التمييز الإيجابي بين العدالة والطائفية

مدحت قلادة

بقلم: مدحت قلادة
مبروك لمصر بتخصيص كوته للمرأة  في مجلس الشعب " تمييز إيجابي "و بهذا التمييز الإيجابي تم إنصاف  سيدات مصر من براثن مجتمع ذكوري هاضم لحقوق النساء إلى أن تنال المرأة كامل  حقوقها في كافة مناحي مصر وهذا ليس تمييزا للنساء بل إنصافا .
والتمييز الإيجابي يخصص لمجموعة معينة من الفئات لضمان تمثيلها في مؤسسة ما وظهر نهاية القرن الماضي في الثلاثة عقود الأخيرة من اجل زيادة  أعداد النساء في أجهزة الدولة المتعددة وطبقته دول ديمقراطية مثل السويد أو الدنمارك وله مسميات متعددة أهمها آليات الإنعاش الملائم للاقليات أو آليات الدمج السياسي لمكونات الشعب  ..الخ
والسؤال هنا هل يحتاج الأقباط في مصر للتمييز الإيجابي ؟ وهل التمييز الإيجابي آلية طائفية أم وطنية ؟ وأسئلة أخرى تدور في ذهن الباحثين وهناك مؤيد ومعارض فالمؤيدين يأخذونها من منطق حقوقي وطني والمعارضين يعتبرونها طائفية .
المتتبع للعمل السياسي يثبت أن منذ يوليو 1952 " انقلاب العسكر " هناك إجحاف بحقوق الأقباط السياسية وازداد تهميش الأقباط  في مناحي المحروسة خاصة بعد إغراق البترودولار لجيوب بعض المصريين واكتساح فكر البداوة والتصحر مناحي مصر .
ففي العمل السياسي حرم الأقباط من الوظائف القيادية ومع ارتفاع النعرة الدينية تم حرمانهم من العمل السياسي ليس لتقاعسهم كما يدعى البعض بل بسبب شيوع روح الكراهية من قبل جماعات الإسلام السياسي وضعف النظام الذي زايد على تهميش الأقباط   بدليل  انه قبل انقلاب يوليو شغل ويصا واصف منصب رئيس مجلس النواب وكان يمثل  دائرة ليس بها قبطيا واحدا  وشارك الأقباط الحياة النيابية بنسبة تفوق نسبتهم العددية والجدول الأتي يوضح بكل جلاء كيف انحسر وجود الأقباط في المجالس النيابية .
 

عدد النواب الأقباط المعينين عدد النواب المسيحيين المنتخبين عدد النواب المجلس برلمان عام
  16 214 1924
  23 235 1926
  4 150 1931
  20 232 1936
  6 264 1938
  27 264 1942
  26 264 1945
  10 319 1950
8 صفر 350 1957
9 2 348 1969
8 2 360 1971
10 صفر 370 1976
10 4 360 1979
5 4 468 1984
4 6 458 1987
6 1 454 1990
6 صفر 454 1995
3 3 454 2000
5 1 454 2005


* من الجدول ندون عدد من الملاحظات
* أعداد الأقباط الكبيرة داخل مجلس النواب
* السماحة الكبيرة داخل المجتمع المصري باختيار رئيس مجلس النواب قبطيا
* لم تظهر فكرة التعيين وظهرت فكرة التعيين بعد يوليو 1952
* اكتساح الفكر المنغلق لمناحي مصر بعد انقلاب يوليو ففى  خلال 1957 و 1976و 1995 لم يفز قبطي في الانتخابات
* فوز عدد قليل من الأقباط في الانتخابات بالقائمة
* انعدام الأحزاب لترشيح الأقباط حتى حزب الأغلبية
* والبرلمان المصري يضم خمسة أقباط فقط بين أعضائه البالغ عددهم444 عضواً، واحداً تم انتخابه "يوسف بطرس غالي" وزير المالية الحالي، وجرى تعيين أربعة بقرار جمهوري، ولم يصلوا إلى موقعهم بالانتخاب.
جميع الأدلة السابقة تؤكد أحقية الأقباط  في التمييز الإيجابي فنسبة الأقباط المنتخبين لا تتعدى 2 بالمائة فالتمييز الإيجابي  يهدف لضمان تمثيل المجتمع تمثيلا عادلا خاصة في المجتمعات المهضوم بها  حقوق الأخر وافضل دولة طبقت ذلك الولايات المتحدة الأمريكية بإصدارها قانون التمثيل الإيجابي للسود كي ينالوا حقوقهم المشروعة حقوقيا و إنسانيا ووطنيا وعالميا .
وهنا يبقي السؤال هل التمييز الإيجابي له صفة طائفية بالطبع لا لانه إذا تطبيق قانون التمييز الإيجابي سيطبق لنمو المجتمع بالثراء الفكري كما انه سيحقق السلام الاجتماعي والعدل بين مكونات البلد مثلما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية   فسابقا كانت توجد أماكن ممنوعة على السود وألان بفضل التمييز الإيجابي للسود ساهم في إنهاء العنصرية ضد السود وشاركوا في إدارة شئون بلادهم على كافة الأصعدة وعلى أعلى المستويات بدليل كولن باول رئيس الأركان ووزير الخارجية الامريكي وكونداليزا رايس وزيرة خارجية وتوج العمل الحقوقي بعد حصول اوباما الأسود ليتربع على قمة أقوى دولة في العالم .

مصر تطبق التمييز الإيجابي مصر تمييزا إيجابيا في الكثير من المجالات منها للمعاقين نسبة 5 بالمائة   على مستوى جميع قطاعات  مصر  ووجوب تعيين عدد من المسلمين في الشركات التي يملكها  مسيحيين  ..الخ.
تطبيق التمييز الإيجابي للأقباط اصبح مطلبا وطنيا وليس طائفيا لتمثيل الأقباط  في كل مناحي الحياة خاصة لفتح أبوب وزارات وهيئات سيادية و أمنية ومخابراتيه منعت عنهم منذ يوليو .

واقتبس من مارتن لوثر كنج جملته الخالدة " لدى حلم بان يعيش أطفالي في دولة لا يحكم عليهم من منطلق لون بشرتهم " وسرعان ما تحقق هذا الحلم واستطاع أحفاده تحقيق ذلك بانتخاب باراك حسين اوباما
في ظل وجود إرادة سياسية قوية ورغبة حقيقة في التغيير للأفضل وقيادة سياسية واعية تسعى لخدمة الوطن سوف يصدر قريبا قانون تمييز إيجابيا للأقباط ليشاركوا في صنع القرار المصري وتفتح لهم جميع الأبواب المغلقة أمامهم
ترى متى يتحقق للأقباط هذا الحلم ؟ ان طبق فمن المستفيد ؟ بالطبع من المستفيد مصر
أخيرا قد يجد الجبان 36 حلا لمشكلته ولكن لايعجبه سوى حل واحد هو الفرار
The coward will find 36 soulution to his problem but he one will like most is fleeing
مدحت قلادة
Medhat00_klada@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع