الشرق الاوسط - تل أبيب: نظير مجلي
انتقد العرب لأنهم «لا يتمتعون بالشجاعة» والفلسطينيين بسبب أزمتهم القيادية
أكدت مصادر سياسية في إسرائيل أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أبلغ القيادات اليهودية الأميركية التي التقاها في البيت الأبيض الليلة قبل الماضية بنيته زيارة إسرائيل لإقناع شعبها بأهمية وجدوى السلام مع الفلسطينيين ومع السوريين. ورفض الادعاءات بأنه لا يمارس الضغوط على الفلسطينيين والعرب لتعجيل مسيرة السلام. وقال إنه يمارس الضغوط أيضا على العرب الذين انتقدهم على ما سماها بـ«قلة شجاعتهم» كما انتقد الفلسطينيين على أزمة القيادة التي يعانون منها.
وذكرت هذه المصادر أن أوباما نجح في تبديد مخاوف اليهود الأميركيين من سياسته تجاه إسرائيل، وأنهم جميعا خرجوا مرتاحين من اللقاء به، بمن في ذلك الذين ينتمون إلى التيار اليميني وليس فقط اليساري. وكان أوباما قد التقى مع قادة جميع التنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة وعددها 16 تنظيما، وأبرزها «لجنة رؤساء التنظيمات اليهودية»، وهي الهيئة العليا للتنظيمات اليهودية الأميركية، واللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة، «ايباك»، و«اللجنة ضد التحقير»، التي تعتبر يمينية وقريبة من الليكود الحاكم في إسرائيل، وكذلك مع تنظيمي «سلام الآن» و«جيه. ستريت» اليساريين. وكان معه في اللقاء رام عمانوئيل، رئيس طاقم العاملين في البيت الأبيض، وديفيد اكسلرود، المستشار السياسي، وهما يهوديان يهاجمهما قادة اليمين الإسرائيلي، وقد وصفهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنهما «من اليهود الكارهين لأنفسهم».
وأقدم أوباما على هذا اللقاء الذي يعتبر نادرا في تاريخ الرؤساء الأميركيين، لكي يشرح لهم سياسته ويوضح لهم أنه في انتقاداته العلنية لإسرائيل وممارسته الضغوط، إنما يعمل فقط لمصلحتها المنسجمة مع المصالح الأميركية.
وقال أوباما، حسب المصادر الإسرائيلية، إن هناك فرصة تاريخية لكي تبدأ إسرائيل العيش في الشرق الأوسط في ظل السلام مع جيرانها، وأن هذه الفرصة محدودة وليست مفتوحة إلى الأبد، وأنه يعمل بكل قوته لكي لا تضيع هذه الفرصة. وقال إن السلام الإسرائيلي مع الجيران هو مصلحة عليا، ليس فقط للولايات المتحدة وأمنها، بل لإسرائيل أيضا ولأمنها. وإنه يعرف أن إسرائيل تعرف مصلحتها «ولكننا نحن أيضا نعرف ما هي مصلحتها، ونقول لها بوضوح ما هي مصلحتها». وردا على أسباب ممارسة الضغوط على إسرائيل وحدها ولماذا لا ينتقد سوى السياسة الإسرائيلية، نفى أوباما أن يكون يمارس الضغوط على إسرائيل وحدها، وقال: «هناك كثير من التجني في النشر الإعلامي فقط حول الضغوط التي نمارسها في موضوع الاستيطان. فنحن نمارس الضغوط من أجل السلام برمته». وأضاف أن الضغوط لا تقتصر على إسرائيل وحدها، وإنما تمارس أيضا على الفلسطينيين والعرب. وهنا انتقد أوباما العرب على أنهم لم يستجمعوا شجاعتهم ويتخذوا خطوات إيجابية تجاه إسرائيل. وانتقد الفلسطينيين على فشلهم في تسوية خلافاتهم الداخلية والتوصل إلى صياغة تجعلهم يظهرون موحدين في موقف واحد مع عملية السلام، وقال إنهم يعانون من أزمة قيادة. ثم قال إنه سيواصل الانتقادات العلنية لإسرائيل، لأن إبقاء الخلافات في الغرف المغلقة لا يفيد.
ثم عاد أوباما ليركز كلامه حول السياسة الإسرائيلية وتعامله معها، فقال إن على إسرائيل أن تجري «حساب نفْس» حول سياستها تجاه الفلسطينيين، وإنه مستعد لمساعدتها على إجراء حساب النفس هذا وتصحيح هذه السياسة. وإنه مستعد للسفر إلى إسرائيل خصيصا ليكلم شعبها بصراحة، مثلما فعل في القاهرة عندما خاطب الأمتين العربية والإسلامية، وأن يحاول إقناع الشعب في إسرائيل بأهمية هذه الفرصة السانحة للسلام مع الفلسطينيين ومع سورية ونجاعة هذا السلام ولماذا يجب ألا تضيع الفرصة.
وفي نهاية اللقاء، قال إيف فوكسمان، رئيس «اللجنة ضد التحقير»، إن أوباما بدا ضالعا بالمعلومات الدقيقة عن كل ما يجري في إسرائيل والشرق الأوسط، وبدا صادقا في حرصه على إسرائيل ومصالحها ومذهلا في قدرته على إقناع الناس حتى بأمور كانوا يرفضونها بشدة قبل اللقاء. وأكد أن اللقاء حقق هدفه في تعزيز الثقة بين اليهود الأميركيين ورئيسهم وفهم سياسته على حقيقتها. فهو يريد مصلحة إسرائيل ويخالف قيادتها الرأي، ولكن هذا الخلاف لا يؤثر أبدا في الموقف الاستراتيجي الداعم لأمن إسرائيل.
http://www.copts-united.com/article.php?A=5145&I=139