الأنبا "ثيؤدوسيوس" في ذكرى الأربعين لشهداء "إمبابة": دم الشهداء يصرخ من أرض مصر مطالبًا بالقصاص من صناع الفتنة

هاني سمير

أسقف عام "الجيزة": نصلي لله أن يعطي المسئولين حكمة لتأسيس دولة مدنية دون تمييز.

كتب: هاني سمير
قال الأنبا "ثيؤدوسيوس"، أسقف عام "الجيزة"، في عظته خلال صلاة قداس الأربعين على أرواح شهداء "إمبابة" بمطرانية "الجيزة" صباح اليوم: "إن دم الشهداء يصرخ من أرض مصر مطالبًا بالقصاص من صناع الفتنة"، مشيرًا إلى أنهم يتمسكون بالقبلات الحقيقية، القبلات مبنية على المواطنة والاحترام المتبادل ونهضة مصر وليس خرابها، والمبنية على التعايش السلمي، ونبذ البلطجة والإرهاب، واحترام حرية العبادة وبيوت الله. وإنهم يتمسكون بالوحدة الوطنية في مصر التي يفدونها بدمائهم مهما اختلفت الأديان، حيث أن مصر محطة الأديان، وبلد الأمان والسلام، باركها الله وبارك شعبها، وخصها بزيارة العائلة المقدسة.. وأضاف: "نقدم تحية صادقة لشهداء الوحدة الوطنية الذين ضحوا بحياتهم حتى نعيش بأمن وأمان، والذين ضحوا بحياتهم ضد من يدبر للقضاء على مصر والمصريين، لكن التخلف والفتك بالوحدة الوطنية لن يجد طريقًا سوى للأيادي السوداء وتلك الأيادي نريد قطعها بالقانون، لأن كل يد لا تبني فهي تهدم، وكل يد لا تجمع فهي تفرق، وكل يد لا تطفئ فهي تشعل، وعلينا أن نتجاوز المحنة بالحكمة حتى لا تخرب بلادنا، وأن نضع أيدينا معًا لبنائها".

وطالب أسقف عام "الجيزة" كل مصري، بأن يتقي الله في بلادنا؛ من أجل بناء الثقة والاستقرار، وعودة عجلة الإنتاج، وعدم التفريط فى وحدتها، وألا يعلو صوت في "مصر" على صوت الحوار المشترك وليس صوت الرصاص.

وأنهى الأنبا "ثيؤدوسيوس" عظته، داعيًا أن ينعم الله على "مصر" بالأمان والسلام، وأن يعطي المسئولين حكمة لتأسيس دولة مدنية، وألا يفرقوا بين المصريين، مقدمًا تعزياته وتعزيات الكنيسة القبطية لأسر جميع الشهداء مسلمين ومسيحيين.

شارك في صلاة قداس الأربعين كل من؛ الأنبا "أثناسيوس" أسقف "ببا"، والأنبا "أغاثون" أسقف "مغاغة والعدوة"، وأعضاء بالمجلس الملي والمجلس الإكليريكي واتحاد شباب ماسبيرو.

ومن جانبه، قال الأنبا "أثناسيوس"، أسقف "ببا"، إنهم لا يحزنون كالباقين الذين ليس لهم رجاء، موضحًا أن آلام هذا العالم تمنح مواهب واستحقاقات لدخول الملكوت، مشيرًا إلى قول الكتاب "من تألم معه سيتمجد أيضًا معه"، وأيضًا "لأن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا".