بقلم: مدحت قلادة
مشكلة تؤرق كل أم وأب.. ولادة طفل مبتسر "قبل اكتمال أسابيع الولادة" فمشكلة الطفل المبتسر يحتاج لجهاز خاص لتنظيم الأوكسجين، وجهاز حماية خاص من البيئة الخارجية (حضانة)، كما يحتاج متابعة على مدار الـ 24 ساعة حركة القلب والتنفس حركات اليدين والأرجل.. إلخ كل هذا لضمان حصول الطفل على نوعية من التعقيم تشبه رحم الأم حماية لنفسه وروحه وبدنه .
هذا ما يفعله نظامنا الرشيد فمن علامات حبه للمواطن المصري اعتمد عدد من الأجهزة الرقابية تخضع المواطن للحماية والحفاظ عليه منذ اللحظات الأولى لإشراقه في دنيانا إلى يوم وفاته، ولكن الفارق بسيط أن الطفل المبتسر تحميه الأجهزة لحين قدرته على الاعتماد على ذاته لكن النظام المصري وأجهزته تحمى المواطن ليس لحين الاعتماد على ذاته بل لإلغاء ذاته.
على سبيل المثال:
أجهزة أمنية تعمل بجد ونشاط هدفها الوحيد حماية المواطن المصري من الأفكار الغريبة فهي تختار له مباريات كرة القدم.. متى وأين تقام؟!!
تراقب إيمانه وعلاقته بالله عز وجل فمن أراد الخروج عن النظام "يا ويله يا خراب ليله" سيستقر في منطقة باب الخلق حيث جهاز كامل متكامل يتفنن في طرق التعذيب لكل من يريد تكوين رأي حر في تغيير دينه أو عقيدته، وتجدهم يقدمون خدمة لكل من أراد أن يغير دينه أو مذهبه حسب خطتهم المرسومة ليسير الكل على طريقتهم لذا خصص قسم خاص مسؤول عن اختيار العقيدة وتتبع حالات تغيير العقيدة.. يسمى الشئون الدينية.
وكلاء الله على الأرض
تجد تعاون تام بينهم وبين الأجهزة الأمنية للنيل من الكتَّاب أو الشعراء المارقين الراغبين الخروج من الحضانة يقوم وكلاء الله برفع القضايا الحسبة والارتداد، وفريق آخر يتفنن في مذكرات الدعاوى معتمدين على دستور دولة دينية واقعيا ومدنية نظريا .
حضانة سياسية
فالنظام السياسي أيضاً يتفنن في عمل حضانات للشعب فكل من يريد الخروج يسرع النظام برفع الحصانة.. أو تلفيق التهم.. واستطاع النظام عمل حضانات ليس للأفراد فقط بل لكل الأحزاب الأخرى، أصبحت الأحزاب بمثابة أحزاب كرتونية أو حضانات للخارجين من حضانات النظام "حضانات متوازية" واستطاع النظام بحرفية مطلقة الوصول إلى إخصاء سياسي للمصريين لدرجة أنه أصبح الشغل الشاغل لرؤساء الأحزاب الكرتونية "العودة للبس الطربوش" بل واستطاع إرهاب العالم الخارجي أيضاً بإرهاب جماعات الإسلام السياسي بعد عمل صفقات معهم واتبع أسلوب العصا والجزرة فتارة يدللهم وأخرى يعاقبهم لهدف واحد أسمى وهو بقاء النظام واستمرار الحال كما هو عليه.
حضانة للمفكرين والمبدعين
سخرت الحكومة الأزهر كجهاز رقابي على فكر الأدباء والكتاب كما سخرت عدد من الشيوخ للنيل من كل كاتب، أديب، شاعر، للحد من الإبداع لتتأخر الحركة الثقافية المصرية ولتتبوأ دويلات مكانة مصر الثقافية حتى أن وزير الثقافة تراجع بعد معركة الحجاب وأوجب مراجعة الأزهر على كتب وزارته.
حضانة للمجتمع المدني
يتفنن النظام في اختراع حضانات للمجتمع المدني بإختراع مجالس حقوقية حكومية لتدجين الأصوات الأخرى ليسير فكر المجتمع في اتجاه واحد ومن لم يدجن بعد تُسنٌ عليه أقلام الصحفيين المرتزقة وسهام العمالة وسيوف التخوين لتشويه صورته ليظل الوطنيين هم أتباع النظام فقط ومن يسير في فلكه.
أخيراً: رغم سعادة الآباء والأمهات بمرحلة الطفولة لأبنائهم إلا أنهم يتمنون مرور الأيام بسرعة ليعتمد الأبناء على ذواتهم إلا أن نظامنا الرشيد يعمل بكل الطرق والحيل ليظل الشعب المصري بالكامل يعامل معاملة الأطفال المبتسرين وهنا بكل تأكيد سيفشل النظام بعد الثورة التكنولوجية التي أتاحت المعرفة والنور لكل البشر.
كثيرون هم الذين يمدحون ما هو حق ويفعلون ما هو باطل " مثل دانمركي "
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=4084&I=110