ماجد سمير
بقلم: ماجد سمير
سأل "عليوة العربي" صديقه العالم بأمور السياسة عن رأيه في خطاب الرئيس الأمريكي في جامعة القاهرة وأيضًا لماذا ارتضت جامعة القاهرة أن تستضيف الخطاب التاريخي، وطلب من الصديق توضيح مدى صحة الإشارة إلى أن مكتب التنسيق هو الذي حدد مكان الخطاب لأن أوباما حصل على مجموع جيد في الثانوية العامة يسمح له بالخطاب في الجامعة العريقة، فضلاً عن صحة القول بأن التوزيع الجغرافي له دخل كبير بتحديد مكان الخطاب.
وأضاف مطالبًا الصديق العالم ببواطن شرح كل النقاط المؤكدة أن أوباما اختار مصر لأن جذوره من النوبة ثم هاجر جدوده إلى السودان وأخيرًا كينيا.
عليوة العربي يرى أن أوباما رجل عظيم وأن ما قاله في الخطاب ما هو إلا انتصار غير عادي وتاريخي للعرب، وهنا ضحك صديقه وقال أن بين السطور حكاوي وحواديت لا تنتهي أولا حكاية أن الرئيس الأمريكي أصله مصري من النوبة شأن أول مرة يسمعه أثناء الخطاب بل أن هناك من أشار إلى جدود أوباما ينتمون إلى قرية بسيون بالغربية ثم نزحوا إلى النوبة، وأعتدل في جلسته وأضاف أما حكاية المجموع ومكتب التنسيق والتوزيع الجغرافي لن يستطيع الجزم إلا بعد معرفته التامة بالمرحلة التي قدم "باراك حسين أوباما" أوراقه لمكتب التنسيق في بين السرايات أمام كوبري ثروت.
شرح الصديق المثقف لعليوة أن الخطاب حمل كل المعاني الممكنة، فإذا أردت أن تسمع حكاوي عن الأقباط ستجد ما يسر قلبك، ولو كتب لك الطبيب قليل من الإدانة لإسرائيل قبل الغذاء يوميًا روشتة الخطاب تحتوي على دوائك المطلوب فصحتك مع أوباما في أيد أمينة، وطبقًا لإعلان مطعم الوجبات الأمريكية السريعة "ماكدونالدز" الذي يؤكد أن "ماكدونالد أسرع ديلفري في مصر" فبمجرد أن يثار في عقلك تساؤل حول أي شيء يخص علاقة أمريكا بالعالم الإسلامي ستجد الطلب أمامك مع كثير من البهارات المحببة إلى قلبك.
الخلاصة أن الخطاب ما هو إلا إعادة تدوير "للكمامة" مجرد قناع جديد لسياسية لم ولن تتغير كل الذي تغيّر العلاف الخارجي أصبح أكثر جاذبية وأكثر جمالاً فقط لكن محتوى العلبة كما هو طبقًا لشعار يحيا الثبات على المبدأ.
أوباما رمى بكل مهارة الكرة في ملعبنا، فالعراق أحسن بعد صدام حسين وسنتركها ونرحل عن أراضيها بعد أن تتولى الحكومة الديمقراطية مهامها بشكل أكثر فاعلية، وأفغانستان نسعى معًا ويدًا بيد للقضاء على تنظيم القاعدة، أما إيران فنحن سننسى كل ما حدث وسنجلس للتفاوض معها ولكن لا تهاون مع مسألة النووي، وحول ما يخص الدجاجة التي تبيض ذهبًا للحكام العرب المسماة بفلسطين فالحل في الدولتين وهو حل قديم جدًا طرحته عصبة الأمم قبيل الحرب العالمية الثانية ورفضه العرب، ولكن يجب على حماس فقط الاعتراف بإسرائيل، مجرد تدوير للكمامة سواء التي تمثل للغرب وقاية من العدوى بميكروب العالم الثالث أو الكمامة التي تكمم عقولنا وتفكيرنا.
وقال الصديق أن مصالح شركة "كوكاكولا" الأمريكية أضيرت بشدة بعد ما يسمى بمقاطعة البضاعة الأمريكية فتوصل القائمين على العمل بالشركة إلى تحديث المنتج القديم بما يتفق مع عقلية المقاطعون فتم طرح زجاجة جديدة نزلت الأسواق الخليجية ولاقت نجاحًا كبيرًا عوض خسائر الشركة، وبالرغم من أن محتوى الزجاجة لم يتغير والاسم فقط الذي تغير وأصبح "مكة كولا" وأكد أن الصديق بابتسامة ساخرة ما قدمه " أوباما" هو تكرار "لمكة كولا" طرح جديد لمنتج قديم ثابت تم دراسته بعناية شديدة ليلاءم عقلية المتلقي، طرح يؤكد حرفية ومهارة أبناء العم سام حتى لو ولد أجدادهم في مدينة "بسيون" أو النوبة أو كينيا أو حتى المريخ، في عملية "إعادة تدوير الكمامة".
http://www.copts-united.com/article.php?A=3722&I=100