الإمامة الإيرانية ... و الخلافة المصرية

أنور عصمت السادات

بقلم: أنور عصمت السادات
ان التجربة المريرة التي تشهدها الأنتخابات الرئاسية بإيران و التي نتج عنها تفكك نسيجها الوطني رغم وحدة العقيدة و الامامة و التوحد الكامل لأكثر من ثلاث عقود أمرا أصاب مخيلتي بالهواجس فيما ستكون عليه الانتخابات الرئاسية القادمة لعام 2011 في مصر .... و ماذا سيحل بنا مثلا لو تم ترشيح جمال مبارك  و نحن أقل توحدا و توافقا علي الأقل في هذه الأيام من الشعب الايراني  و نحمد الله أننا لسنا من أتباع الإمامة ؟! ... و لكن الخوف كل الخوف أن تردد بعض الأصوات المنافقة بالأخذ بالخلافة لأنها الأختيارالأمثل للحفاظ علي مصالحهم و منافعهم  ... و ماذا لو أتجه  قطار الاصلاح و التغيير إلي مصر و تبادلت الأدوار في تلك المسرحية الرئاسية الهزلية فأصبحت نسخة طبق الأصل لتلك النسخة الايرانية و سادت الفوضي العارمة نتيجة لصحوة الشعب و رفضه للقمع و التزوير و للممارسات الغير مشروعة حتي و إن كانت بالقانون و طبقا للدستور.

فبالرغم من قمع السلطات الايرانية للتغطية الاعلامية للأنتخابات الرئاسية و منع رسائل المحمول و مواقع مثل الفيس بوك و قتل و أعتقالات لبعض  من أنصار المرشحين المنافسين الا أن الاصلاحيين و المدونيين الايرانيين لعبوا د ورا في تلك الأنتخابات للضغط من أجل إعادة فرز الأصوات و كشف التزوير.

فلنأخذ العبرة من تلك النسخة من الأنتخابات الايرانية و ما أسفرت عنه من تصدع لبنية المجتمع نتيجة الاحتدام بين صحوة الشعب و بين ما قامت به السلطة من تزوير خلال ممارسات غير شرعية ثم قمع شعبي و اعلامي أسفر عنه امتعاض القوى الاقليمية و الدولية للتصرف الغوغائي التي أنتهجته السلطة الايرانية لصد ارادة الشعب الذي أكتشف مؤخرا أن الامامة ليس بالنظام الاسلامي الحق كما تدعي لأنها صوتت لصالح الباطل و أقرت الأوضاع  دون رضا الشعب ... هكذا أخذوا بمبدأ " ميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة مما أثار حفيظة شعبهم و المسلسل مازال مستمرا...
و بالرغم من أن  الشعب المصري قد أصيب بمرض السلبية و عدم الأستعداد للمواجهة و التضحية في سبيل الحق و الحرية  إلا أنني  أؤكد أن المحطة القادمة هي  " مصر " و الثورة البرتقالية قد أوشكت علي الأنفجار مرة أخري و التجربة الرئاسية الايرانية يجب أن تكون درسا لكل النظم القمعية التي تفرض سيطرتها ضد ارادة الشعوب .

وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية
asadat@link.net

info@rdpegypt.org

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع