ايران تتوعد المتظاهرين وتنشئ محاكم خاصة لمعاقبة المعتقلين

القدس العربي - طهران

منظمة العفو تحث طهران على الكف عن استخدام ميليشيا الباسيج
قالت السلطات الإيرانية إنها ستلقن "مثيري الشغب" المحتجزين في أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979 درسا.
ودعا رجل دين معتدل هزم في الانتخابات المتنازع على نتائجها والتي أجريت الشهر الجاري الإيرانيين الى الحداد على من لقوا حتفهم خلال احتجاجات يوم
السبت.
وتم نشر شاحنات وشرطة مكافحة الشغب في الميادين الرئيسية في طهران امس ولكن لم تظهر دلائل على أي تجمع احتجاجي في المدينة بحلول الظهيرة.
وأعلن الحرس الثوري الموالي للمؤسسة الدينية المحافظة في البلاد حملة على الاحتجاجات التي أشعلتها الانتخابات التي أظهرت فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بأغلبية ساحقة. واحتجزت الشرطة المئات واستخدمت الغاز المسيل للدموع والهراوات منذ الإعلان عن النتائج.منظمة العفو تحث طهران على الكف عن استخدام ميليشيا الباسيج، واحتجاجات من الشعب الإيراني على الانتخابات الأخيرة

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية نقلا عن ابراهيم رايسي وهو مسؤول قضائي بارز في وقت متأخر أمس الاول "سيتم التعامل مع المعتقلين في الأحداث الأخيرة بطريقة تلقنهم درسا وأضاف أن محكمة خاصة تدرس الحالات.
وقال "يجب التعامل مع مثيري الشغب بطريقة تجعلهم عبرة وستفعل السلطة القضائية ذلك".
ومثلت هذه الاضطرابات أول دليل واضح على الانقسام في مؤسسة رجال الدين بين المتشددين ومن يسعون لسياسات أكثر ليبرالية.
وقال محمود أحمدي وهو نائب إيراني إن إيران سوف تستدعي مؤقتا سفيرها في بريطانيا التي اتهمتها طهران بإذكاء الاضطرابات. ولم يؤكد مصدر رفيع بالحكومة الإيرانية هذا التقرير الذي نقله عدد من وكالات الأنباء الإيرانية.

وواصل رجل الدين المعتدل كروبي الضغوط على السلطات. وقال عيسى سحرخيز مساعد كروبي "يدعو كروبي الايرانيين في شتى انحاء البلاد الى عقد مجالس عزاء لتذكر من كانوا (قد قتلوا) في الاحتجاجات".
وحثت منظمة العفو الدولية ايران امس الثلاثاء على الكف عن استخدام ميليشيا الباسيج لضبط المظاهرات في اعقاب تقارير عن قيام افراد الباسيج بضرب المحتجين واطلاق النار عليهم.
وقالت حسيبة حاج صحراوي من منظمة العفو الدولية "الوقت حان كي تسمح السلطات الايرانية بالاحتجاج السلمي وسحب الباسيج من الشوارع. يجب ترك مسألة ضبط أي مظاهرات الى الشرطة او قوات الامن الاخرى المدربة والمجهزة بشكل ملائم".

واضافت "لا يوجد امام الايرانيين الذين يودون التعبير سلميا عن معارضتهم للاحداث الاخيرة المحيطة بالانتخابات مجال لفعل ذلك لانهم يقابلون بعنف اجازته اعلى سلطة في هذه الارض ".
ودعت منظمة العفو السلطات الايرانية الى التحقيق بشكل كامل في كل التقارير التي اشارت الى سقوط قتلى ومن بينها عمليات اعدام محتملة خارج نطاق القانون ومحاكمة المسؤولين عن ذلك.
واضافت ان متظاهرين كثيرين قالوا ان اشخاصا مسلحين لا يرتدون زيا رسميا والذين يعتقدون انهم اعضاء في الباسيج استخدموا قوة مفرطة وارتكبوا انتهاكات لحقوق الانسان ومن بينها ضرب المتظاهرين واستخدام اسلحة نارية ضدهم.

وقالت منظمة العفو ان مشهدا مصورا لاحد افراد الباسيج وهو يطلق النار من مبنى اثناء مظاهرات في 15 حزيران (يونيو) قتل خلالها ثمانية اشخاص على الاقل لابد وان يؤدي الى تحقيق فوري من قبل السلطات وتعليمات واضحة لمنع سقوط مزيد من القتلى.
واضافت ان شريطا مصورا اخر لفتاة تسمى ندى وهي تلفظ انفاسها الاخيرة على ما يبدو بسبب جروح اصيبت بها في صدرها وزع على نطاق واسع وسط ادعاءات بتورط اعضاء في الباسيج في ذلك.
وقالت ان التصريحات التي ادلت بها السلطات الايرانية في الاونة الاخيرة تعد على ما يبدو محاولات لاعفاء الوكالات الحكومية من المسؤولية عن العنف. واضافت "اذا كانت السلطات الايرانية لا تستطيع السيطرة على ميليشيا(الباسيج) فعليها ان تحلها".