جرجس بشرى
- عزبة بشرى الشرقية نصفها مسيحيين!
- الأمن اقتحم منزل فتاة يتيمة وضربها في أماكن حساسة جدًا من جسدها حتى وقعت على الأرض وأغمى عليها وبعدها سحلوها وجروها من رجليها ورموها في الشارع!!
- الأمن منع الصلاة في المنزل لدواعي أمنية!
- مُحافظ بني سويف لم يُكلِف خاطره ويسأل ولو بتليفون، وكأن الأقباط مش مسئولين منه!
- قداسة البابا شنودة بيتابع الموضوع من أوله لحظة بلحظة
- المسيحيون المصريون يتعرضون لنوع من الاضطهاد، بدليل إننا مش عارفين نصلي وعشان نصلح دورة مياه في كنيسة بنلف السبع لفات!!
- أقول للرئيس مبارك أننا نريد أن نشعر بإنسانيتنا في بلدنا
- أخذنا وعود من الأمن ببناء كنيسة في العزبة غير المنزل، وسنبدأ البناء فيها الأسبوع القادم
- هناك لجنة من كبار المسلمين في القرية بتزور المسيحيين في بيوتهم وبيطيبوا خاطرهم ويعتذروا لهم عما حدث منهم في حقهم!
حوار: جرجس بُشرى - خاص الأقباط متحدون
عاش أقباط عِزبة بُشرى الشرقية التابعة لمركز الفشن حالة من الفزع الهلع الشديدين بسبب قيام جهاز أمن الدولة المصري بفرض حالة من الحصار على أهالي العزبة الأقباط (المسيحيين) وتعريضهم للإهانة والتعذيب التي وصلت لمرحلة تفزيع الأقباط والتحرُش الأمني ببعض النساء، لدوافع دينية بحتة، وقد جاءت هذه الانتهاكات الأمنية على خلفية قيام الأقباط بأداء شعائرهم الدينية والصلاة في أحد المنازل بالعزبة التي لا توجد بها كنيسة، وقد رأى موقع "الأقباط مُتحدون" إجراء هذا الحوار الصحفي مع وكيل مطرانية ببا والفشن وسُمسطا "القمص عبد القدوس حنا عبد السيد" في محاولة منا لمعرفة الأوضاع الحالية بالقرية ولكشف حقيقة ما تعرض له المسيحيين بالعزبة من ترويع وانتهاكات:
** أولاً كلمنا عن العزبة وعدد الأقباط (المسيحيون) بها؟
* العزبة التي وقعت بها أحداث العنف مؤخرًا اسمها عزبة بشرى الشرقية، لأن هناك عزبة أخرى باسم عزبة بشرى اسمها عزبة بشرى الغربية، ويوجد بعزبة بشرى الشرقية التي وقعت فيها الاعتداءات حوالي 150 أسرة مسيحية من إجمالي حوالي 300 أسرة في القرية من مسلمين ومسيحيين، وبرغم أن نصف القرية من الأقباط (المسيحيين) إلا أنه لا يوجد لهم مكان يصلوا فيه (كنيسة)!
** من هو "بُشرى" الذي تُنسَب إليه اسم العزبتين؟
* بشرى هذا كان رجل مسيحي وكان باشا وكان من الناس المُقتدرين وأصحاب الأملاك، وهو اللي عمل العزبتين.
** هل توجد كنيسة بالعزبة غير المكان الذي منع الأمن أقباط العِزبة من الصلاة فيه مؤخرًا؟
* العزبة لا توجد بها كنيسة وقد حاولنا مِرارًا وتكرارًا الحصول على ترخيص لبناء كنيسة ولكن الأمن امتنع عن إعطاؤنا هذا الترخيص، ومن سنة تقريباً ربنا دبر مكان، وأخذنا بيت في العزبة وبنيناه ثلاثة طوابق، على أساس طابق يكون قاعة مناسبات وطابق للصلاة والطابق الثالث سكن للأب الكاهن الذي يخدم العزبة.
**وهل الأب الكاهن يُقِيم بهذا البيت ؟
* الأب الكاهن مُقيم بالبيت من سنة تقريبًا، والأمن يعرف ذلك، ولكن هناك إصرار كامل من الأمن على أن محدش يصلي في البيت دة! ولما سألنا عن السبب قالوا لدواعي أمنية!
** وهل بناء كنيسة ضد الأمن القومي لمصر؟
* هذا السؤال يُسأل فيه الأمن، وإحنا بالنسبة لنا بنصلي بهدوء وبطريقة مفيهاش إزعاج لأحد، وبنراعي أننا نصلي في البيت دة بدون مكبر للصوت، والأمن استعمل كل الوسائل اللي مُمكن تتوقع أنها تحدُث لمنع الصلاة في هذا المكان!!
** هل من المُمكن أن تكشف لنا الوسائل التي استخدمها الأمن لمنع الصلاة في هذا البيت قبل وقوع الحادث الذي شهدناه مؤخرًا؟
* كان الأمن يمنع الناس من دخول المكان، وكان الأهالي بمُساندة الأمن بيقفلوا الطريق أمام أي سيارة تريد الدخول لمكان الصلاة ويمنعوها من الدخول، فالأهالي ما يقدروش يعملوا حاجة إلا عندما يكونوا مسنودين من الأمن! والأخطر في الموضوع أنهم كانوا بيسدوا الطريق على الأب الكاهن لدرجة أنه كان بينزل من السيارة لكي يِسلك الطريق علشان يعَدِي منهم ليذهب للكنيسة، وكان هذا الأب "اسحق قسطور" يتعرض لمُضايقات كثيرة ، وقبل وقوع هذه الأحداث بالقرية بأسبوعين الأمن منع الناس تدخُل عند أبونا، ولو حد كان عايز يقابله كان الأمن بيخلي واحد بس يطلع له، ولو حدث وأن كان حد عند أبونا فوق وواحد تاني عايز يقابله كان الأمن يِنَزَل الشخص اللي فوق علشان الشخص اللي تحت يطلع له!!
وقبل الحادث الأخير كان شخص قادم من السفر وعايز يسلم على أبونا ولكن الأمن منعه من الدخول، ولما قالهم تمنعوني من مقابلة أبونا إزاي تعدوا عليه عليه بالضرب!
وقبل وقوع الحادث الأخير الأمن قال لنا: لا تصلوا في هذا المكان لأن الناس غير مُتقبِلة وانتظروا لما نُهيئ الناس للموضوع، والأمن قال لنا خلوا أبونا يراضي المسلمين اللي في العزبة ويتواصل معاهم، وبالفعل بدأ أبونا يتزاور مع الناس ولكن الناس قفلت الأبواب في وجهُه، وبرغم أنه زار جميع المسلمين في الأعياد لم يزوره مسلم أو يُعَيِد عليه في أي عيد مسيحي!
**هل يُمكن أن تكشف لنا الانتهاكات التي قام بها الأمن المصري في عزبة قرية بشرى الشرقية ضد مسيحيو (أقباط) العزبة؟
* أهالي العزبة تعرضوا لانتهاكات خطيرة من قِبَل الأمن والمواطنين، ومن الانتهاكات الخطيرة التي حدثت أن هناك ثلاثة أفراد من الحراسة اقتحموا منزل فتاة مسيحية يتيمة وكانت لوحدها في البيت -لأن أخوها اللي بيرعاها بيشتغل خارج العزبة- وضربوها ضرب مُبرِح لدرجة أن البنت وقعت على الأرض من شدة الضرب وأغمى عليها، ولم يكتفوا بذلك بل أنهم بعد ذلك شدوها من رجليها وسحلوها ورموها في الشارع!!
وهددوها بهتك عِرضها، وأنا لما قابلت هذه الفتاة رأيت إصابات كثيرة في جسدها وقالت لي أنهم ضربوها في أماكن حساسة جدًا من جسدها، وعندما كانت تكلمني حصل لها انهيار عصبي ووقعت على الأرض عندما تذكرت الحادث لدرجة أنني تخيلت أنها ماتت! ولغاية الوقت كلما تتذكر الموقف يحصل لها انهيار وإغماء.
وهناك شاب آخر أسمه كيرلس من العزبة وكان جاي أجازة فقام الأمن باقتحام بيته وضربه ضرب شديد، ولما نظرت إلى مكان الضرب الذي على جسده وجدت وكأنه مجلود.
كما أن هناك فتاه مخطوبة وأمها بتسعى عليها علشان تجهزها وجايبة لها بعض طلبات من الجهاز علشان تقدر تزوجها، وقام الأمن باقتحام بيتها وبهدلوها وكسروا الجهاز ورموه على الأرض، وحاجات كثيرة من هذا القبيل.
وكمان نزلوا على الأرض المزروعة وقلعوا أكثر من 8 أفدنة مزروعة قطن وذرة وفول صويا وحرقوا التبن، والأمن أمر الأقباط "المسيحيين" بعدم الخروج من البيوت وأمرهم بقفل الأبواب والشبابيك، لدرجة إنني عندما ذهبت لزيارتهم لم أتحمل لأن نَفَس الناس اختلط بِنَفَس البهائم، والناس من الحر الشديد والأبواب والشبابيك المقفولة العرق مغرقهم!!
فعلاً مناظر لا إنسانية وحاجة تِحزِن.
** ما دور محافظ بني سويف في حل هذه المشكلة كمسئول عن المواطنين في المحافظة؟
* المُحافِظ لم يُكلِف خاطره ويسأل حتى بالتليفون، ولم يتصل بالأنبا اسطفانوس وكأن العزبة لم تتبعه، مع أنه مسئول عن العزبة بصفته محافظ لبني سويف، فنحن لم نشعر بوجود المحافظ طول في كل الظرف اللي حصلت، وكأن الأقباط مش مسئولين منه، وما حدث في عزبة بشرى هو من صنع الأمن، لأن أهل القرية عايشين في سلام ومحبة مع بعضهم من زمان، ولكن لما حرضهم الأمن وشحنهم ضد المسيحيين عملوا كدة.
** ما موقف قداسة البابا شنودة الثالث من هذا الحادث؟
* قداسة البابا بيتابع الموضوع لحظة بلحظة وكذلك الأنبا اسطفانوس حتى أباء الإيبارشية وهم حوالي 40 كاهن اعتصموا مع الأنبا اسطفانوس في كنيسة العذراء بالفشن وأعلنوا جميعهم رفضهم واستنكارهم للحادث، كما اعتصم حوالي 3000 مسيحي من أبناء الإيبارشية في الفشن وأعلنوا رفضهم لما يحدث لإخوتهم وأهلهم في قرية عزبة بشرى الشرقية، وهناك ناس من الإيبارشية ذهبوا وعملوا اعتصام أمام المقر البابوي في الكاتدرائية.
** في رأيك هل المسيحيون المصريون مضطهدون في بلدهم؟
* ما يحدث للمسيحيين هو نوع من الإضطهاد، وما يؤكد ذلك أني مش عارف أصلّي ولا أبني كنيسة ولا آخذ حقي كاملاً شأني شأن أي مواطن غير مسيحي، فالمسيحي علشان يصلح دورة مياة في كنيسة بيلف السبع لفات وعشان نِبَيّض مكان في كنيسة بندوخ! والمفروض أن قانون البناء الموحد لدور العبادة الذي هو حبيس الأدراج يخرج.
** ماذا تقول للرئيس مبارك؟
* أقول للرئيس مبارك أنه يجب أن يشعر المسيحي بأنه مواطن مثله مثل أخوه المسلم، له كل حقوق المواطنة الكاملة في البلد، وأقول للرئيس أننا كمسيحيين نريد أن نشعر بالمساواة والحرية والأمان في بلدنا، وإننا أولادك ومسئولين منك أمام الله، ونحن لا نريد إلا حقوقنا والشعور بإنسانيتنا في البلد، وأنا اعرف أن الرئيس عندما تصله مشكلة عن المسيحيين بيتدخل ويحلها فورًا، فنخن شعب واحد ونسيج واحد.
** هل هناك انفراجة في أزمة عزبة بشرى الشرقية الآن؟
* نحن أخذنا وعود من الأمن بأن الموضوع انتهى، وقالوا أن البيت الذي تُقام فيه الصلوات سيظل كسكن وفيه مكان ثاني وافق عليه الأمن وسوف نبنيه كنيسة ومساحته معقولة، والمفروض نبدأ بناء فيه من الأسبوع القادم.
** وإلى أن يتم بناء الكنيسة هل ستصلون في المنزل الذي منعكم الأمن من الصلاة فيه؟
* قالوا لنا لو عايزين تصلوا صلوا في مكان تاني، لكن المنزل لا يصلح للصلاة!!
وحاليًا وأنا وأكلمك هناك لجنة من كبار المسلمين في العزبة بتزور المسيحيين في بيوتهم ويطيبوا خاطرهم ويعتذروا لهم عن اللي حصل منهم في حقهم.
http://www.copts-united.com/article.php?A=4511&I=122