بالروح بالدم نفديك يا البشير

عساسي عبد الحميد

بقلم-عساسي عبد الحميد
"بالروح بالدم نفديك يا البشير".... للأمانة والتاريخ فقد ثبت أن كل إنسان يردد هذا النوع من الشعار يكون محكوم من طرف طاغية مستبد وينتمي لشعب يعاني من الجوع والمرض والكبت والعقد النفسية، المواطن السوداني نموذجاً.
هذا الشعار رددته الجموع التي استقبلت البشير منذ يومين بـ "الفاشر" إحدى أهم مدن دارفور حيث حل صاحب العصا بين ظهرانيها مهرجــــاً وراقصـــاً وملوحـــاً بملهمته العصا وتلك الجموع تم تجميعها بالكاد وإحضارها من ضواحي الفاشر بالحافلات وعربيات البيكوب وهناك مَن حضر مشياً على أقدامه مقابل عمولة ووجبة غذاء، وهناك مَن اكتفى بعلبة سجائر ثمن حضوره رقصة المهرج العجيب وهو يرفع عصاه...
في هذا التجمع الخطابي قال البشير بالحرف "إن قرار المدعي العام... وأعضاء المحكمة... وكل من يوالي المحكمة تحت الجزمة ذذذي" انتهى كلام البشير.
على المجتمع الدولي أن يُظهر حزماً اتجاه هذا المجرم الخطير الذي تسبب في مأساة كبرى لأبناء دارفور "قرابة 300 ألف قتيل ومليوني مهجر ومرضى يعانون من أمراض عديدة وأطفال مصابون بالإسهال وسوء التغذية"!!، وأن يتم القبض عليه في أقرب وقت ممكن لتخليص شعب دارفور ومعه كل أبناء السودان من حكم صاحب العصا، وفي ذات السياق هدد الحاكم الرقاص بطرد الدبلوماسيين الأجانب ومعهم أفراد القوات العاملة تحت راية الأمم المتحدة في سابقة خطيرة تنم عن حالة من السعار الحاد حولت حاكم دولة إلى مهرج وراقص من الدرجة الأولى.
بالأمس كانت بندقية صدام واليوم تكسب عصا البشير قيمة إعلامية، وبين البندقية والعصا آلام الفقراء ومعاناة البسطاء ودماء الأبرياء و أرامل ويتامى بمئات الآلاف.
على السيد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السيد "أكامبو" أن يحقق كذلك في الجرائم الشنيعة التي ارتكبها جنرالات الجزائر من قتل وسرقة المال العام وتحويلها لأبنائهم بالخارج وطمس الهوية خاصة في المناطق التي يتجذر فيها البعد الأمازيغي، وما فعله مجنون طرابلس منذ اغتصابه للسُلطة سنة 1969 وتحويله ليبيا إلى ضيعة وقطيع في ملك القحاحصة وقدادفة الدم وكيان عربوماني ممسوخ.
على المدعي العام أن يحقق مع أي حاكم عربونازي يهتف له شعبه (((بالروح بالدم نفديك يا .....))) فأينما سمعنا هذا النوع من الشعار تأكدنا من وجود طاغية مستبد يجب إصدار مذكرة قبض في حقه.
وفي ذات السياق خرج علينا الإرهابي حسن الترابي ليدعو البشير وشريكه بالأمس لكي يسلم نفسه للمحكمة الدولية كجزء من تصفية حسابات بين مجرمين خطيرين، الترابي والبشير كانا من أشد الناس تحمساً لتقتيل أهالي الجنوب وتشريدهم وحرق مزارعهم و سرقة مواشيهم، وكان الاثنان في قمة النشوة والفرح عندما غزا المقبور صدام دولة الكويت في آب غشت 1990.
فعلى الاثنين أن يقدما نفسيها للعدالة الدولية، وأثناء غزو الكويت أدى تحريض الترابي للقطعان المدجنة أن دعت في المسيرات والتجمعات إلى قصف السد العالي (((ثقافة الدمار))) لمعاقبة النظام المصري على تأييده للتحالف الدولي.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع