صبحي فؤاد
بقلم: صبحى فؤاد
منذ ان اعلن البيت الابيض فى واشنطن عن موعد زيارة الرئيس الامريكى الى مصر والمطالب المتعددة من قبل السياسيين والاعلاميين والاسلاميين والمواطنيين العاديين والعامليين فى مجال حقوق الانسان لا تتوقف للحظة واحدة .. وياتى فى مقدمة هذة المطالب الضغط على اسرائيل للموافقة على قيام الدولة الفلسطنية والاعتذار للمسلمين على غزو العراق وافغانستان وتركة هو شخصيا الاسلام واعتناقة المسيحية وطمأنة الحكام العرب بالوقوف بجوارهم ضد محاولات ايران امتلاك اسلحة الدمار الشامل وسعيها المستمر لمد نفوذها فى المنطقة .. وهناك من طالبة بالضغط على حكام الدول العربية وفى مقدمتهم مصر لاعطاء الاقليات الدينية حقوقهم المهضومة .
وقد ذكرتنى زيارة الرئيس اوباما حسين الى مصر بالموالد الدينية الشهيرة التى يحتفل بها فى القاهرة من وقت لاخر ويحضرها الوف الناس البسطاء من الارياف والصعيد وكل مدن مصر املين ان يستجيب لدعواتهم صاحب او صاحبة المولد من مطالب عديدة لاتنتهى ابدا ..
وبعد ان ينتهى المولد يعود الجميع من حيث اتوا الى مدنهم وقراهم دون ان تتحقق مطالبهم او تحدث المعجزات التى كانوا يتوقعون حدوثها سواء بالشفاء من مرض ما او حل مشكلة عجز صاحبها عن ايجاد حل لها او الخروج من الفقر وامتلاك بيت وزوجة وسيارة واولاد ووظيفة محترمة او اى امر اخر !!!
واعتقد - رغم انى امل ان اكون مخطئا فى اعتقادى - ان مولد سيدنا الرئيس اوباما حسين لن يفرق كثيرا عن غيرة من الموالد المصرية الشعبية الاخرى التى يحضر اليها الناس البسطاء وكلهم امل فى حدوث معجزة بطريقة ما تحقق لهم مطالبهم واحلامهم وتحل لهم مشاكلهم وتزيل همومهم ومتاعبهم ولكن رغم حرارة صلواتهم وصدقها ودموعهم الحقيقية وتوسلاتهم نجدهم يعودون من حيث اتوا بخفى حنين وبدون ان يتحقق اى طلب من طلباتهم .
اننى اخشى ان اقول للذين يعولون املا كبيرا على زيارة الرئيس الامريكى اوباما الى القاهرة فى ايجاد حلول سريع للصراع العربى الاسرائيلى او نشر الديمقراطية فى العالم العربى او اعطاءالاقليات الدينية حقوقها او حدوث تغير ما على خارطة الشرق الاوسط نحو الافضل ..اخشى ان اقول لهم صحيح ان الرجل يتحدث بحنكة وبلباقة عالية ..وصحيح يبدوا انة حس النية ويرغب بصدق فى تحسين صورة امريكا امام العالم ولكن اشك انة يملك عصا سحرية يحل بها مشاكل المنطقة المعقدة كما اننى لا اعتقد انة يملك قدرات خارقة تفوق غيرة من الروؤساء الامريكيين السابقين الذين حاولوا وسعوا بجدية ولكن لم يحالفهم الحظ او التوفيق لاسباب عديدة من بينها عدم رغبة بعض الحكام العرب فى التوصل لحل نهائى للمشكلة الفلسطنية لاسباب كلنا نعرفها واصرارهم على عدم التغير او الحكم بطريقة ديمقراطية عادلة
وخنوع واستسلام غالبية الشعوب العربية وتاليههم لحكامهم عكس بقية شعوب دول العالم .
على اى حال رغم توقعاتى ان زيارة الرئيس اوباما حسين الى القاهرة لن تاتى بجديد للمصريين او شعوب المنطقة الا ان الشىء المؤكد حدوثة من وراء هذة الزيارة هو تجميل وتزين وتنظيف مدينة القاهرة واعادة رصف بعض شوارعها وطلاء بعض مبانيها العتيقة للترحيب بالضيف الامريكى العزيز كما جرت العادة فى مصر!!!
Sobhy@iprimus.com.au
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=3573&I=96