مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي
اعتقل 14 مغربيا وجزائريا في مدينة بيلباو بإقليم بلد الباسك شمال اسبانيا فجر الأربعاء للاشتباه في ضلوعهم بتمويل تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي عبر المخدرات، ويتساءل المتابعون لهذا الملف هل ستنتهي الاعتقالات بالإفراج عن المعتقلين كما كان الشأن مع حالات كثيرة مماثلة في الماضي؟
عملية الاعتقال بدأت في الفجر وامتدت ساعات في مدينة بيلباو تحت إشراف المحكمة الوطنية في مدريد المكلفة بالقضايا الكبرى ومن ضمنها الإرهاب.
وكان هناك تضارب في عدد المعتقلين حيث جرى الحديث طيلة الصباح عن 17 معتقلا ولاحقا جرى تخفيض العدد إلى 14 أغلبهم من جنسية مغربية وآخرون من جنسية جزائرية.
وكانت مصادر وزارة الداخلية قد أكدت في الساعات الأولى من صباح الاربعاء أن الأمر يتعلق بشباب متخصص في تجارة المخدرات وتزييف بطاقات الائتمان والسرقة ولاحقا تحويل هذه الأموال إلى جماعات إرهابية وخاصة تنظيم القاعدة-المغرب الإسلامي عبر عصابات أو تنظيم يوجد في الجزائر.
لكن وزير الداخلية ألفريدو بيريث روبالكابا تراجع عن حدة هذه الاتهامات في الساعات الأولى من المساء، وقال ان الأمر يتعلق بشبهات وليس دلائل قطعية تدين المعتقلين مضيفا أن القضاء هو الذي سيتولى نفي أو تأكيد الاتهامات التي طرحتها الأجهزة الأمنية. ويذكر أن جميع المعتقلين ليسوا من المتدينين أصحاب اللحى بل هم شباب يعيشون على الطريقة العصرية.
وتطرح هذه الاعتقالات تساؤلات كثيرة بحكم أنه جرت في الماضي اعتقالات مشابهة وبالاتهامات نفسها لكن بعد التحقيق يجري الإفراج عن أغلبية المتابعين، فخلال سنة 2005 تم اعتقال 34 شخصا في عملية تعرف "بتغريس" وجرت محاكمة أربعة في آخر المطاف، حيث صدر حكم بالسجن في حقهم منذ عشرة أيام وتمت تبرئة الآخرين.
وفي خبر آخر، ذكر موقع جريدة "الموندو" في شبكة الإنترنت الأربعاء أن أربعة من المحكومين في التفجيرات الإرهابية 11 اذار/مارس التي خلفت مقتل 191 شخصا بدأوا إضرابا عن الطعام.
وقالت الصحيفة ان المضربين هم أربعة، جمال زوغام ويوسف بلحاج وفؤاد المرابطي وحسن الحسكي، وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المعتقلون في تفجيرات 11 اذار/مارس بالإضراب عن الطعام بل دخلوا في إضرابات سابقة.
ومن العوامل التي دفعت المعتقلين الى الإضراب عن الطعام استمرارهم في الدفاع عن براءتهم، ثم المعطيات التي نشرتها جريدة "الموندو" والتي تفيد بأن المتفجرات التي انفجرت في القطارات هي من نوع تيتادين وليس غوما 2، مما يشجع على براءتهم.
يذكر أن الخبراء يعتبرون أنه في حالة ترجيح فرضية النوع الأول من المتفجرات فهذا سيترتب عنه إعادة النظر في التحقيق برمته بحكم أن مادة تيتادين مقتصر استعماله على الأنظمة والجيوش ولم يعرف ان تنظيم القاعدة استعملها في السابق.
http://www.copts-united.com/article.php?A=3126&I=84