رؤية.. ورؤية

عادل عطية

بقلم: عـادل عطيـة
لا نكلّف أنفسنا العناء للنظر العميق المتأني ؛ لأننا نظن أننا نعرف : ماذا تشبه الأشياء !
ولكننا إن انتبهنا إلى الألوان المختلفة والظلال والأضواء ، وتحققنا من روعة جمال العالم ، نكتشف وكأننا لم نر شيئاً بوضوح من قبل ، وإننا نحتاج إلى : تَعلّم الرؤية !
نحن كمشاهدين جزء من الحقيقة التي نشاهدها ، ونوع الرؤية يتوقف على شخص الرائي : فإن كانت لشخص ما : " عين صالحة " ، أو : " عين حمامة " .. ـ كما يقول الكتاب .
سوف يرى الأمور تختلف عما يراها غيره من أصحاب العيون الأخرى.. فالأعداء ، لن يخبروا بحقيقة الشخصية التي يتحدثون عنها ، لكن يخبرون بما تراه العداوة ، والمرارة ، والغيرة ، في هذه الشخصية !

أما المعجبين بها ، فيتحدثون عنها بما يراه العقل المشبع بالحب الكبير ، والتواصل الحقيقي ، والخيال المقدس فيمن يحبه !
عندما سمع بطرس ويوحنا ، الاشاعة : أن يسوع قد قام .. أسرعا إلى القبر ، ودخلا ، فوجدا : الكتان والمنديل . ولا شيء سوى ذلك . ثم مضيا .
وبعد لحظات .. جاءت : مريم المجدلية . ونظرت في نفس القبر ، فرأت ما لم يره التلاميذ ..
رأت : ملائكة !
ولم تكتف بهذه الرؤية ، وربما فكرت في نفسها ، قائلة : حيث يوجد ملائكة لابد أن يكون هناك شيء أفضل ! فلم تعمل سوى انها أدارت رأسها ؛ فرأت : الشخص الذي قام من الأموات ! يفتح يسوع أعين الذين يطلبون منه : أن يبصروا . فيروا أنفسهم رؤية صحيحة .

أحياناً يكون مؤلماً لنا أن نرى أنفسنا : قساة على الآخرين ، أو : خائفين ، أو : مرائين . ومع ذلك ، فإن إنفتاح أعيننا الروحية ، هي الخطوة الأولى ، التي تمكننا من رؤية العالم بإعتباره : عالم الله .. فنرى الله حيث يوجد الله ،وليس حيث نفتكر أنه يجب أن يكون !
كثيرون يتأسفون ؛ لأنهم لم يروا ملاكاً على الاطلاق .. أنهم مخطئون . فانك ترى ملاكاً بمجرد أن تقبل إنساناً لا تحبه ! ولمجرد أن تحب شخصاً يؤذيك !
انك تراه . وترى يسوع . في حياة القديسين الذين يعيشون بيننا ، والذين سبقونا إلى المجد ، ولا يزالوا يحيطون بنا !

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع