الأحزاب تعتبر زيارة أوباما لمصر رد اعتبار في مواجهة دول البترودولار

محمد زيان

حسن ترك: الزيارة تقطع الألسنة.. وعلى المزايدين أن يسكتوا.
أحمد الجبيلي: زيارة مشروطة.. مرفوضة.. مشكوك فيها.
أحمد الفضالي: الديمقراطية على رأس الأولويات في الخطاب.
ناجي الشهابي: بدون خيار الدولتين الخطاب يصبح مخيب للآمال.
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون

ما هي رؤية الأحزاب المصرية لزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإلقائه خطابه من القاهرة إلى العالم الإسلامي؟، وما هي دلالة التوقيت في اختيار الرئيس الأمريكي؟، وهل هناك ضغوطاً يحملها معه في حقيبته جاء بها لمصر؟، وما حقيقة السلام والوئام الذي بدأ يتردد على مسامع الناس بين مصر والولايات المتحدة؟، وما هي الأجندة التي يراد للخطاب أن يتناولها؟، وهل صحيح أن هناك شيء ما وراء هذه الزيارة؟، وكيف هو حال الأحزاب في مصر في مقابلة أوباما؟ وما موقع القضية الفلسطينية في الخطاب؟ وهل تعتبر هذه الزيارة بمثابة رد الفعل المناسب على مزايدات الدول العربية الأخرى على مصر؟؟

اعتراف
اعتراف وتأكيد من الإدارة الأمريكية بريادة ومحورية الدور المصري في المنطقةحسن ترك رئيس حزب الإتحادي الديمقراطي يؤكد أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر وإلقاء خطاب للعالم الإسلامي يمثل اعتراف وتأكيد من الإدارة الأمريكية بريادة ومحورية الدور المصري في المنطقة، ويقطع الطريق على أنصاف الرجال الذين تقولوا في الفترة الماضية أن هناك أنظمة وقوى جديدة ظهرت في المنطقة لها ثقلها وهي بالضرورة تعتبر زيارة إسكات الألسنة التي تكلمت على مصر ووصفتها بأنها دولة غير مؤثرة.
وأشار ترك إلى أن زيارة الرئيس أوباما ليست مشروطة كما يقول البعض وليست هناك توصيات من جانب الكونجرس الأمريكي للتدخل في شئون مصر الداخلية، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في إطار حرص الرئيس الأمريكي على فتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامى بعيداً عن الضغوط والتشكيكات الغير مبررة.
يقول ترك: "لم يكن باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليزور مصر ويلقي خطابه إلى العالم الإسلامي منها إلا لقناعته التامة بأن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة العربية رائدة الإعتدال والإتزان في مواقفها السياسية، حيث تؤكد هذه الزيارة على أولوية توطيد العلاقات بين البلدين وفي إطارالتعاون الإقتصادى المشترك وعلى الصعيد السياسي أيضاً.

مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة العربية رائدة الإعتدالتدخل
أما أحمد الجبيلي رئيس حزب الشعب الديمقراطي فيرفض زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر مرجعاً سبب رفضه إلى اجتماع الكونجرس الذي أوصى بمجموعة من التوصيات التي تؤكد على التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي المصري والتى عرفت بتوصيات الإصلاح في الشرق الأوسط، ومبادرة المصالحة بين الحزب الوطني وأحزاب المعارضة التي يتبناها مركز ابن خلدون والتي مولتها الولايات المتحدة بـ 200 مليون دولار، بالإضافة إلى محاولات التدخل المستمرة التي ترغب الولايات المتحدة من خلالها السيطرة على المنطقة بأكملها.
ويتساءل جبيلي: إذا كان الرئيس الأمريكي يقدر مصر ويعرف أنها دولة لها من الثقل والمكانة والريادة في المنطقة فلماذا لم يبدأ جولته في العالم الإسلامي منها؟، منتقداً زيارته للأردن ودول عربية أخرى قبل أن يأتي إلى مصر.
ووصف الجبيلي الزيارة بأنها جاءت متأخرة للغاية في الوقت الذي يكرس فيه الإعلام العالمي وقتاً للدعاية لهذه الزيارة التي لن تثمر على حد وصفه.

مزايدات
 الزيارة تقطع الألسنة.. وعلى المزايدين أن يسكتواويرى أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر وإلقائه خطاب منها إلى العالم الإسلامي في مستهل المدة الأولى لولايته تقطع الطريق على المزايدين على مصر، وتعد مخاطبة للواقع من خلال قوة مصر وريادتها بوصفها القوة الدولية القادرة على انتاج حوار عاقل ومتوازن على الساحة العربية، وأنها دولة مؤهلة للم شمل الأطراف المتصارعة في المنطقة.
ويشير الفضالي إلى أن مصر هدفاً للرئيس الأمريكي منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة لأنه أعلن أنها قبلة العالم الإسلامي لأكثر من مليار مسلم، وباختياره لها لإلقاء الخطاب يكون قد نزل على أرضية الواقع.
وينفي الفضالي بشدة الأقاويل التي تتردد بشأن إملاءات خارجية على مصر وأن هذه الزيارة تهدف إلى فرض شروط معينة على مصر، مشيراً إلى أن مصر لا تقبل شروط ولا إملاءات خارجية عليها.
ويرى الفضالي أن أهم القضايا التي ينبغي أن يتضمنها خطاب الرئيس أوباما هي ضرورة إعادة الديمقراطية للولايات المتحدة من خلال هذه الزيارة ومحاولة تجنب العداء المتنامي بين العالم الإسلامي وأمريكا الذي أخذ في التصاعد على خلفية احتلال العراق وأفغانستان.
ويصف الفضالي إمكانية إحراز تقدم في القضية الفلسطينية من خلال هذه الزيارة وهذا الخطاب بأنها صعبة للغاية وتحتاج لجهد خارق من أوباما لأن هناك صعوبات ومخاطر تهدد السلام في المنطقة خصوصاً بعد زيارة نتنياهو إلى مصر.

بدون خيار الدولتين الخطاب يصبح مخيب للآمالتصحيح
ويذهب ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل إلى أن الزيارة اعتراف من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة بدور مصر في المنطقة وتصحيح لسوء الفهم الذي استمر لمدة ثماني سنوات فترة الإدارة الأمريكية الراحلة، بالإضافة إلى أنها تأكيد على وسطية السياسة المصرية في المنطقة وقطع لمزايدات سوريا وقطر على الدور المصري.
وصف الشهابي الخطاب الذي سيلقيه الرئيس أوباما من مصر إلى العالم الإسلامي بأنه خطاب مصالحة واعتذار للعالم الإسلامي عن أخطاء الإدارة السابقة، وإعلان توقف عصر الحروب الإستباقية ومحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول المستقلة.
وعن القضية الفلسطينية ودورها في الخطاب أشار الشهابي إلى أنها حجر الزاوية في الخطاب لأنه أكد في فينزويلا على حل الدولتين المستقلتين، وإلا فإن الخطاب سيكون مخيب للآمال.