من اتباع الاسلوب الغوغائى فى الحديث والذى يؤتى أثرا عكسيا».
وأوضح أن الكنيسة لا تعترض على المادة الثانية من الدستور، معتبرا أن «تقاعس الدولة فى مناقشة بعض القوانين وإصدارها قانونا مثل قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، هو الذى أعطى الفرصة لمرقس وأمثاله للتشهير بمصر فى الخارج».
يذكر أن كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة طالب فى بيان تم نشره أمس الأول بموقع منظمة «الأقباط الأحرار»، التابعة لمنظمات أقباط المهجر، بضرورة تفعيل دستورى للمواد التى تجرم ازدراء الأديان، معتبرا أن المادة الثانية من الدستور هى «مصدر التناقضات الواضحة فى معظم التشريعات المصرية». وقال إن المدافعين عن هذه المادة تأخذهم نشوة «العنصرية» الدينية، ويتصورون أنها تضمن لهم التفوق والاستعلاء على الأقباط واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية.
أضاف عزيز: «أقول لهؤلاء إنهم خاسرون، لأن السادات أراد بهذه المادة أن يقسم المسلمين إلى مؤمنين وكفرة، وأن يحارب خصومه السياسيين باسم الدين ، بعد عبارته الشهيرة (أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة)، متجاهلا وجود المسيحيين، وفى ظرف أسابيع أو شهور لقيَ السادات مصرعه على أيدى بعض المؤمنين».
وشدد «عزيز» على أن «حائط الفصل العنصرى» الذى أقامته إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية، شىء مادى يمكن إزالته فى أى وقت دون أن يترك وراءه أثراً، على عكس المادة الثانية، ذات التأثير النفسى الذى يمتد إلى أجيال ويؤدى إلى «مآسٍ تصيب حياة الوطن فى الصميم».
http://www.copts-united.com/article.php?A=5339&I=145