أشرف عبد القادر
بقلم: أشرف عبد القادر
مستقبل مصر مفتوح على مجاهيل كثيرة،والمتربصون بها كثيرون وفي انتظار اللحظة الفاصلة لينفذوا مخططهم الرهيب،وهو حرق مصر وخرابها،وأول المتربصين بها هتلر مصر مهدي عاكف،حيث صرح لروزليوسف بأنه لا يدعو إلى ثورة بل إلى فوضى،والفوضى هي أخطر شيء على مصر والعالم،خاصة الآن،لأن الفوضى مع الجهل الذي تتمتع به شعوبنا العربية والإسلامية خطر كبير،فنحن أمة جاهلة ومجهله،وأمة "اقرأ" لا تقرأ،فالذي قتل فرج فوده والذي حاول قتل أديبنا العالمي نجيب محفوظ لم يقرأ له كلمة،بل قال له أحد فقهاء الإرهاب بفتوى أنه "كافر".ولا ننسي أن عاكف صاحب أقوى مقولة قيلت ضد مصر"طظ في مصر وفي شعب مصر"... مصر التي يفخر بها كل مصري...مصر مصطفى كامل الذي قال فيها"لو لم أكن مصرياً / لوددت أن أكون مصرياً"،هذا هو الفارق بين حب الوطن وخيانته،مهدي عاكف الذي يحث على الفوضى هو نفسه الذي سبق وحث على إشعال نيران الفتنة الطائفية بين أبناء شعب مصر المسلمين والأقباط حيث صرح"أنه يرحب بحكم مسلم ماليزي لمصر على حكم قبطي مصري لها" وهو ما غيره بتحريض الشعب المصري على العصيان المدني. اسمه الحقيقي هو "تأبط شراً"، لأنه لا يخرج من فمه إلا الشر ،ولا يسلم أحد من لسانه اليوم ومن يده غداً.
إن الفوضى التي يدعو لها عاكف هي المناخ الذي يوافق فكره،فالفوضى هي التي ستمكنه من الانقضاض على السلطة كما ينقض الذئب على الشاة وسط الظلام،الفوضى هي التي سيشحن بها الشارع المصري والعربي للوصول إلى الحكم بدغدغة مشاعر الدهماء بالشعارات الرنانة بقدر ما هي فارغة وكاذبة مثل "الإسلام هو الحل" و"القرآن دستورنا" و"الرسول زعيمنا"...إلى آخر المبكيات المضحكات التي يضحكون بها على شعوبنا التي تحالف عليها الجهل والتجهيل.
الجهل الآن بسبب نظام تعليمي يدمر العقل والذوق الفني ويقتل ملكة الإبداع ويحيي غرائز الموت لصالح تأسلم بدوي معاد للعقل وللحضارة ولكل غرائز الحياة،والتجهيل الصادر عن إعلام متأسلم ديماجوجي كـ"الجزيرة" و"اقرأ" و"المجد " وبعض الصحف والمجلات المعارضة الغوغائيه التي كل ما يهمها هو قتل ملكة التفكير النقدي عند المواطن المصري حتى ينقاد وراء كل ناعق.
لا شك أن موت عصفور الجنة ،محمد،حفيد رئيسنا الغالي مبارك،الذي أرجو أن يتقبل تعازيّ الحارة فيه،قد أثر على صحته،أطال الله في عمره. ليست هناك بدائل كثيرة ،فالموقف لا يحتمل المغامرة،فالشرق الأوسط الآن عبارة عن برميل بارود جاهز للانفجار في أي وقت،ولأي سبب،وأمن مصر واستقرارها هو الهدف الأساسي الذي يجب أن نركز عليه الآن، سيتكلم الكثيرون و ينادون بالديمقراطية وغيرها من الكلام الاستهلاكي الذي لن يقدم حلولاً لمشاكلنا الحقيقية. أقول كما سبق وصرح بطرس غالي "إن بيننا وبين الديمقراطية قرن على الأقل من الزمان"... هل سمعتم جيداً ... قرن من الزمان على الأقل ...
لماذا؟
لأن الديمقراطية لا تتناسب مع الفقر والجهل،علينا أولاً أن نقضي على الفقر والجهل،فنصف شعوبنا العربية والإسلامية :أمية سياسياً وثقافياً،ولا تعرف حتى كتابة أسمها،وعندما نقضي على الفقر بالمشاريع التنموية المستدامة،و كذلك على الجهل بتغيير مناهج تعليمنا التي عفى عليها الزمان،التي مازلت تدرس فقه القرون الوسطى وعهد عمر،بمناهج مواكبة لروح عصرنا،الحاثه على قبول الآخر،ومساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات، ومساواة المسلم بغير المسلم،وهو جهد جهيد،لنبني بعد ذلك المجتمع المدني ببناء الفرد المستقل المالك لرأسه وفرجه،ذلك الفرد الذي لم يولد في أوربا إلا مع فلسفة الأنوار التي لم تدرسها أجيالنا الشابة بعد،بل درست ومازالت فلسفة الظلام القطبية... ساعتها ... وساعتها فقط،يمكننا أن نحقق الديمقراطية،فعلينا أن نرسي أسس الديمقراطية وثقافة الديمقراطية ليتمتع بها أبناؤنا.
ما هو المطلوب الآن؟
الاستقرار أولاً،والاستقرار ثانياً، والاستقرار أخيراً...فمصر دولة محورية ومركزية في المنطقة الموبوئة بالحروب والنزاعات،واستقرارها هو استقرار للشرق الأوسط كله،لذلك اختار الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما مصر ليلقي خطابه التاريخي للمصالحة بين أمريكا والعرب والمسلمين،فإذا كانت الديمقراطية مهمة ،فأمن مصر واستقرارها أكثر أهمية ألف مرة، المتأسلمون كعاكف والغنوشي يعلمون ذلك جيداً،لذلك يريدون إسقاط النظام في مصر في أيديهم،عن طريق إثارة القلاقل والفوضى،ألم يشارك الغنوشي باعترافه مع الترابي في مؤامرة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا ،وإذا سقطت مصر اليوم في يدهم ،فستسقط غداً ليبيا و الجزائر وتونس والمغرب... إلخ.إنهم يحلمون بحكم العالم العربي انطلاقاً من مصر،وهذا- للأسف - ما يغيب عن جل مثقفينا،الذين هاجموني كثيراً،خاصة شخصية مفكرة كبيرة محببة إلى قلبي،إذ أنني كنت قد كتبت مقالاً إثر أحداث فتنة طائفية، بعنوان "رسالة مفتوحة للرئيس مبارك من أجل وقف مسلسل العنف،وليكون جمال مبارك نائباً للرئيس" الذي نشر في إيلاف والحوار المتمدن بتاريخ 11/12/2003،وكان سبب عتاب صديقي لي، كيف وأنا الكاتب الليبرالي الداعي للديمقراطية أؤيد أن يخلف جمال مبارك أبيه في حكم مصر،وكانت حجتي هي أن أخشى ما أخشاه أن يثير هتلر مصر وجماعته"المحظورة"الفوضى،كما سبق وصرح بذلك، أيدت خلافة جمال مبارك لأبيه خوفاً عل أمن وسلامة مصر،ولكن نقطة ضعف جمال مبارك،كما يعرف الجميع،رغم أنه شاب طموح وذو كفاءة ،ومحترم إقليمياً ودولياً، وقادر 100 % على حكم مصر،هي أنه ليس عسكرياً-مدنياً ليكون رئيس مرحلة الانتقال من شرعية ثورة 23 يوليو 1952 إلى شرعية تحديث مصر اقتصادياً وتربوياً وقانونياً ودستورياً بإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع،كما طالب بذلك صديقي جمال البنا،وكذلك إلغاء خانة الديانة من بطاقة إثبات الهوية.
ما العمل؟
الجنرال عمر سليمان هو الحل. هو الشخصية العسكرية-المدنية التي تتمتع بثقة الجيش والشعب،وهو القادر على قيادة مصر ما بعد الرئيس مبارك- أطال الله في عمره- إلى مزيد من الاستقرار والأمان وقطع الطريق على عبث العابثين بأمنها من متأسلمين وأشباه متأسلمين. وهو الذي سيمهد الطريق لجمال مبارك ليحكم مصر من بعده،بعد أن تكون مصر آمون، وإخناتون، وجمال عبد الناصر،وأنور السادات،ومحمد حسني مبارك قد اجتازت منطقة العواصف بأمان بقيادة أبو الهول أمن مصر،وفتاها الأغر اللواء عمر سليمان سدد الله خطاه في خدمة مصر والأمتين العربية والإسلامية.
أدعو جمال مبارك - وهو ابن جيلي - ورشحته للخلافة ومازلت مصراً على أنه -عندما تحين ساعة حكمه - هو أفضل من سيحكم مصر،إلى أن يرشح هو نفسه الجنرال عمر سليمان لقيادة مصر خلال فترة الانتقال حتى لا يكذّب رئيسنا الغالي الذي صرح بأن "مصر ليست سوريا ولن تكون فيها خلافة".
عزيزي جمال مبارك
الجنرال عمر سليمان هو رجل الساعة،ويحظى بحب مبارك الذي كان حكمه مباركاً على مصر والأمتين العربية والإسلامية،وكذلك على ثقته،وهو رجل يعرف كل كبيرة وصغيرة عن مصر والمنطقة،كما أنه يتمتع بمصداقية في المحيط الإقليمي والدولي،فهل ندرك الموقف ونستعد له قبل أن تعبث يد المتأسلمين بأمن مصر؟!!!. إنني متفائل بحسن تفهمك يا أخي جمال،فأنا ابن جيلك وابن محافظتك ... وأحب أن يحكم الشباب ،ليس مصر فقط،بل العالم كله،ولكن للضرورة أحكام،كما قال فقهانا الحكماء.
ASHRAF3@WANADOO.FR
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=4836&I=131