الركن المظلم 2-2

دميانة إقلاديوس

بقلم: دميانه إقلاديوس
لقد تكلمنا فى الجزء الأول عن الماضى وتأثيره على كيان الشخص الفردى فى تكوين مستبقله وسنتتكلم تدريجيا بمفهوم اوسع على تأثير تلك الركن المظلم على مجتمع بأكمله فكثيرا ما نجد ان هناك اشياء تجعلنا نتوقف امامها لبرهة من الوقت وهذا لأننا نحتاج الى ان نلملم التفكير فى احداث قد تحدث فى حياتنا ولكننا ليس لنا يدا فيها وحينئذا نحتاج الى قرار او وقفة صريحة مهما كانت التضحيات التى تنتج من هذه الوقفة سواء كانت نتيجة ملوؤها السعادة او الحزن والتأمل فيها وكيف وصل بنا الحال من خلال دورها فى حياتنا وقد طرحت سؤالا من قبل وهو :-

هل يستطيع الماضى بكلتا حالتيه ان يبنى حاضرا ؟ فعندما نتفحص شعوب العالم المحيطين بنا لم ولن نجد شعبا خاليا من ماضى أليم موحش يحفر حروفه بدماء هذا الشعب تاريخه وحكايته ولكن هنا نسأل ما الذى فعله هذا الشعب حتى يتخطى تلك المرحلة ؟ ما هو مدى تأثير هذا الماضى على هذا الشعب ؟ وهل استند الى ماضيه فى حاضره ومستقبله ام ترك نفسه يعيش فى ماضيه يندب حظه المشئوم ؟

فهذا الركن البعيد المظلم والمسمى بالماضى قد يكون له تأثيراً قوياً بل مهماً على مجتمع قد تعرض الى حادثة شنيعة اما تعطيه الأستقبال الحى للحياة او الرفض المميت بالأضافة الى ان تعطيه هو وحده القرار فى اتخاذ الخطوة اما بالإيجاب او السلب وهذا يجعلنا نتبحر اكثر داخل ماضى بلد من بلدان العالم فمثلا اليابان وما فعلته القنبلة الذرية فيه وما تركت على ارضها من اشياء مخيفة مما اطاح بحاضره وبمستقبلها بل بشعبها الذى لولاه ما كان الحاضر والمستقبل ولكنها سرعان ما نفضت من على ردائها الغبار التى تركته تلك الحادثة مهرولة مسرعة متخذة من تلك الحادثة مجالا لتصنع حاضرا ومستقبل لا ولم نر مثله على مر العصور بل اصبحت اقوى واعظم دول العالم لانها وضعت يديها على المحراث غير ملتفتة الى ما وراء وهذا دليل قاطع على تأثير الماضى الأليم ولكن الإيجابى على هذا الشعب ولكن دعنى عزيزى القارىء ان اتبحر معك الى بلد اخر كى اريك ماذا يفعل الماضى الأليم وما هى نتائجه فتعالى لكى نحط بسن القلم على شواطىء بلدنا الحبيب فسامحنى لو قلت لك انك ستجد العكس تماما فنحن عشنا ونعيش اوقات صعبة مريرة بناءاً على هذا الركن المظلم الذى يحتوى على افكار ومعتقدات كانت السبب المحورى فى تكوين الماضى الأليم وتأثيره السلبى على حاضرنا ومستقبلنا وتأثيره المخيف على الشعب وسعيه على هدم مجتمع بأكمله ومحاولته القضاء على كيانه الشخصي متعندا ومتعمدا يضع نفسه داخل دائرة مغلقة لا يقبل التفاوض او الحوار الذى يكون نتيجته زوال الحقيقة وانكسار القلب وحجب الحرية وتقيد الفكر وقهره واضطهاد على الملأ دون خجل او حياء مما ادى الى علو الصوت الباطل.

ومن المؤسف والمحزن اننا نجد ان شعبنا الحبيب الجميل الطيب هو الذى يساعد بل ويقدم الوسائل التى تساعد على نمو تلك الأفكار دون ان يترك لنفسه مساحة للتجرد منها و يجعلها جزأ لا يتجزأ من الماضى بل يدمج معها حاضره ومستقبله  مصراً رافضاً ان يكون هناك فكر جديدا فاتحا ذرعيه مرحبا بكل الأفكار الغريبة والمتطرفة التى تنم على انسان جاهل يغوص فى العصور الجاهلية ويوحى لنفسه انها تجلب السلام والأمان ولكن تحمل فى مضمونها العدوان والهدم الحضارى وهو يرفض رفضا باتا ان يضع يديه على المحراث الذى سيغربل الأرض ويجعلها صالحة لنمو البذرة الصالحة ولكنى بعلو الصوت اصرخ عليك ياوطنى ان تفيق ،  يقولون ياوطنى ان الذى يحنى ظهر السجين هو ان تتركه يحمل الحجر من مكان الى اخر ثم يعيدها الى مكانها مرة اخرى فرجاء لا تحملنا ماضينا على اكتافنا كعقاب ثم نضعه فى حاضرنا ومستقبلنا ليشوههما ثم نعيده الى مكانه المظلم والمخيف فلا ياوطنى لا ولم ولن اسمح لك ان تفعل جرما فى تاريخ العالم الأنسانى بل سأظل اناضل حتى اقضى على هذا الفكر الذى يتحكم فى ماضينا صانعا حاضرنا ومستقبلنا المرير ايضا فانا احبك ياوطنى واخاف عليك واريد ان تكون وطنا بلا عيوب حتى ولو اقدم من اجلك حياتى فداك صانعة بيدى حاضرى ومستقبلى نافضه عنك كل الشجون.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع