الختان ليس عادة فرعونية

لقد صدق قولك الحق بأن ختان البنات ليست عادة سيئة بل جريمة لا تقل عن جرائم القتل، وأضيف تأييدًا لقولك: بأنه جريمة لا تقل عن جرائم القتل عمدًا ومع (سبق الإصرار والترصد).
عزيزي في عهد الجاهلية كانوا يمارسون عادة (وأد الإناث) أي قتلهم بطمرهم بالتراب تخلصًا منهن لأنهم يعتبرون الإناث (مجلبة للعار)، ثم تخلوا عن (وأد الإناث) واستبدلوه بأسلوب آخر لا يقل عنه بشاعة وهو الختان الذي صار عادة لدى أغلبية المسلمين لأنه قادم من عرب الجزيرة الذين يكنون كل الحقد لجنس النساء. وهو ليس (عادة فرعونية) كما يحلو للبعض أن يطلق ذلك.

والذي حدث أنه بعد احتلال الجيوش الإسلامية وهي كانت جيوش (بدوية - قبلية) لأرض مصر الفرعونية - المسيحية أدخلوا معهم تلك العادة الذميمة، وأرسوا قاعدتها لأجيال طويلة حتى صدق البعض الخرافة
التي تدعي بأنها عادة فرعونية.. وهذا محض افتراء وتقية كما هو معتاد ومعلوم.

والمسيحيين عمومًا لا يمارسون الختان الذي يمارسه السودانيون والذي يعتبر في الواقع (تشويهًا) بمعنى الكلمة لأعضاء الإناث وقتلاً لمشاعرهن الطبيعية عند الزواج بسبب الختان الذي غالبًا ما يؤدي إلى ذبول الإحساس بالتوافق الحسي والطبيعي بينهن وبين أزواجهن.. فيفتقدون بهجة التواصل في العلاقة الطبيعية بالصورة التي حباها ووهبها الله لكل الإناث في العالم بأسره.

ويعلم الله كان لي مناقشة مع بعض زميلات العمل السودانيات في هذا الشأن وعرفت منهن مدى ما يسببه الختان لهن من إعاقة لحياتهن الطبيعية مع أزواجهن هذا بخلاف عامل التشويه الذي سبق وأشرت إليه... ثم سألتهن عن رأيهن حول ما إذا كن سيقبلن بختان بناتهن على نفس النحو الذي جرى عليهن؟ وكانت إجابتهن أنهن لن يقبلن ذلك وأنه المستحيل بعينه (وهذا كان رأي زميلة متزوجة ولها صبية ولم تنجب أنثى وأيدتها أثنتان غير متزوجتان).
أما ختان الإناث في السودان فقد قللت منه كثيرًا من الأسر... وصاروا يتجاوبون مع صوت العقل والفهم بأن الختان ليس هو المانع أو الواقي الذي يحمي عفاف الأنثى بل التوعية والتربية السليمة والإرشاد الجيد كل تلك المفاهيم هي التي ترسخ في أذهان الإناث وبالتالي يشبون على ضرورة المحافظة على أنفسهن فلا يصيبهن أي مكروه.

عمومًا أنني شخصيًا مقتنع تمامًا أن الختان ليس عادة فرعونية، فهذا محض افتراء ولا يوجد مصدر صحيح يؤكده ولو كان ذلك سليمًا حقًا لوجد ما يؤيد ذلك من خلال الكثير الذي تم اكتشافه عن العهود الفرعونية وما يتعلق بعاداتهم ومعتقداتهم.
وعلى أية حال أكرر أن (ختان الإناث) جريمة تستدعي إنزال أقصى العقوبة على مؤيديها ومرتكبيها على حدًا سواء لأنه يعتبر استخفافًا بحياة الإناث حيث يتم تعريضهن (للموت) أو تدمير الجانب الايجابي لسعادتهن مع أزواجهن بسبب عدم شعورهن بالتجاوب وضآلة الإشباع الغريزي والعاطفي لديهن. وهذا في حد ذاته حرام وألف مليون حرام.
على موضوع: ختان البنات في السودان