دار الحياة
واصلت السلطات الإيرانية أمس، ممارسة ضغوط شديدة على مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية، اذ اتهم «الحرس الثوري» قادة الإصلاحيين بـ «محاولة قلب النظام الإسلامي»، فيما اعتبرت صحيفة «كيهان» المحافظة انهم «خطرون ولا يقبلون بالنظام».
وفيما دعا الاصلاحيون البرلمان الى إزاحة الرئيس محمود أحمدي نجاد الفائز في الاقتراع، تضاربت المواقف الاميركية من احتمال شن اسرائيل عملية عسكرية ضد ايران، اذ حذر رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميرال مايكل مولن من «عواقب» لا يمكن التكهن بها في حال مهاجمتها المنشآت النووية، في حين بدا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن أقل تشدداً مع الدولة العبرية التي قال انها «دولة ذات سيادة لا يمكننا ان نملي عليها ما تفعل».
جاء ذلك في وقت جدد موسوي الحديث عن «عمليات تزوير» شابت الاقتراع، كما تعهد المرشح الإصلاحي الآخر مهدي كروبي مواصلة النضال، فيما اعتبرت الجمعية الإيرانية للمدرسين والباحثين في مدرسة قم الدينية، نتائج الانتخابات الرئاسية «باطلة» مشككة في أهلية مجلس صيانة الدستور لأداء دور الحَكَم بين المرشحين. وأعلنت الشرطة الإيرانية الإفراج عن ثلثي المعتقلين خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات، مشيرة الى إحالة المحتجزين الباقين على القضاء. وأفرجت السلطات عن صحافي يوناني -بريطاني يعمل لحساب صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية.
في واشنطن، حذر مولن من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «اشعر منذ بعض الوقت بالقلق من هجوم يُشن على إيران، لأن هذا الأمر سيكون مزعزعاً جداً للاستقرار ومن المستحيل التكهن بعواقبه». وسئل عما هو أسوأ: مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية او امتلاك طهران السلاح الذري، فأجاب مولن: «أعتقد أن الأمرين سيكونان سيئين جداً جداً». وشدد على «أهمية عدم استبعاد اي خيار، بما في ذلك الخيار العسكري».
وأبدى مولن «قلقه» حيال «انتشار تكنولوجيا» الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، اذا امتلكت طهران السلاح الذري. وقال لشبكة «سي بي اس» ان الحكومة الإيرانية تواصل «تمويل إرهابيين، وتطوير أسلحة نووية، وكانت ولا تزال قوة تزعزع الاستقرار في العراق وأفغانستان».
لكن بايدن قال من جهته، إن الولايات المتحدة «لا يمكنها أن تملي على دولة أخرى ذات سيادة ماذا تفعل». وأضاف في مقابلة مع شبكة «آي بي سي» الأميركية أن اسرائيل «يمكنها أن تقرر بنفسها - إنها دوةل ذات سيادة - ما في مصلحتها (الاسرائيليين)، وماذا سيفعلون بالنسبة الى ايران وغيرها». وتابع أن «الاسرائيليين يحق لهم القيام بذلك إن وافقنا أم لا. أي دولة ذات سيادة يحق لها فهل ذلك. لكن ليس هناك أي ضغط من دولة ستبدل طريقة تقدمنا». وأوضح أن «حكومة بنيامين نتيناهو لو قررت أن تسلك مسار عمل مختلفاً عن ذلك الذي نسلكه الآن، فهذا حقهم السيادي. وهذا ليس خيارنا».
في غضون ذلك، أوردت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان الغواصة الإسرائيلية من طراز «دولفين» التي يُعتقد أنها تحمل سلاحاً نووياً، والتي عبرت للمرة الأولى أخيراً قناة السويس للمشاركة في مناورات في البحر الأحمر، فعلت ذلك «في وضح النهار، بمواكبة سفن حربية مصرية، للتوجه الى الخليج بدلاً من الالتفاف حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح كما كان يحصل في الماضي». وكتبت الصحيفة ان «مصر وإسرائيل أرادتا بذلك إثبات تعاونهما في مواجهة مواصلة إيران تطوير برنامجها النووي».
لكن وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية نفيه عزم تل أبيب على إقامة قاعدة للغواصات في إيلات على البحر الأحمر. وأضاف: «نقلل من عملياتنا البحرية في إيلات. الغواصات تحتاج مياهاً مفتوحة، وهذا ليس متوافراً في إيلات. ولا يمكن سلاح البحرية تحمل العبء اللوجيستي لإقامة قاعدتين» في حيفا وإيلات.
في طهران، حضّ علي رضا بهشتي وهو نجل آية الله محمد حسين بهشتي الذي كان أحد قادة الثورة الإسلامية ورئيساً للسلطة القضائية لدى مقتله في تفجير عام 1981، مجلس الشورى (البرلمان) على تعديل نتائج الانتخابات الرئاسية. ونقل موقع «نوروز نيوز» المؤيد لموسوي عن بهشتي قوله ان «الشعب يتوقع من ممثليه ان يمثلوه وألا يدافعوا عن السلطات في كل الوسائل».
في الوقت ذاته، تعهد كروبي «مواصلة النضال ولو واجهنا صعوبات على الطريق». ونقل موقعه الإلكتروني عنه قوله ان «حكومة تفتقر الى دعم الشعب، لا تحظى بشرعية. نواب كثر بينهم محافظون، لا يدعمون الفائز في الانتخابات».
لكن صحيفة «كيهان» هاجمت في افتتاحيتها أمس موسوي وأنصاره ، للمرة الثانية خلال يومين، وتساءلت: «كيف يجب ان تعامِل الجمهورية الإسلامية هذه المجموعة؟ سيكونون معارضة خطرة اذا ربحوا، وسيضرمون النار في الشوارع اذا خسروا. هذه السلوكيات تعني انهم لا يقبلون بالنظام» او بالجمهورية الإسلامية.
اما قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري فأشار الى «الفتنة التي افتعلها منتهكو القانون، لكنها أضفت حيوية اکبر على الثورة». وقال ان «الحرس» يجب ان يؤدي «دوراً مصيرياً في صون الثورة وإدامتها، وهذا لا يعني التدخل في السياسة». كما اتهم أحد قادة «الحرس الثوري» الجنرال يد الله جواني، قادة الإصلاحيين بـ «محاولة قلب النظام الإسلامي»، وقال: «توقعنا ثورة مخملية، لكن يقظتنا أحبطتها».
http://www.copts-united.com/article.php?A=4811&I=130