صبحي فؤاد
بقلم: صبحي فؤاد
منذ عام 1981 والرئيس مبارك لا يزال يحكم مصر حتى الآن، ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة رفض بشدة -لسبب لا يعلمه إلا الله- تعيين نائب له يحل مكانه عند تواجده خارج البلد أو في حالة مرضه أو لا قدّر الله في حالة وفاته أو عجزه تمامًا عن العمل، وقد دافع البعض عن رفض الرئيس تعيين نائب له بأنه لا يوجد نص صريح في الدستور المصري يجبره على هذا الأمر، وكان من ضمن أغرب المدافعين عن الرئيس مبارك مستشاره السياسي "د. أسامة الباز" الذي ادّعى أن الرئيس لا يزال يبحث عن الشخص المناسب الذي يقدر على تحمل هذه المسئولية الضخمة، وكان أطرف تبرير سمعته هو ان الرئيس لا يريد اختيار نائب له حتى يترك حرية الاختيار للشعب بدون أن يفرض عليهم شخص ما!!
والأدهى والأخطر من عدم وجود نائب للرئيس مبارك هو رفضه وإصراره على عدم التخلي عن حكم مصر وإعطاء الفرصة لغيره لإدارة شئون البلد بعد جلوسه على عرش المحروسة لمدة 29 سنة متواصلة رغم أنه تجاوز الـ80 عامًا وأصبح في حالة صحية ضعيفة بحكم تقدمه في السن لا تمكّنه من بذل المجهود الضخم الذي يتطلبه منصب الرئيس.
وقد بدا الرئيس خلال الاسابيع والايام الماضية حزينا ..شاردا .. مرهقا.. فى حالة غير عادية لا تطمئن باى حال من الاحوال مما جعل المحبين لمصر فى الداخل والخارج من ابناءها يتساءلون علانية فى صحفهم ومناقشاتهم وندواتهم وجلساتهم : هل الرئيس مصاب بمرض خطير ؟؟ ولماذا السرية والتكتم على الحالة الصحية للرئيس ؟؟ وماذا لو توفى الرئيس فجأة .. من سوف يكون البديل ؟؟
ولماذا يجب على مصر والمصريين الانتظار حتى اللحظة والنبض الاخير فى قلب الرئيس قبل ان يعلموا مصير الحكم فى بلدهم ويعرفون اسم الشخص الذى سوف يتحمل المسئولية بعد الرئيس مبارك ؟؟
ان اصرار الرئيس على عدم تعين نائب لة وتمسكة بكرسى الحكم رغم تقدمة فى السن وتدهور حالتة الصحية جعل مصر فى حالة غير مستقرة خطيرة للغاية يكتنفها الغموض الشديد .. ومن ثم لم يعد من المكن التنبأ بما سوف يحدث لمصر والمصريين لو رحل الرئيس مبارك فجأة او معرفة من الذى سوف يخلفة فى الحكم .
لقد صارت كل الاحتمالات موجودة ويمكن وضع الرهان عليها والتى من بينها احتمال وصول الاخوان الى الحكم وفرض النظام الطلبانى او الحماسى او الصومالى واغراق مصر فى برك من الدماء والعودة بها الى عصور الجاهلية والتخلف من جديد ..
ولايمكن ايضا استبعاد توريث الحكم لجمال مبارك اذا تمكن من الحصول على دعم وتايد الجيش والشرطة لة
واذا تمت اجراءات نقل السلطة الية قبل رحيل ابية .
وفى نفس الوقت فانة لايمكن استبعاد حدوث انقلاب عسكرى وتولى واحد من قيادات الجيش الحكم تخوفا من سيطرة عليها الاخوان وتجنبا لعدم حدوث حروب اهلية واضطرابات خطيرة وصراعات دموية بين اصحاب المصالح المختلفة .
اما الاحتمال الاخر والاخير والذى امل من كل قلبى ان يتحقق هو اعتزال الرئيس مبارك الحكم فى الايام او الشهور القادمة وترك حرية الاختيار كاملة امام الشعب لكى يختاروا من يشأوون او يقوم باختيار عشرة من حكماء وعقلاء مصر بشرط الا يكون من بينهم رجال دين او متطرفين دينيين او متعصبين ثم يقوم بطرح اسماءهم على الشعب لاختيار خمسة منهم يتولى كل واحد منهم بالتناوب الحكم لمدة عام واحد الى ان تستقر الامور فى البلد وتتحسن الاحوال الاقتصادية والمعيشية للناس ويتم القضاء على الطائفية والتطرف والاتفاق بين جميع طوائف الشعب على دستور عصرى جديد بدلا من الدستور العنصرى الدينى الحالى ثم بعد ذلك تجرى انتخابات حرة نظيفة فى البلد يختار فيها الشعب من يشاء .
لاشك اننى اخاف على مصر من الانتظار حتى اخر نفس فى صدر الرئيس واخر نبض فى قلبة ..
ولذلك فانى ارى من الحكمة وصالح الوطن واستقرارة ان يتحدث الرئيس فى اقرب فرصة ممكنة بصراحة وشفافية ووضوح فى امر من سوف يخلفة فى الحكم .. اما الاصرار على التزام الصمت وعدم الوضوح فى امر يتعلق بمصير بلد وشعب فانة قد يؤدى فى نهاية المطاف الى نتائج وعواقب وخيمة على الجميع .
صبحى فؤاد
استراليا
sobhy@iprimus.com.au
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=4535&I=122