شريف منصور
بقلم: شريف منصور
الحركة القبطية تسببت في كم هائل من التصدع في صورة النظام المصري، ودلائل هذا التصدع باتت واضحة لنا بصورة قوية جدًا.
يساورني الشك أن وفاة المرحوم حفيد السيد الرئيس "محمد حسني مبارك" هو السبب الحقيقي وراء إلغاء زيارة السيد الرئيس لأكبر دولة في العالم.
كون أن الرئيس مبارك ألغى زيارته بسبب السبب هذا يعطينا مؤشرًا خطيرًا على رسوب الدبلوماسية المصرية في إظهار مدى اهتمام سيادة الرئيس بهموم الوطن.
كون الرئيس يلغي زيارته بسبب وفاة حفيدة يعطي صورة سيئة جدًا للعالم أن الرئيس يُبدي أولوية أموره الشخصية على هموم وطن من المفترض أنه المسئول الأول فيه.
هناك مجال عظيم للشائعات التي تقول أن السيد الرئيس لم يحضر جنازة حفيدة لأسباب صحية منعته وأن هذا هو السبب الحقيقي لإلغاء الزيارة، والبعض يقول أن السيد الرئيس ألغى الزيارة واكتفى بزيارة أوباما المتوقعة لمصر لكي يلقي خطابه الموجّه للأمة الإسلامية.
مهما كانت الأسباب كلها أسباب من وجهت نظري ووجهة نظر آخرين أن السيد الرئيس اقتنع بما جمعته من نصائح ونصحت به سيادته في مقال نًشر في كل المواقع القبطية وغير القبطية، بل اقتطفت من هذا المقال بعض وكالات الأنباء جملة أو جملتين عن مطالب الأقباط (هذا لا يعني أنني صاحب الفكرة أو حتى السبب) وإن كنت متأكد أنه من المستحيل أن يقرأ السيد الرئيس كل أو بعض ما يكتب دون رقابة أو حتى ولو مخلص لما يكتبه الوطنين في مصر أو خارج مصر.
حالة الفزع والهلع التي أصابت الجهاز الدبلوماسي المصري في كندا وأمريكا وظهور حالات تشنجات وكم هائل من الأكاذيب من هذه الأجهزة مصحوبة بنوع غريب من الغطرسة، وممارسة ضغوط غير عادية على الكنيسة لكي تحاول إقناع نشطاء الأقباط بعدم القيام بالمسيرة في واشنطن هذا أعطانا مؤشرًا عن مدى تأثير نشطاء الأقباط على الحالة النفسية لطاقم وزارة الخارجية وسفراء مصر في تلك الدولتين فصدرت الأوامر للكنسية أن تتدخل وبسرعة وعلى أعلى مستوى -وعلى حسب معلوماتي تم هذا دون علم قداسة البابا- في محاولة يائسة لإجهاض خطوات الحركة القبطية وإثناء نشطاء الأقباط عن مسيرتهم أو بأضعف الإيمان تخفيف حدتها.
ولما أتضح للنظام أن المحاولات ظهرت بوادر فشلها بسبب حجة نشطاء الأقباط القوية والتي أوضحتها وأكدتها أكثر الإحداث الأخيرة من تعديات فعلية على الأقباط بصورة منظمة وبصورة مؤكدة، وبعد أن كانت الاعتداءات مكتوبة ومقروءة في كتب وصحف وصل الأمر لخطف أطفال وتدمير منازل بحجة البحث عن الخنازير!؟
إلى هنا ازداد اقتناعًا يومًا بعد يوم أن فرصة الرئيس مبارك في إصلاح أحوال مصر اجتماعيًا وسياسيًا انتهت، وحتى في المستقبل لو لم يتم تغيير ممارسات النظام القمعية العنصرية والاضطهاد العلني للمواطنين المسيحيين والأقليات الأخرى تغيير كُلي وجزئي سيصير حال مصر من سيء إلى أسوأ.
النظام الحالي اثبت أنه نظام ملكي قائم على أسرة الحاكم، ليس تقليلاً مش شأن المصاب لكن لإعطائه حجمه الطبيعي، يتوفى يوميًا مئات من المصريين منهم مّن قدم للبشرية أعظم وأكبر إنجازات من الإنجازات التي قدمتها الأسرة الحاكمة ولم تتحول القنوات التلفزيونية أو الإذاعات وبرامج الأطفال إلى مثل هذا الحداد على رحيل حفيد سيادة الرئيس؟ مبالغة غير موضوعية وتملق من الوزراء للسيد الرئيس بصورة تثير أحقاد الشعب المطحون أكثر وأكثر على النظام.
هل يعقل بسبب شخصي ألغى السيد الرئيس زيارته لأكبر دولة في العالم، بينها وبين مصر فتور في العلاقات دام 5 سنوات؟ إن دل على شيء فهو يدل على تهاون كبير في حق شعب مصر ومصالح مصر. لو كان السبب الحقيقي هو نصيحتنا للسيد الرئيس بالبقاء في مصر من أجل التعامل الجًدي مع مشاكل مصر لكان الوضع مختلف.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=3185&I=86