حكمت حنا
*شحاتة: عملت اعتصام ومعي أسرتي أمام مجلس الشعب لإيجاد حل لأزمتي.
*طلبت تعويض من الداخلية عن ذلك الخطأ الذي كلفني حياتي فقررت ألف جنيه!!
تقرير: حكمت حنا – خاص الأقباط متحدون
مأساة من الممكن أن يعيشها أي مواطن مصري في بلد أصبح فيها خطأ موظف يدمر بحياة مواطن، ترجع القصة لخمسة عشر عامًا عندما تقدم "شحاتة محمد حسن بيرق" لأداء الخدمة العسكرية ولأنه وحيد وليس لديه سوى شقيقة واحدة ووالده متوفي ويعول والدته المسنة وأخته الوحيدة فضلاً عن زوجته وطفليه الاثنين لذا فقد التمس الإعفاء من الخدمة العسكرية.
ويحكي "شحاتة": بعد جهد كبير استخرجت صورة من القيد العائلي من مصلحة الأحوال المدنية مكتب سجل مدني شبرا إلا إن المفاجأة المذهلة إن مصلحة الأحوال المدنية أضافت في بيان القيد العائلي أخًا لي لا اعرفه ولا يعرفه والداي ودون اسمه "سيد محمد حسن" في القيد العائلي.
ويسرد حزينًا: لقد فعلت المستحيل لإثبات إن هذا الأخ وهمي لا وجود له وتقدمت بالشكوى لوزارة الداخلية ولجميع الجهات الإدارية ذات العلاقة دون فائدة ولم أترك باب إلا وطرقته، ولم أحصل على الإعفاء من الخدمة العسكرية لهذا السبب بل والأكثر جعلتني متهربًا من أدائها، لا لعدم رغبتي فيها بل لأني العائل الوحيد لأسرتي ولأن تجنيدي يعني إلقاء هذه الأسرة بالشارع التي تتكون من والدتي المسنة وأختي التي أعولها وزوجتي وطفلين.
والأكثر من ذلك أنه استطاع الحصول على توقيعات ساكني الشارع وأهل الحي ليشهدوا بأن ليس لي أخ وأن ما ورد في القيد العائلي لا يطابق الحقيقة إلا إن هذه المحاولة ذهبت بدورها أدراج الرياح، وكانت المحاولة الأخرى هي الاعتصام أمام مجلس الشعب والإضراب عن الطعام هو وأسرته لكي يقوم المسئولين بالبحث عن الحقيقة كما يقول.
ويضيف: الحقيقة دائمًا واضحة ويسهل الوصول إليها عندما تتوافر الإرادة الجادة وتحسن النوايا ولم يكن هناك ما هو أسهل من البحث عن أصل طلب استخراج البطاقة العائلية المقدم من والدايّ وهذا الطلب موجود، ثم وجد طلب آخر بالحصول على بدل تالف لذات البطاقة رقم 78153 ولم يدوّن فيها سوى اسم "شحاتة محمد حسن" وشقيقته "بخيتة محمد حسن" وعندما قامت مصلحة الأحوال المدنية بالبحث والتحري ولم تعثر على أثر للأخ الذي دون خطأ في بيانات القيد العائلي.
وأن تلك المحاولات والسنوات العديدة لم تجد مصلحة الأحوال المدنية طريقًا سوى تصحيح بيانات القيد العائلي وأصدرت بيان تصحيح وتثبيت وإبطال قيد لتقر فيه بأن اسم السيد قد دون خطأ في شهادة القيد العائلي ولم يتمكن "شحاتة" استخراج بطاقة الرقم القومي إلا بعد ذلك الإجراء أي في 2005.
لكن الكارثة كانت من خلال مطابقة البيانات للاستمارة الأصلية مع نظيرها بما هو مسجل بالقيد العائلي وقت إنشاء القيد في 1969 اتضح ورود اسم "سيد قرين" المسلسل رقم 4 في وقت إنشاء القيد مخالف بذلك ما أدلى به "شحاتة" في بيانات استمارة الطلب التي تعتبر أساس التسجيل الأمر الذي أدى إلى حدوث خطأ مادي وقع فيه الموظف المختص أثناء التسجيل.
حيث لم يثبت في الاستمارة الأصلية اسم "سيد" فضلاً عن عدم ورود هذا الاسم باستمارة البطاقة العائلية مما يعني ضرورة حذف اسم "سيد" من تلك الأوراق.
ويعرض "شحاتة" ما حدث له من أضرار أنه قرر السفر خارج البلد هروبًا من المأساة التي يعيشها مع عدم وجود بطاقة شخصية له، وكان ينتقل داخل بلده متخفيًا وكأنه غريب ليس لديه وطن وعن لقمة العيش كانت المرار الأكبر في حياته لأنه عائل الأسرة.
ويقول: عشت حياة غير أدمية وأسرتي ونُسب أخ لي ليس لأمي معرفة به أساء لنا كأسرة مصرية صعيدية بين الأقارب، وكان من الطبيعي أن تقوم وزارة الداخلية بتعويضي، والتي قررت مبلغ ألف جنيه وطلبت من السيد حبيب العادلي تعويضًا ألف جنيه عن كل شهر من مآساتي لمدة خمسة عشر عامًا.
http://www.copts-united.com/article.php?A=3257&I=88