التنظيمات العسكرية السرية لجماعة الإخوان المسلمين (الجزء الثاني)

سيتي شنودة

بقلم: د. سيتي شنودة
يؤكد طلال الأنصاري القيادي في تنظيم الفنية العسكرية -والمتهم الثاني في القضية التي عُرفت بهذا الاسم عام 1974- أن تنظيم الفنية العسكرية كان الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين, ويقول في تحقيق صحفي نُشر في جريدة الكرامة الصادرة في 31/1/2006 العدد 17 صفحة 5: "أدينا البيعة للمرشد العام في بيت زينب الغزالي"، كما يقول: "كنا الجناح العسكري للإخوان المسلمين، وتنظيم الفنية العسكرية هو المسؤل عن إغتيال السادات"، ويقول الأستاذ الصحفي طارق سعيد الذي أجرى الحوار مع طلال الأنصاري: "الكرامة" تمكنت من كسر حاجز الصمت لدى الرجل الثاني في التنظيم طلال الأنصاري، وكانت هناك العديد من المفاجآت التي فجرها في حديثه، أهمها وأخطرها ما أكده من أن التنظيم كان على علاقة عضوية ومباشرة بجماعة الإخوان المسلمين وأنه كان بمثابة الجناح العسكري للجماعة، مؤكداً أن الأعضاء أدوا القسم بالفعل لمرشد الإخوان في منزل زينب الغزالي، وهي كلها معلومات تنشر للمرة الأولى بعدما أفصح عنها الأنصاري في هذا الحوار؛ وقد صدر الحكم بالإعدام على طلال الأنصارى في هذة القضية, ولكن تم تخفيف الحكم بعد ذلك إلى السجن المؤبد, بعد أن أدت هذه المحاولة الفاشلة للإنقلاب على نظام الرئيس السابق أنور السادات إلى قتل العشرات من طلاب وجنود كلية الفنية العسكرية بالقاهرة.

وفي كتاب "قضية الفنية العسكرية 1974" يؤكد الأستاذ/ مختار نوح (القيادي في جماعة الإخوان المسلمين) العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم الفنية العسكرية، كما يصف حادث الهجوم على كلية الفنية العسكرية عام 1974 بأنها "أول محاولة انقلاب إسلامي عسكري في القرن العشرين" (جريدة المصري اليوم – 15/3/2006 ص4 العدد 640).

وعن أسلوب الخداع والمراوغة و"البهلوانيات" الذي يتبعه تنظيم الإخوان المسلمين لخداع المصريين والعالم كله يقول الأستاذ/ علي عشماوي (الرئيس السابق للجهاز العسكري السري "ميليشيا الإغتيالات" لتنظيم الإخوان المسلمين)، في مقال نُشر في جريدة روزاليوسف الصادرة في 12/12/2005 العدد 102 صفحة 6 عن تنظيم الإخوان المسلمين: "أنهم قد أخترقوا الحزب الحاكم وأخترقوا الصحافة القومية وسوف يعملون علي تسخير هذه القوة لحسابهم، وإن لم يستطيعوا فسوف يعملون على تحييدها وهم يتحصنون بالمكر والخداع وخطة تمويه كاملة على أهدافهم ومراميهم، فهم يقولون شيئًا ويفعلون شيئًا حتى لا يعرف خصومهم مواقع أقدامهم، كما فعلوا من قبل عندما أخفوا تكفيرهم للمجتمع فلم يعلنوا عن ذلك قط حينما أعلن عن ذلك سيد قطب فقد خالفوه في الظاهر ولكنهم يوافقونه تمامًا على فكره، وكان رأيهم أن الإعلان عن ذلك سوف يضر الحركة في الوقت الراهن ولكنهم عمليًا كانوا يطبقون ذلك، ومثلاً أنهم أنكروا العنف ولكن عندما حانت الفرصة وقفوا بالسنج والسيوف في الشوارع لحماية موقفهم الإنتخابي"؛ كما يؤكد الأستاذ علي عشماوي أن التنظيم العسكري السري للإخوان المسلمين ما زال موجودًا حتى الآن، فهو يقول في مقال بمجلة روزاليوسف الصادرة في 16/4/2005: "ويقولون أن النظام الخاص والميليشيات السرية المسلحة قد أنتهى، ولكن الواقع أنه حتى الآن موجود، فقد سيطر إخوان النظام الخاص على الجماعة والقيادات أغلبهم من هذا النظام".
وهو تصريح خطير يفضح الأعمال الإرهابية وحرائق الفتن الطائفية التي يخطط لها وينفذها تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في مصر والعالم كله منذ أكثر من خمس وثلاثين عامًا وحتى الآن.
*****
وهي اعترافات وأقوال خطيرة -لم تصدر عن خصوم الإخوان- ولكن صدرت عن قيادات وزعماء في الجماعة, تؤكد أن جماعة الإخوان في الوقت الذي تدّعي فيه الإعتدال والوسطية والديمقراطية ونبذ العنف, فإنها تستخدم تنظيمات إرهابية عديدة تحت مسميات مختلفة, مثل الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد وتنظيم الفنية العسكرية وصولاً إلى تنظيم القاعدة، وأن هذه التنظيمات الإرهابية المنتشرة حول العالم -وليس في مصر فقط– ما هي إلا التنظيمات العسكرية السرية لتنظيم الإخوان المسلمين، يستخدمها لإرهاب العالم وتحقيق هدفة الأهم وهو إقامة الخلافة الإسلامية التي تسيطر على العالم كله، ولكن على أشلاء الملايين من المسلمين وغير المسلمين, كما فعل ويفعل حاليًا في مصر ودارفور والصومال وباكستان وأفغانستان والجزائر والعراق وغيرها من البلاد التى تنتظر دورها في المشانق الجماعية و"الذبح الحلال" كما شاهدنا في البلاد التي نُكبت بهذا التنظيم الإرهابي.
(يتبع)

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع