سوزان قسطندى
بقلم: سوزان قسطندي
نظرت محكمة الجنايات ثلاث جرائم قتل عمد حدثت فى المدينة ذات اليوم..
الأولى لمصرى قتل أجنبياً، والثانية لمسيحى قتل مسلماً، والثالثة لمسلم قتل مسيحياً..
وبعد التداول جاء وقت النطق بالحكم، فوقف الجميع إحتراماً لهيبة القضاء..
حكمت المحكمة حضورياً على المتهم الأول بالإعدام شنقاً، وعلى المتهم الثانى بالسجن 25 سنة مع الأشغال الشاقة، وعلى المتهم الثالث بالسجن عام مع إيقاف التنفيذ !!!
عندئذ إمتلأت قاعة المحكمة بضجيج وصياح شديدين.. ونشب عراك حاد إستمر لمدة طويلة بين البعض من أهالى المتهمين والمحامين والصحفيين والشرطة.. ومن وسط صرخات كثيرة مستنكرة للظلم، كان هناك من يرفع صوته "يحيا العدل" - وهو المتهم الثالث الذى تنفس وأسرته الصعداء !!!
نجح رجال الأمن فى السيطرة على الموقف باستخدام القنابل المسيلة للدموع !!
وتم وضع المتهمين فى الحبس لحين الإنتهاء من إجراءات تنفيذ الأحكام.
وفى الحبس تنوعت العوالم الداخلية للمتهمين بالقتل العمد.. حيث إنتفخ المتهم الثالث زهواً وعجباً بنفسه.. بينما أصيب المتهم الثانى بصدمة وذهول جعلته لا ينطق كلمة واحدة.. وأما المتهم الأول فقد أصيب بحالة هياج وظل يردد بهستيرية: سيعدموننى ظلماً.. لا لا أريد أن أموت.. أنا برئ !! وفى لحظات يأس شديد قام ليلاً وقتل زميليه !!!
قامت الدنيا ولم تقعد بسبب حادث القتل الذى حدث بالسجن تحت أعين الحراسة المشددة !!
وهاج أهالى القتيلين وهددوا بالإنتقام، وطالبوا القضاء بالإنتقام لدماء الضحايا المغدور بهم !!
وتصدرت تلك الأخبار مانشيتات جميع الصحف القومية والمعارضة، واشتغل بها الإعلام والرأى العام، فصارت حديث المدينة.
وتبارى الصحفيون والنقاد والمحللون فى وصف وتحليل هذا الحدث الذى هزّ المجتمع كله.
وزادت وتعالت المطالبات بتحقيق العدالة وحفظ أمن المجتمع.
أعادت محكمة الجنايات النظر فى قضية المتهم السفّاح..
وبعد التداول، تم تعديل الحكم على المتهم من الإعدام شنقاً إلى الإعدام رمياً بالرصاص ثلاث طلقات مميتة !!
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=3435&I=93