د. رأفت فهيم جندي
بقلم: د. رأفت فهيم جندي
في الأيام السابقة برز خبران لهما دلالة من وسط أخبار كندا:
الخبر الأول من مونتريال
وهو محاكمة وإدانه أحد مجرمي مذابح رواندا التي أريق فيها دماء ما يقرب من مليون شخص في تطهير عرقي عام 1995، وهو حدث تاريخي لكندا لأنه لأول مرة يُحاكم مجرم حرب في المحاكم الكندية، وهذا يعطى الإنطباع بأن يد العدالة ستطول المجرم ولو هرب لكندا, وهو أيضًا تحذير لباقي المجرمين في كل مكان بأن يد العدالة ستنالهم مهما ظنوا أنها تباطأت أو قصرت، ويعطي هذا أيضًا الإنطباع بأهمية التدقيق في ماضي بعض القادمين لكندا لأن هذا الشخص استطاع التسلل للمجتمع الكندي منذ ما يقرب من عشر سنوات، ويرجح البعض بأن كندا بها العديد من امثال هؤلاء المجرمين, وربما نرى قريبًا الأيدى تطول مدبري ومنفذي حوادث الكُشح والزاوية الحمرا وأبو قرقاص والعياط ونجع حمادى وغيرها الكثير في مصر.
وانطلاقًا من هذا أطالب الحكومة الكندية وكل حكومات العالم الحر بالتدقيق في قبول أي شخص كانت له شبهة علاقة بالجرائم التي دُبرت وتُدبر ضد الأقباط منذ عقد السبعينيات حتى الآن.
لقد ارتجت كندا كلها هذه الأيام أيضًا لحادثة خطف وقتل طفلة صغيرة بينما خطف وقتل بنات وشباب الأقباط يُقابل بالتشجيع من قبل البوليس المصرى والإستهانة من قبل القضاء, بل يتهمون الأقباط ومنظمات حقوق الأنسان بأثارة الفتنة لأنها تكشف هذه الأمور.
الخبر الثاني من برامبتون
وهو الحكم اللين على أحد مجرمي الخلية الإرهابية الإسلامية المتهمة بالتخطيط لبعض التفجيرات مثل برج تورونتو ومبنى البرلمان.. إلخ.
هذه الخلية الإرهابية التي قُبض عليها عام 2006 اشتهرت باسم "تورونتو 18" حيث أن المقبوض عليهم فيها كانوا 18 شخص, ثبتت التهمة على 11 منهم وأُخلي سبيل السبعة الباقين, والذي حكم عليه هذه الأيام هو أصغرهم سنًا, ولقد كان عمره وقتها 17 عامًا والقانون الكندي يحمي شخصيته واسمه لصغر سنه وقتها، ولقد أبدى هذا الشخص أسفه وأرسل للمحكمة يعتذر بطياشته لصغره ووعد المحكمة بأنه سيكون مواطنًا صالحًا, والمحكمة أيضًا لم تبرأه ولكنها حكمت عليه بالسجن لمدة سنتين ونصف, ووقت حكم المحكمة كان قد قضى هذه الفترة في السجن فأصبح طليقًا من السجن بعد أن نطق القاضي بحكمه.
البعض يرى أن هذا الحكم لينًا ويعطي رسالة للعالم بأن كندا متساهلة مع الإرهاب لأن هذه التفجيرات –لو تمت- كانت ستودي بحياة الكثيرين وتشيع الدمار والذعر في كل كندا، وقد يكون هؤلاء الناقدين محقين لو كان هذا الشخص بالغًا ولكن كونه تحت سن الإدراك يجعلنا نتروى في الأمر ونطلب الأحكام الأشد للذين ضللوه وصوّروا له الأمر بأنه إلهي سواء بطريق غسيل مخ مباشر أم غير مباشر، والذي شاهد شريط فيديو قتل خنازير مصر بدفنهم بالجير الحي يرى بشاعة مبادئ مثل هؤلاء مجسمة، هذا الشخص الغير ناضج كان ضحية لرؤوس أكبر ولأفكارهم ومعتقداتهم الشريرة فجعلوه مجرمًا، وهؤلاء أيضًا يستخدمون التقية (تجميل المعتقدات بالكذب) لخداع الآخرين, ولكن القانون الكندي به لمحات إنسانية حتى ولو تعامل مع البعض ممن افقدوهم إنسانيتهم ولو إلى حين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=3428&I=92