نادر فوزي
بقلم: نادر فوزي
بعد أيام قليلة سيتوجه كل الأقباط الشرفاء إلى العاصمة الأميركية لاستقبال الرئيس المصري حسنى مبارك، سيتوجه الأقباط حاملين بداخلهم قلب ينزف ألماً على أهلهم في مصر وما يحدث لهم، ودمعة متحجرة في العيون من قسوة بلدهم على أهلهم.
وتتوجس الحكومه الخيفة مما سيحدث هناك ليس خوفاً من الأقباط فقط ولكن خوفاً من افتضاح ما يفعلونه في مصر خصوصاً ولو طلب منهم كشف حساب لحقوق الأقليات في مصر.
لو كان لدينا قليلاً من الذكاء كأقباط لحملنا هموم الأقباط جنباً إلى جنب مع حقوق البهائيين والنوبيين والشيعه وكل الأقليات المضطهدة في مصر، ولأثبتنا للعالم أن الحكومة المصرية تتضطهد كل الأقليات المختلفة معها دينياً، ويتفاوت الإضطهاد بنسبة عدد السكان، فالأقلية القبطية هي أكبر الأقليات في مصر ولذلك تحصل على النصيب الأكبر من الإضطهاد، ولا أظن أن هناك حتى طفل لا يستطيع أن يسرد قائمة بإضطهاد الأقباط بدءاً من الحرمان من الوظائف العليا مروراً بسياسة التعليم الجامعي، خصوصاً في كليات الطب والسياسة الإعلامية المهينة لعقائد الأقباط ثم ما يحدث داخل فصول المدارس من اضطهاد للأطفال سواء من المناهج التعليمية أو قسوة وتعصب المدرسين وتخريج أجيال من النشئ لا يحملون بين ضلوعهم سوى كراهية الآخر، ونأتي لجهاز الشرطة المصرية الذي أصبح شاغله الشاغل التنكيل بالأقباط أياً كان الموضوع، وننتهي بالجهاز القضائي الذي يحكم على قس مجرد قام بتزويج اثنين بخمسه سنوات ويعطي لقاتل القبطي الإفراج أو حبس لمدة سنة واحده فقط، ناهيك عن تطبيق الشريعة الإسلامية في المحاكم المصرية مما سبب في تفكيك الأسر المصرية القبطية.
تلك عينه فقط مما يحدث لنا بجانب الإضطهاد التي تمارسه الحكومة على المصريين جميعاً سواء مسيحين أو مسلمين، مما أدى أن يتجرع القبطي الإضطهاد مرتين (مرة بسبب أنه مصري ومرة بسبب أنه مسيحي).
ولقد جاء الدور الآن على الإقتصاد القبطي.. فبدأ بمحاولة مقاطعة كل الشركات المسيحية لخنق الإقتصاد القبطي ثم قتل الصاغة الأقباط وسرقة أموالهم والشرطة تتفرج ولا تقبض على أحد، ثم موضوع قتل الخنازير دون سبب إلا حرمان أكثر من مليون قبطي مما يسترزقون به.
كل تلك المشاكل بجانب المشاكل المزمنة من بناء وتجديد دور العبادة والشريعة الإسلامية وعدد الأقباط في المجالس النيابية، أوصلت الأمور إلى حالة من حالات الإحتقان الغير طبيعي مع تصاعد نغمة جديدة من شركاء الوطن تقول أننا نحصل على حقوق أكثر منهم مما أدى بالحكومة للتراجع عن تنفيذ بعض الوعود الضئيلة للأقباط.
ولقد أخطأت الحكومة المصرية بإرسال وفد من الحكومة لمقابلة أقباط المهجر وأخذوا في إعطاء وعود منهم ستنفذ في خلال أيام قليلة، ومرت تلك الأيام ولم ينفذ منها شيء مما أدى إلى زيادة الإحتقان بعد أن شعر الأقباط أنهم مجرد ألعوبة في يد الحكومة.
ولم تجد الحكومة مناص سوى أن تطلب من الكنيسة أن تتدخل لتحجيم الأقباط أو على الأقل تقليم أظافرهم، ولكنني على قناعة أن الكنيسة لن تفعل ذلك بأولادها، خصوصاً وأنها تعلم أننا سنقوم بالمسيرة من أجلهم ومن أجل الشعب القبطي المقهور في مصر.
ولقد طلبنا من الحكومة إثبات حسن النوايا بالإفراج الفوري عن أبونا متاؤس الذي سُجن ظلماً وبدون حتى دليل اتهام واحد، وتقديم مشروع قانون بناء دور العبادة الموحد لمجلس الشعب، ولكن الحكومة بعناد وغباء رفضوا، علماً بأنهم لو استجابوا لجعلوا ناس كثيره تأمل في إصلاح وهمي.. ولذلك لم يكن هناك مفر من تلك المسيرة.
ولقد قررت منظمة مسيحي الشرق الأوسط أن توزع كتاب المضطهدون باللغة الإنجليزية مجاناً أثناء المسيرة لكل الناس وخصوصاً الصحفيين وكل من يمر أمام المسيرة، كما نود أن نرسل نسخة للإدارة الأمريكية الجديدة ليعرفوا في عهد مبارك ماذا حدث للمسيحيين، ولقد بدأنا بالفعل في إرسال صناديق الكتب لأمريكا انتظاراً للمسيرة منذ أمس.
ونناشد الجميع أن يتواجدوا أمام البيت الأبيض يوم الثلاثاء 26 مايو، فكل شخص يُضاف إلى جموع المسيرة هو بمثابة صوت جديد يقول لا للظلم ولا للاضطهاد.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
http://www.copts-united.com/article.php?A=2913&I=78