سحر غريب
بقلم: سحر غريب
يومًا وراء يوم يثبت برلمان مصر بأنه لا يصلح إلا ليعبر عن دولة فاقدة للعقل والتمييز، فمنه يخرج عتاة رجال الأعمال المستغلين لثروات البلد، ومنه تخرج أيضًا ألفاظًا كانت في الأمس القريب مما يُعاقب عليه القانون مثل لقب العاهرة.
والتي فوجئنا بها تجلجل القاعة الموقرة بدلاً من مساء الخير عزيزي المواطن، أما الأحذية فحدث عنها ولا حرج فالحذاء الذي كان مكانه الأرض سابقًا في أرجل السادة النواب وجدناه يترك مكانه مُلوحًا به في الهواء كلما أختلف عضوان ودخل الشيطان بينهما.
لقد وقعت أرضًا من الضحك الهستيري عندما رأيت في التليفزيون أحد البرامج التسجيلية التي تصور جلسات مجلس الشعب ووجدت أنها مادة للفكاهة لا أكثر ولا أقل ووجدت الأعضاء يمسكون في تلابيب بعضهم البعض وكأنهم في أحد مدارس الروضة لمدارس التربية الفكرية فلا خبطات نافعة ولا محاولات تهدئة ناجحة.
فمادام هذا المجلس الموقر هو أفضل إبداعات الحكومة التي تتحفنا بإبداعاتها كل حين، فلا داعي لنشر غسيلنا الغير نظيف لا مؤاخذة على الملأ بتلك الصورة الغير حضارية، فالغسيل القذر مكانه الغسالة وليس التليفزيون.
وهؤلاء الأعضاء هم نتاج لاختيار واحد مواطن غافل عن أبسط المعايير التي تساعده عند اختيار خير مَن يمثله تحت القبة فمفروض عليه أن يختار ممثل محترم واسع الحيلة حلو اللسان ليعبر عن آرائه وتطلعاته من حكومته المصون.
ولكن المواطن قرر قراره المصيري بمنتهى اللا مبالاة والاستهتار ساعة عصاري بعد أكلة بلوظة مُحترمة، أيها المواطن المخدوع كل وأشرب من نتيجة اختياراتك وبالهنا والشفا عليك يا ناصح.
http://www.copts-united.com/article.php?A=4386&I=119