د. "عويس": أحداث 11 سبتمبر أدَّت إلى خوف عالمي من استخدام الإرهاب للطاقة النووية

ميرفت عياد

* د. "محمد زكي عويس":
- رصيد "مصر" من الطاقة المتجدِّدة لا يتعدى 6 %.
- عام 1944 شهد إنشاء أول مفاعل نووي بـ"أمريكا".
- اُستخدم المفاعل النووي لأول مرة عام 1951 في انتاج الكهرباء.
- الطاقة النووية لها استخدامات سلمية في المجالات العلمية والزراعية والطبية والصناعية.
 
كتبت: ميرفت عياد
أقامت لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة، ندوة بعنوان "مستقبل الطاقة النووية والأمن العربى"، بقاعة المؤتمرات بالمجلس. ألقى الندوة د. "محمد زكي عويس"- أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة- وأدارتها د. "سميرة سالم"- الأستاذة بكلية العلوم جامعة القاهرة، ورئيسة لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة، والتي رحَّبت بالسادة الحضور، وبالدكتور "عويس"، مشيرةً إلى أنه قيمة علمية كبيرة.
 
في البداية، أشار د. " محمد زكي عويس" إلى أن "مصر" لم تنشئ حتى الآن محطة نووية، رغم أن الطاقة النووية واستخداماتها موضوع قديم، وإن كان قد استجد من خلال مشاكل الأمن المتعلقة بالبحث العلمي في الطاقة النووية. موضحًا أن القرن العشرين قد شهد ثورات فيزيائية غيَّرت نمط الحياة، حيث ظهر الانشطار والمفاعلات، وكان هذا الجيل الاول للتكنولوجيا، ثم ظهر الجيل الثاني وهو ثورة المعلومات والكمبيوتر، وأخيرًا الجيل الثالث وهو أشعة الليزر باستخدماتها المتعددة في المجال الطبي والعسكري والعلمي.
 
مصادر الطاقة المتعددة
وأوضح "عويس" أن هناك نوعين من مصادر الطاقة: طاقة غير متجددة مثل البترول، والفحم، والغاز الطبيعي. وطاقة متجددة، مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والوقود الحيوي، والطاقة الحرارية، والطاقة النووية. مؤكدًا أن رصيد "مصر" من هذه الطاقة المتجدده لا يتعدى 6 %، على الرغم من ارتفاع أسعار البترول ومشتقاته التي تعود إلى التنافسية الشديدة، إلى جانب قابلية نفاذ هذا المصادر من الطاقة. مشيرًا إلى أن الوقود النووي له عدة مزايا، منها انخفاض سعره مقارنةً بمصادر الطاقة الأخرى، كما أنه طاقة نظيفة، ومصدر لا ينضب للطاقة. بالإضافة إلى الحماية من تقلبات أسعار النفط وارتفاعها بصورة متزايدة. وقال: إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصدرت إحصائية عام 2007 توضِّح أن هناك (439) مفاعلًا ذريًا في (31) دوله فقط، معظمها في أوروبا وأمريكا، و"الهند" و"اليابان"، أما القارة الأفريقية، فلا يوجد بها أي مفاعلات نووية، سوى في جنوب أفريقيا.
 
الطاقة النووية سلاح ذو حدين
وأكّد "عويس" أن الطاقة النووية سلاح ذو حدين، حيث أنها يمكن أن تُستخدم في أغراض سلمية، مثل الطب والحصول على الطاقة، أو تُستخدم كقنبلة نووية في الحروب، وما يعقبها من دمار على الإنسان والحيوان والنبات. مشيرًا إلى أن أول من اكتشف عنصر الراديوم المُشع هي عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية السيدة "ماري كوري" مع زوجها "بير كوري" عام 1898، والذى تم استخدامه في علاج الأمراض. ثم جاء بعدها عالم الرياضيات والفيزياء "أرنست رذرفورد"، والذي اهتم بدراسة الإشعاع الصادر من عنصر الراديوم، وتبيَّن له أنه يتكون من ثلاث مكونات هم أشعة ألفا وبيتا وجاما، وفي عام 1917، توصَّل إلى مكونات الذرة، ولذا فهو يًعد بحق أبو الطاقة النووية.
 
هيروشيما وناجازاكى
وأضاف "عويس": إن عام 1944 قد شهد إنشاء أول مفاعل نووي بـ"أمريكا"، والذي قام بإطلاق القنبلة التي ضربت "هيروشيما" و"ناجازاكي"، وأدَّت إلى هذا التدمير المرعب، على حد قوله. مشيرًا إلى أن درجة الحرارة قد بلغت عدة آلاف في نقطة التصادم، الأمر الذي أدّى إلى انصهار كل الأشياء في أقل من ثانية. وامتد تأثير الإشعاع النووي إلى سنوات من خلال الأمراض وتشوهات الأجنة، وغيرها من مآسي تكبلها الشعب الياباني. وقد تم استخدام المفاعل النووي للمرة الأولى عام 1951 في توليد ما يقرب من (100) كيلو وات من الكهرباء.
 
الاستخدمات السلمية للطاقة النووية
وذكر "عويس" أن العلم بدأ يطوِّر هذه الطاقة النووية، ويُوجد لها العديد من الاستخدامات في معظم المجالات العلمية والزراعية والطبية والصناعية؛ مثل فحص جودة المنتجات، وتشخيص وعلاج العديد من الأمراض المستعصية، ومعرفة تواريخ الآثار الموجودة، سواء للأحجار أو المومياوات، بالإضافة إلى استخدامها في الهندسة الوراثية وعمليات التهجين وغيرها من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. مضيفًا أنه مع وقوع كارثة مفاعل "تشرنوبل" عام 1986، أدَّى ذلك إلى تخوُّف العالم من هذه المفاعلات النووية التي من الممكن أن تسبب كوارث لا حصر. كما أدت الأحداث الإرهابية بـ"أمريكا" في 11 سبتمبر 2001، بعثت مخاف جديدة من أن تُقام العمليات الإرهابية لتدمير المنشآت النووية، وخاصة في الدول النامية التى تفتقد الكثير من سبل حمايتها، أو استخدام الطاقة النووية في تلك العمليات الإرهابية.