أحلام غير مستحيلة

دميانة إقلاديوس

بقلم: دميانة أقلاديوس
كثيرا منا ما يتعرض الى مواقف  فى حياته تفرض عليه رد فعل او سلوك معين يتخذه للدفاع عن نفسه  فمثلا عند دخول سارق او لص الى بيتك فتهرولا مسرعا حتى تأتى بشيئا ثقيل او الة حادة لتضرب به اللص او اى شىء يأتى فورا فى مخيلتك دون تردد وهذا يعتبر قمة الرعب ، اذا طبيعة المفاجأة الحياتية تفرض عليك الوجوب بقيام سلوك معين لحماية نفسك ولكن فى ظل الظروف التى نعيشها اليوم.
تجد ان كل شيئا فى الحياة لم يعد مفاجأة اضطهاد اسرة او قتل احدى الفتيان او اختطاف طفل او فتاة او هدم بيت خدمى اواستيلاء على ارض تابعة للكنيسة او وضع قنبلة فى عربة او سجن احدى الكهنة كل هذا لم يعد لنا مفاجأة بل على العكس اصبحت آذاننا تسمعها كل يوم واصبحت قلوبنا تتألم حسرة وألما من تلك الأحداث وعلى الرغم من كل هذه الأحداث .

اجد ان الحياة تسير وكأن شيئا لم  يكن وعندما  يكون لنا رد فعل نكون نحن الجناة الحقيقين مثلما حدث مع رامى الذى قتل زوج اخته وسلم نفسه للعدالة دون ان يبحث عنه احد  او مثلما ما حدث مع عريان عبده واخذ زوجته وأمه البالغة من العمر70 عاما بالقوة على الرغم انهم تعرضوا للغدر والخيانة من قبل المسلمين فى المصالحة   وهذا لأننا نأمل الحياة الحقيقة ليس مجرد المعيشة فقط بل الحياة التى تنعم على الفرد بالهدوء والأستقرار والأمن ، وهذه الأمنيات اصبح الفرد يحلم بها فى مجتمع يعمه التطرف.

  فعندما كنا صغار كانوا يسألوننا (عايز لما تكبر تكون ايه ) وكان الرد تلقائى دكتور او مهندس  فهذه امنيات بالجهد والتعب تتحقق  ولكنى اتعجب من تلك الأيام التى منحتنا احلام وامنيات ينعم بها شعوبا كثيرا فهذه الأحلام بالنسبة لهذه الشعوب ماهى إلا واقع ينعم به الفرد فى بلده والعكس تماما فى مجتمعنا فلقد اصبحت احلامنا اليوم مثل الأستقرار الأمنى والهدوء والسكينة والسير فى الشوارع بأمان دون خوف او رعب  اصبحت من الأحلام والأمنيات التى تندرج تحت مسمى الأحلام المستحيلة  حتى ولو بذلنا مجهودا مضاعف لكى نحققها فلم نصل الى ذلك فهى امنيات معنوية وليس مادية ملموسة .

وهنا السؤال هل وصل بنا الحال فى مصر الى ان نطبق حتى على هذه الأمنيات الطبيعية التى ينعم بها البشر عبارة ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ؟ إلى هذا الحد اصبحت هذه الأمنيات مستحيلة فى ظل انتشار الفكر الفاسد ؟   والأجابة معروفة لانها مبدأ  الأنسان المتطرف الذى يكون اسلوبه فى الحياة الهمجية والبربرية الذى يتصف بها الشخص الغير ادمى  وعلى الرغم  من اننا نريد الحوار والتفاهم إلا إنه يريد العنف والدمار إلى ان تسرب هذا الفكر الى كل هيئات الدولة فعندما نلجأ لأكبار المسئولين وطلبنا منه الحل معتمدين على قراره ولكنه يستخدم كل سلطته ضدنا ويختلق المواقف الكاذبة  وحينئذا نحتار وننفض الأيدى ونسلم الأمر الى الله  وننصرف الى الصلاة  و هنا يوجد مخرج لنا من هذا المأزق الا وهو والذى اكده بالفعل  قول(القديس باسليوس) بإنه لاينبغى أن نمل فى صلاتنا حتى ولو طالت بنا السنون وحتى لو كانت طلبتنا مستحيلة فى أعين الناس جميعا لأن الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله.
 
اذا الله هو الشخص الوحيد الذى يحقق الأمنيات والأحلام المستحيلة المعنوية منها والمادية ... فهو الذى يعطى الأمان والسلام الداخلى فى وقت يكون فيه العالم يغلى من الدمار والأمراض فالله هو المخرج فى كل الأزمات ..حتى ولوكنا فى وسط النيران

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع