5 مليارات دولار خسائر مصر بسبب خطف السَّائحين والإضرابات

إيلاف - كتب: أحمد حسين

 رأى خبراء السِّياحة المصريون أنَّ الوضع السِّياحي العام في البلاد يشهد تراجعًا كبيرًا، ويتعرَّض لخسائر هامَّة، بسبب حوادث الخطف المتكرِّرة الَّتي يتعرض لها السائحون في جنوب سيناء على يد مجموعات من البدو، إضافةً إلى الإنفلات الأمني، والدعوات إلى إقامة المظاهرات.

 
القاهرة: أجمع خبراء معنيون على تعرض السياحة المصرية  لخسائر فادحة وصلت إلى 5  مليارات دولار، لدرجة وصلت فيها نسبة الإشغالات بأسوان إلى صفر%، إلى جانب إلغاء الحجوزات، وسفر عدد كبير من السائحين هربًا من حوادث  تكرار اختطاف السائحين في جنوب سيناء تحديدًا، وأكد الخبراء أن السياحة ينتظرها مستقبل مظلم في ظل التراجع في برنامج السياحة للموسم الصيفي، وعدم وضوح الرؤية لموسم شتاء 2013، واستمرار الانفلات الأمني، ودعوات التخريب يعني ذلك دخول السياحة إلى النفق المظلم، في حين طالب خبراء أمنيون ضرورة تأمين الوفود السياحية للخروج من الأزمة التي أساءت لمصر عالميًا.
 
إلغاء الحجوزات
ووفقاً لتصريحات، مجدي سليم، رئيس قطاع السياحة الداخلية في وزارة السياحة  لـ"إيلاف" فأن وضع السياحة يزداد سوءًا، خصوصًا مع تزايد اختطاف السياح الأجانب، وتحديدًا تكرار حادث اختطاف ثلاثة كوريين بعد اختطاف الأميركين في نفس المنطقة في جنوب سيناء، مما كان له التأثير السلبي حاليًا ومستقبلاً.
 
وأوضح أن جنوب سيناء ومدينة شرم الشيخ تحديدًا تعتبران من أفضل الأماكن جذبًا للسياحة، لما تتمتع به من استقرار أمني طيلة السنوات السابقة، مشيرًا إلى أن أزمة اختطاف السياح الأجانب تعود إلى وجود أزمة بين البدو من جهة والحكومة والأجهزة الأمنية من جهة أخرى، ولابد من علاج هذه الأزمة بسرعة، وحل المشاكل العالقة مع البدو قبل أن تزداد الأمور سوءًا، حيث أن وقوع حادث اختطاف ثالث للأجانب السائحين سيمثل ضربة قاضية للسياحة الوافدة، وإعلانًا لاختفائها من مصر.
 
وقال سليم: "نسبة توافد السائحين في مناطق الأقصر وأسوان تراوحت ما بين (20% : 23%)، في حين وصلت في جنوب سيناء وشرم الشيخ وطابا إلى (54%)، والمشكلة الأخطر هو إلغاء الحجوزات سواء بالنسبة لشركات السياحة أو الفنادق، إلى جانب سفر العديد من الوفود الأجنبية نتيجة تزايد حوادث الخطف، وحوادث السرقات في السوق التجاري في جنوب سيناء، وما زاد من الأمر سوءًا الإعلان عن دعوات العصيان المدني والإضراب، ما أشعر السائحين بالمزيد من الخوف على حياتهم في حالة بقائهم في مصر.
 
ويرى سليم أنه من الصعب التنبؤ بتحسن السياحة في الفترة القادمة، حيث أن ذلك يتوقف على عوامل كثيرة منها استقرار البلاد، وتوقف الانفلات الأمني في الشارع بعودة الشرطة لقوتها كما كانت عليه قبل الثورة، فجميع الدول الآن على علم بما يحدث وتقوم بتحذير رعايها من الذهاب إلى مصر، مما يزيد من التأثير السلبي البالغ على السياحة الداخلية والوافدة.
 
متوقعًا تحسنًا تدريجيًا لحال السياحة في مصر عقب الانتخابات الرئاسية، وقدوم رئيس مدني يعمل على تطبيق القانون على الجميع، مما سيعطي الطمأنينة للسائح.
 
أوروبا تحذر رعاياها
ويقول، عادل عبد الرازق، عضو الاتحاد المصري للغرف التجارية لـ"إيلاف" أن السياحة في تراجع مستمر، والمشكلة ليست في نسبة الإشغالات للفنادق والشركات، ولكن الأزمة الحقيقة تكمن في أن إقبال السائحين إلى مصر أصبح ضعيفًا جدًا، ومن المتوقع إذا استمر الوضع الحالي على ما هو عليه أن يصل الطلب إلى صفر، بحيث لن يأتي سائح أجنبي إلى البلاد، موضحًا أن المؤشرات والإحصائيات تعبر عن الوضع السيء لحال السياحة، فنسبة الإشغالات في شرم الشيخ 40 %، وفي الغردقة 40%، و15%  في القاهرة الكبرى، و8% في الأقصر، أما الكارثة أن نسبة الإشغالات وصلت في أسوان إلى صفر%، كما وصل عدد المركبات العاملة إلى خمس مركبات فقط في حين أن هناك 271 مركبة عاطلة، ومن يعمل عليها من أيادي عاملة عاطلون أيضاً، كما وصلت خسائر الفنادق خلال الستة أشهر الماضية إلى مليارات الدولارت .
 
وقال أن المشكلة التي تواجهها مصر حاليًا عدم وجود تعاقدات بالنسبة لموسم السياحة الصيفي حتى الآن، كما أن موسم السياحة الشتوي لعام 2013 غير واضح المعالم، مما ينذر بتراجع كبير في السياحة المصرية .
 
مضيفًا أن المشكلة ليست في خطف السائحين فقط ولكن في إعلان العصيان المدني، وما سيسببه من تأثير على المستوى الخارجي والعالمي، حيث أن دول الاتحاد الأوروبي حذرت رعايها من الذهاب إلى مصر على اعتبار أن العصيان المدني يعتبر عندهم إعلانًا لوجود حرب أهلية في البلاد مما يعني المزيد من الانفلات الأمني .
 
وأرجع تزايد حوادث الخطف في جنوب سيناء وسانت كاترين وقطع طرق شرم الشيخ، ورد ذلك إلى حالة الانفلات الأمني في هذه المناطق، وغياب قوات الشرطة عن حماية باصات السائحين مما يعطي الفرصة للبدو في ابتزاز الشرطة لتلبية مطالبهم عبر خطف الرهائن، ويمثل ذلك وسيلة ضغط كبيرة على الحكومة من خلال الدول التي ينتمي لها السائحون، مؤكدًا أن وزارة السياحة لن تستطيع فعل أي إجراء إحترازي لوقف نزيف الخسائر إلا بعد وضوح الرؤية السياسية، مشيرًا إلى أن مندوب عن شركة سياحة روسيا اعتبر أن زيارة السائحين الروس إلى مصر متوقف على معرفة الموقف في الأيام القادمة بالنسبة لحال البلاد.
 
40% خسائر
ويشير، عادل شكري، أمين عام غرف الفنادق في جنوب سيناء في تصريحات لـ"إيلاف" إلى أن خسائر الفنادق وصلت إلى 40% على مستوى جنوب سيناء عقب تكرار حوادث خطف سائحين أجانب للمرة الثانية في جنوب سيناء تحديدًا، واستخدامهم رهائن لدى بدو المنطقة للضغط على الحكومة للإفراج عن معتقلين منهم لدى وزارة الداخلية، كما وصلت الخسائر إلى ترك عدد كبير من العاملين في السياحة لعملهم بعد أن كان عدد العاملين في هذا القطاع يصل إلى أربعة مليون عاملاً.
 
ويقول سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري طابا ونويبع للسياحة لـ"إيلاف" أن خسائر السياحة وصلت إلى خمسة مليارات دولار، وأضاف أن الخسائر لا يدخل ضمنها خسائر الحركة التجارية المرتبطة بقدوم السائحين مثل حركات النقل وتأجير الأتوبيسات إلى جانب أن الشباب العاملين في السياحة تعلموا اللغات الأجنبية إلا أنهم قد ينسونها في حال عدم وجود أجانب يتحدثون إليهم.
 
التأمين 
وحول كيفية منع تكرار حوادث اختطاف السائحين طالب اللواء، نصر موسى، الخبير الأمني  من وزارة الداخلية بسرعة تأمين الوفود السياحية وأتوبيسات السائحين عن طريق مرافقة قوات كبيرة من الشرطة والجيش محملة بأحدث التسليح لتكون قادرة على مواجهة أي هجوم من البلطجية.
 
كما طالب في تصريحه لـ"إيلاف" وزارة الداخلية بسرعة حل مشاكل البدو المتراكمة منذ سنوات، حيث أن حوادث الاختطاف تحدث بسبب مشاكل البدو، وأن عدم سرعة علاج الأزمة سيزيد من تكرار حوادث الاختطاف، وبالتالي من الخسائر في السياحة التي تعتبر العائد الكبير في اقتصاد البلاد، مطالبًا في الوقت نفسه الثوار بالكف عن دعوات المليونيات والمظاهرات التي تضر بسمعة مصر خارجيًا، بدليل أن مجرد الإعلان عن الإضراب قد تسبب في إلغاء العديد من الحجوزات وتوجه السائحون إلى دول أخرى عربية.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع