إعدام الخنازير وإفقار الأقباط وأشياء أخرى

مجدي جورج

بقلم: مجدي جورج
في الأزمة الحالية التي صنعتها حكومتنا المصرية حكومة الكوارث والمصائب والتي وافقت بسرعة البرق فيها على اقتراح نواب مجلس الشعب المتطرفين والمهووسين دينيًا بإعدام كافة الخنازير في مصر رغم أنه كما سبق وكتبت وكتب الكثيرين من قبلي، فإن هناك أكثر من سبب تبين إن هذا القرار هو قرار طائفي لا علاقة له بالوباء المنتشر حاليًا في العالم بل هدفه الرئيسي هو إفقار فقراء الأقباط وتهميشهم وليس أكثر، لأنه كما قلت سابقًا فإن المرض ينتشر بين البشر وليس بين الخنازير، ولأنه لم يكشف عن حالة واحدة في مصر للآن، ولأن كل دول العالم المنتشر بها الوباء والتي سجلت حالات وفاة وحالات إصابة مؤكدة لم تقرر أي منها إعدام الخنازير كما فعلت مصر، وأخيرًا لأن مصر في أزمة أنفلونزا الطيور رغم أنها سجلت أعلى معدل للوفيات على مستوى العالم إلا أنها لم تتمكن للآن من التخلص من الطيور، ولأنه أيضًا في مسألة جنون البقر لم تمس مصر ثروتها من الأبقار بل قال مسئوليها أن الأبقار في مصر سليمة لم تتأثر.

ولأنه ولأنه.. الكثير والكثير من الأسباب التي لا تدع مجال للشك أن هذا القرار هو قرار طائفي متعصب.

ولقد وافقت الحكومة بالسرعة الرهيبة تلك على اقتراح مجلس الشعب السريع الذي صدر بالإجماع من أول يوم للأزمة بإعدام كل الخنازير في مصر وذلك لسبب رئيسي هام وهو أن الجميع في مصر حكامًا ومحكومين أصبحوا مهووسين بالدين وأصابهم التدين الشكلي، وذلك نتيجة لفتح وسائل الإعلام جميعها للباب على مصراعيه أمام بعض رجال الدين الذين حاولوا لي الحقائق العلمية كي تتماشى مع تحريم لحم الخنزير فكرة الناس لحم الخنزير وخافوا منه، فمثلاً وجدنا زغلول النجار يفتي قائلاً بأن الخنزير يُصاب بأحد الديدان الشريطية التي تصيب بدورها الإنسان إذا أكل لحمه وتناسى أن الأبقار تُصاب بنوع من الديدان الشريطية أيضاً وتناسى سيادته أن معظم سكان الكرة الأرضية يتناول لحم الخنزير دون أن يصابوا بأي أمراض، ولعلهم وهم الأكثر تقدمًا طبيًا منا بمئات السنين لو وجدوا فيه أي ضرر على حياة المستهلك لديهم لمنعوه فورًا.

وأحد المشايخ قال بأن تناول لحم الخنزير يجعل الذكر لا يغار على أنثاه كما يفعل الخنزير، وهذا كلام مخالف تمامًا للعقل والمنطق، فمعظم الحيوانات لا تغار على أناثها ولا يوجد هناك خصوصية كالتي بين البشر في ممارسة الجنس عند الحيوانات ولم يثبت أيضًا أن عدم تناول لحم الخنزير يزيد من غيرة الرجل على زوجته وإلا فبالله قل لى لماذا نقرأ كل يوم عن شبكات الدعارة في بلادنا والتى يقدم فيها الرجل زوجته للغير من أجل التكسب من وراءها؟ أو انك لم تقرأ أيضًا عن شبكة تبادل الزوجات لممارسة الجنس الجماعي أمام أعين بعضهم البعض والتي كانت بطلتها السيدة سلوى التي ترتدي الأسدال الإسلامية هي وزوجها السيد طلبة حافظ والمعروضان على المحكمة الآن.

وقال بعض المشايخ لشحن موجات الكراهية للناس ضد الخنزير أنه يتغذى على الزبالة والأوساخ متناسين أن الطيور التي تشتهيها عيونهم تتغذى في بعض الأحيان في قرى وأرياف وحواري مصر على مخلفات الإنسان.

وهل لو رُبي الخنزير في حظائر نظيفة كما يربى في أوروبا سيحلل علماء المسلمين لحمه؟.

يا سادة تستطيعوا أن تقولوا أن لحم الخنزير محرم وهذا أمر إلهي نزل به القرآن ويجب احترامه فقط بدون شحن الناس بالكراهية للخنزير ولمن يتناول لحمه، واعلموا أن الإسلام لم يكن أول الديانات التي حرّمت لحمه فاليهودية فعلت نفس الشيء ومن رغبتهم في عدم ذكر اسمه اقترح بعض المتدينين في إسرائيل تسمية أنفلونزا الخنازير بالأنفلونزا المكسيكية وكادت أن تنشأ أزمة بين إسرائيل والمكسيك بسبب ذلك لولا تراجع إسرائيل وقد حرمته ديانات أخرى قديمة قبل اليهودية والإسلام.

يا سادة بسبب كلامكم هذا وشحنكم الزائد للناس وجدنا الجميع فرحًا جزلاً لهذا القرار في مصر ووجدنا جهاز الشرطة يتعامل مع مربي الخنازير بمنتهى القسوة والعنف ووجدنا عمال المجازر التي خُصصت لذبح هذه الحيوانات يتعاملون بمنتهى الهمجية مع هذه الحيوانات وهذا الرابط سيوضح لكم الكثير.

http://www.youtube.com/watch?v=EoU6MvfjNJ0

رغم أن هذه الحيوانات التي خلقها الله والتي لا يستطيع إنسان أن ينكر فضلها عليه لأنها أقرب تشريحيًا للإنسان لأن من جسمها نستخرج الكثير من المضادات والأدوية اللازمة لعلاج الإنسان، ولقد كتب أحد الكتاب المسلمين قائلاً أننا يجب علينا عدم تناول لحم الخنزير ليس لنجاسته ولكن لقداسته لأنه الأقرب للإنسان.

نأتى لنقطة هامة وهي أن الدولة قررت أن تعوض مربي الخنازير هؤلاء عن كل رأس صالحة للإستهلاك الآدمي من حيث الوزن والحالة الصحية بمائة جنيه وعن كل رأس غير صالحة بثلاثين جنيه "مبلغ تافه لا يوازي ثمن كيلو لحمة"، ومن المعروف أن من يصادر هذه الخنازير ومن يقوم بعملية التقييم هذه هم من هذا الشعب المهووس دينيًا والذي يعتبر الخنزير حيوان نجس والتخلص منه حلال، فكيف بالله عليكم سيقرر لصاحبه تعويض؟

وحتى إذا كان هذا الموظف شريف وأحصى كل شيء بدقة فإن هؤلاء المربين ظُلموا، أولاً لتركهم بدون مصدر دخل إلا هذه المهن الوضيعة ويُظلموا الآن لضآلة مبلغ التعويض، فبفرض أن أحد مربي الخنازير لديه قطيع من 50 خنزير نصفهم صُنفوا أنهم صالحين للإستهلاك ونصفهم غير صالح أي أنه سينال 2500 + 750= 3250 جنيه، فهل هذا المبلغ التافه سيكفي أسرة بكاملها لبدء حياتها من جديد؟.

يا سادة إن هذا القرار هو قرار تدمير لآلاف الأسر التي تتعيش من هذه المهنة وعلينا ألا نقف متفرجين على هذه الجريمة التي ترتكبها الدولة في حق اخوتنا وأهلنا دون أن نمد لهم يد العون، بل يجب على كل كنيسة أن تكوّن لجنة طوارئ لمساعدة هذه الأسر كي تبدأ حياتها من جديد وإلا فإن الذئاب من الإسلاميين المتطرفين سيتجولون مرتدين ثياب الحملان وباحثين عن أي فريسة لالتهامها وعارضين على هذه الأسر المساعدة المادية في محاولة منهم لإبعاد هذه الأسر عن كنيستها وعن مسيحها.
لذا فإنني أتوجه بنداء لجميع الكنائس في هذه المناطق المتضررة وفي غيرها من الكنائس وإلى جميع رجال الأعمال في داخل مصر وخارجها لمد يد العون إلى هذه الأسر.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع