ميرفت عياد
أبو سعدة: سمبوزيوم أسوان إعادة إحياء لفن رفيع تميز به المصري القديم
حنين: الرصيد الحقيقي لأي أمة هو ما تيسر لها من حلم وقدرة على الخيال
المجدوب: إقامة "متحف مفتوح" تتفاعل به إبداعات الإنسان مع إبداعات الخالق
كتبت: ميرفت عياد
أقام "صندوق التنمية الثقافية" مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن تفاصيل الدورة السادسة عشر لـ"السمبوزيوم الدولي لفن النحت"، شارك فيه المهندس "محمد أبو سعدة" -مدير صندوق التنمية الثقافية، والفنان "آدم حنين" -قوميسير عام السمبوزيوم، والمهندس الاستشاري "أكرم المجدوب"، والفنان التشكيلي "ناجي فريد"، والعديد من الفنانين من مصر والعالم.
وبدأت فعاليات المؤتمر بكلمة المهندس "محمد أبو سعدة" الذي قال أن سمبوزيوم هذا العام يشارك به خمس دول أجنبية، إضافة إلي مصر، ويرجع الهدف من إقامة هذا المهرجان الدولي لفن النحت سنويًا بمحافظة أسوان، هو إعادة إحياء هذا الفن الرفيع الذي تميز به المصري القديم، وقد تم بالفعل وضع بعض الأعمال النحتية في مدينة أسوان لتجميل ميادين هذه المدينة السياحية الجميلة، إضافة إلى محاولة إعطاء الفرصة لجيل جديد من النحاتين، لإبراز مواهبهم من خلال مشاركتهم في ورش خاصة تقام على هامش السمبوزيوم.
القدرة على الحلم والخيال
وقال الفنان "آدم حنين" أن الرصيد الحقيقي لأي أمة هو ما تيسر لها من حلم ومن قدرة على الخيال، وكلما أمعنت الشعوب في استخدام هذا الرصيد ازدادت ثراءً، وأن العالم اليوم يحتاج إلى هذا النوع من اللقاءات الإنسانية المثمرة، والتي تكشف عن جوهر الإنسان الحقيقي بعيدًا عن الزيف والصراعات المحبطة، ومن هنا يتضح أن سمبوزيوم أسوان الدولس يعد صورة نادرة للحلم الجماعس الذس تشارك فيه دول متعددة لخلق عالم جديد ينبض بالخير والحياة، حيث يتواصل الجميع خلال السمبوزيوم، وتتحاور الأعمال السابقة مع الإبداعات الجديدة، ومن هنا وجب الاهتمام بصغار الفنانيين وإعطاءهم فرصة لصقل موهبتهم، وذلك من خلال الورش المقامة لإعدادهم حتى يكونوا على مستوى الكفاءة الفنية والمهنية التي تساعدهم على المشاركة في السمبوزيوم في الأعوام القادمة.
أهم الملتقيات الفنية فى العالم
ويشير حنين إلى أن سمبوزيوم أسوان الدولي استطاع أن يكوِّن جيلاً من النحاتين المصريين تعاملوا مع الأحجار وأبدعوا في نحت الكتل الجيرانيتية الضخمة، قد أغرى هذا النجاح الذي حققه السمبوزيوم العديد من دول المنطقة على تنظيم ملتقيات مشابهة، ولكن مصر بما تمتلكه من إمكانيات ومواهب لدى أبنائها أصبحت من الدول المتقدمة في فن النحت، ويعد سمبوزيوم أسوان الدولي من أهم الملتقيات الفنية في العالم، ويكفي أن يواصل دوره على مدى 15 يومًا، والسمبوزيوم يمتلك الآن مجموعة من الأعمال الرائعة تزيد على 200 تمثالاً من الجرانيت بأحجام كبيرة جدًا، تصلح من حيث الكم والكيف أن تكون متحفًا عظيمًا، فيقوم "صندوق التنمية الثقافية"، بالتعاون مع الفنان التشكيلي والمعماري "أكرم المجدوب" بإنشاء متحفًا لهذه الأعمال الفنية الرائعة.
متحف مفتوح للأعمال النحتية
ومن جانبه أضاف المهندس "أكرم المجدوب" قائلاً أن المتحف المفتوح يقع على هضبة عالية في طريق الشلال، مطلة على البحيرة القديمة المحصورة بين خزان أسوان والسد العالي، وهذا الموقع قد خصص من قبل محافظة أسوان لإقامة متحفًا مفتوحًا خاصًا بسمبوزيوم أسوان الدولي، حيث تتفاعل إبداعات الإنسان مع إبداعات الخالق، وقد تم بالفعل استكمال عناصر المتحف من مرافق وتجهيزات، مع استغلال طبيعة الأرض المنحدرة في مدخل المتحف لعمل معرضًا يضم قطع صغيرة من المنحوتات الجرانيتية، إضافة إلى تنسيق حوالي 120 عملاً من الأعمال النحتية التي يضاف إليها سنويًا أعمال الفنانيين المشاركين في السمبوزيوم.
التنسيق الحضاري للقاهرة
وفي النهاية أجاب الفنان "آدم حنين" عن العديد من المداخلات قائلاً أن السمبوزيوم متحرر تمامًا من أي قيود سياسية، ولكن ما يهمنا هو مستوى الإبداع والموهبة، ولا نهتم بكون الفنان المشارك أجنبي أو عربي أو مصري، معللاً عدم معرفة الجمهور العادي بهذا الحدث الثقافي الهام، الذي يحدث كل عام، بأن هناك فجوة كبيرة بين التعليم والثقافة بوجه عام، وليس الثقافة الخاصة بفن النحت فقط، مؤكدًا على عدم إمكانية إقامة سمبوزيوم بالقاهرة، لأن طبيعة المادة المستخدمة وهي أحجار الجرانيت، وطبيعة الأدوات التي تستخدم في نحتها متوفرة في أسوان، ويصعب بشدة نقلها إلى القاهرة، كما أن القاهرة مزدحمة للغاية، وتفتقد للتنسيق الحضاري، وتمتلئ باللوحات الإعلانية، ومن هنا يصعب تجميلها بهذا التماثيل، ولكن ممكن إقامة سمبوزيوم بالقاهرة بخامات أخرى غير الأحجار الجرانيتية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=29236&I=691