"جماعة طظ" ترفع شعار: "الغرور هو الحل..!"

محمد زيان

*دائمًا ما يدّعون سيطرتهم على الشارع ويقولون أنهم أكبر تيار سياسي
*د. أحمد ثابت: الإخوان مهووسون بأنهم التيار السياسى الأكبر.. ونسألهم أين البرنامج الذي تحملونه للنهوض بمصر؟
*د. وحيد عبد المجيد: سيطرة الإخوان على الشارع أكذوبة كبيرة.. المشكلة في أمية الشعب.
*
د. عمرو الشوبكي: يحاولون السيطرة على النقابات والتجمعات العمالية والطلابية.. لا يؤمنون بالديمقراطية.. ويتمسحون فيها.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

يقول الإخوان دائمًا أنهم أكبر تنظيم سياسي في مصر ويستطيع المرشد العام لجماعة طظ أن يحرك الشارع المصري من أقصاه إلى أقصاه فقط برفع إصبعه وإعطاء علامة البدء في الثورة... الإخوان يجيدون الحديث عن أنفسهم على أنهم الأكبر في الشارع والمصنع والنقابة.. حتى في العمارة واتحاد الملاك يريدون السيطرة عليه.. إنه الهوس الإخواني إلى حد الجنون... فالغرور وصل بهم إلى حد القول بأنهم يحركون الدنيا من المنيل، سألنا الخبراء عن الحجم الحقيقى لجماعة طظ، وما هي قدراتهم السياسية؟، وهل يملكون المقدرة السياسية كما يقولون على تعبئة الشارع وتحريكه؟ وما هي خططهم؟، وكيف يخططون؟؟

غرور"جماعة طظ" ترفع شعار: "الغرور هو الحل..!"
الدكتور أحمد ثابت "أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة" يرى أن جماعة الإخوان المسلمين مغرورة بهوس أنها أكبر تيار سياسي في الساحة المصرية، وأنهم يرون أن لديهم إمكانية تحريك الشارع بمجرد صدور تعليمات من المرشد العام، لكن على أرضية الواقع فإن حجمهم الحقيقى أقل من هذا الكلام بكثير لأنهم في أوقات الإضرابات والإعتصامات يختبئون ولا يحركون شيئًا.
ويذهب ثابت إلى أن الإخوان يثيرون في الشارع أن لديهم برامج سياسية لقيادة دفة الأمور في المجتمع المصري، في الوقت الذي يمارسون فيه تتويه وإشباع المجتمع بالشعارات فقط وليست لديهم القدرة حتى على حل الخلافات والمشاكل المحيطة بجماعتهم، لأن المجتمع المصري به الكثير من القضايا والأزمات التي يعجز تيار لا يملك من الواقع غير شعارات فقط عن حلها.
أما العمل السياسي وقدرة الإخوان المسلمين على المنافسة السياسية والتعبئة فيرى ثابت أنهم يتعالون على الجميع ويرون أنهم أكبر فصيل في الشارع ويتباهون بهذا الكلام ليل نهار في وسائل الإعلام بقصد الشو الإعلامي فقط، ولو كانوا جادين للمساهمة في حل المشاكل المتراكمة بدءًا من التعليم والصحة لقدموا برامجًا واضحة دون التمويه والتتويه.

أكذوبة
ويشير الدكتور وحيد عبد المجيد "نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية" إلى أن الكلام عن سيطرة الإخوان المسلمين على الشارع المصري أكذوبة كبيرة، والأكبر منها أنهم يقولون أنهم أكبر تيار سياسي فاعل في الساحة المصرية ولهم اليد الطولى في تحريك المجتمع، وبالتالى تصديق عامة الناس ممن لا تتوافر لديهم الخبرة السياسية.صورة لقيادات الإخوان منذ القدم
ويرجع عبد المجيد هذه الحالة إلى سيطرة الجهل السياسي على الغالبية العظمى من الشعب المصري واستخدام الجماعة المحظورة لهذا البعد واستغلال التدين الفطري للشارع المصري للعب بعواطفه من خلال رفع شعارات لها الصبغة الدينية، وهو ما له الخطورة الكبيرة على المجتمع.
ويطالب عبد المجيد المثقفين بالتحرك العاجل لمواجهة خطر الفكر الذي تبثه الجماعة المحظورة في صفوف الشباب المصري واستعادة الدور التنويري القديم لمواجهة محاولات تفتيت المجتمع الذي تحاول المحظورة عمله، مشيرًا إلى غياب المثقفين عن الساحة السياسية في مصر وانشغالهم بأمور أخرى هو ما فتح الباب أمام الإخوان لكي ينفذوا إلى المجتمع.

غياب
أما الدكتور عمرو الشوبكي "الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام" فيرجع الظهور السياسي لجماعة طظ لغياب الأحزاب السياسية وانشغالها في صراعات بعيدة عن العمل السياسي وأشياء صغيرة لا تمت للواقع السياسي والممارسة السياسية بصلة، ومنها النزاعات واحتلال مقار الأحزاب وظهور البلطجة السياسية كأن يصحو من النوم رئيس حزب يجد من ينافسه على رئاسته في ظل غياب واضح للقانون، وهو ما فتح الباب في الأساس لظهور جماعات تتمسح في الدين وتمارس العمل السياسي في الخفاء.

ويرى الشوبكي أن الإخوان كتنظيم ديني يحاول أن يفرض نفسه على الساحة السياسية من خلال استخدام البعد الديني والذي يلهب قلوب الناس، وله أفكار ضد السلامة والاستقرار استخدم في الفترة الماضية الكثير من الوسائل التي من بينها السيطرة على النقابات المهنية والعمالية، حيث يهتم الإخوان بالتجمعات العمالية في المصانع والطلابية في الجامعات ويتمسحون أيضًا في العباءة السياسية بزعم أنهم يستخدمون حقهم في البحث عن الديمقراطية وهم في نفس الوقت يتنكرون لها.
ويشير الشوبكي إلى أن الإخوان لديهم تخطيط واضح ومفهوم في الوصول إلى الحكم عن طريق السيطرة على القاعدة الجماهيرية من خلال النفخ في العاطفة الدينية لهم وتغليفها بشعار الإسلام هو الحل.
ويرى الشوبكي أن الإخوان تيار متكبر على العمل السياسي وبالتالي فإنه يستخدم أسلوب التعالي وتمجيد النفس على حساب التيارات الأخرى التي ترفض في أغلب الأحيان التعاون معهم، مؤكدًا أن الحجم الحقيقي للإخوان أقل بكثير مما يعطيه الإعلام لهم.