قتل مع سبق الإصرار والترصد

أيمن فايز عطية

بقلم: أيمن فايز
لا يختلف أحد على أن القتل جُرم وسلوك تحرّمه كل الإنسانية، ولا يختلف أحد على أن العنف هو سلوك الضعيف.
حينما يقتل إنسان سيدة لكونها محجبة فهذا لا نقبله إنسانيًا ودينيًا، لكن لا نقبل أيضًا أن يكون كل من يقتل نطلق عليه شهيد دائمًا.
فنري الدنيا قامت ولم تجلس ونكون مسرعين بالحكم على أن الغرب الإرهابي والمتطرف أي المسيحي لكونه الأغلبية قبل الحكم ما يطلق حكمه.
نحن لا نقلل من جُرم الحدث ولا نسانده، لكن هناك الملايين من الأرواح تُقتل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.

حينما نغتصب حقوق الآخر.
حينما تُمنع الحريات الدينية.
حينما نقتل كل مفكر اختلف في الرأي معنا.
هل هذا مش حجاب وشهيد؟

والأمثلة كثيرة تعرفونها بأرقامها أكثر مني ونحن لا نحصيها لكثرة أعدادها.
هل حينما يقتل العراقي أخيه العراقي لاختلافه المذهب هل هذا هو الغرب المتطرف؟
حينما يقتل الفلسطيني أخيه الفلسطيني للسعي للسلطة هل كان هذا الغرب؟!
حينما نفخخ الضمائر هل هذا هو الغرب؟
حينما يغيب الضمير البشري هل هذا هو الغرب؟
حينما يطبق القانون بمكيالين مختلفين على المذهب والمذهب الآخر هل هذا هو الغرب المتطرف؟

حينما نحطم ممتلكات الغير بالمظاهرات لكونه مختلف عنا هل هذا هو الغرب المتطرف؟..
إلى متى يكون الدين حجاب لأعمالنا التخريبية وشهادة لنا لكون الآخر ليس منّا فقتله حلال ونكون شهداء لكوننا قتلنا كل من اختلف عنا مع سبق الإصرار والترصد؟
والعزاء لكل الأبراياء مع سبق الإصرار والترصد.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع