ميرفت عياد
كتبت: ميرفت عياد
أصدر المجلس الأعلى للثقافة كتابًا بعنوان "رحلة عمر مع نجيب محفوظ" للكاتب "يوسف الشاروني"، يروي عبر 265 صفحة رحلة علاقته بالأديب الراحل "نجيب محفوظ"، التي امتدت أكثر من نصف قرن، حيث نشأت منذ نهايات منتصف القرن العشرين، فأبدعت حوارًا خصبًا بين جيلين أثمر صفحات هذا الكتاب.
وينقسم الكتاب الذى يقع في 265 صفحة إلى ثلاثة أجزاء رئيسية أولها "التطور الروائي عند نجيب محفوظ" يناقش العديد من رواياته مثل "زقاق المدق، السراب، بين القصرين، واللص والكلاب" وغيرها، أما الثاني فيشمل قصتين من وحي إبداع نجيب محفوظ، حيث استلهمها "يوسف الشاروني" من رواية زقاق المدق وهما قصتا "مصرع عباس الحلو، وزيطة صانع العاهات" وقد نشرهما الكاتب "يوسف الشاروني" في أول مجموعاته القصصية "العشاق الخمسة"، أما الجزء الثالث من الكتاب فبعنوان "حرافيش نجيب محفوظ"، ويتناول رؤية مجموعة من النقاد والمفكرين لدور هذا الأديب المتفرد في تاريخنا الأدبي المعاصر، ومن هؤلاء "محمد جبريل"، "جمال الغيطاني"، "رجاء النقاش"، و"محمد سلماوي".
صحبة الأصدقاء
ويشير المؤلف في مقدمة الكتاب إلى أنه في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، وعقب تخرجه من قسم الفلسفة بكلية آداب القاهرة، تعرف جيله من طلبة الكلية على "نجيب محفوظ" من خلال رواياته التي كانت تنشر تباعًا في ذلك الوقت بمكتبة مصر، فانبهروا بهذا الكاتب الذي يقدم مصر المعاصرة بإيجابياتها وسلبيالتها بهذا الأسلوب المتميز في كتاباته، وقد نما إلى علم البعض منهم أن محفوظ يلتقي بأصدقاءه صباح كل جمعة بكازينو أوبرا المطل على ميدان إبراهيم باشا القريب من ميدان العتبة، فسعوا إلى لقاؤه و استمتعوا بضحكته المجلجلة وسط أصدقاءه المبدعين مثل "عبد الحميد جودة السحار"، والكاتب الفكاهي "محمد عفيفي"، و"يوسف السباعي" الذي كان يحضر بعد ثورة 1952 بزيه العسكري، وينتحي جانبًا بمحفوظ يتناقشان فيما لا يعرفه سواهما، أما أصغر الحاضرين فكان شابًا لا يتجاوز سن المراهقة، وهو "ماهر شفيق فريد" الذي أصبح فيما بعد أحد نقادنا ومبدعينا الكبار، وفي هذا الوقت ما كنا نعرف عنه غير أن أباه عالم أثري ومدير المتحف القبطي.
غزارة الإبداع
ويشير الكتاب إلى أن إبداع نجيب محفوظ؛ سواء في شكل مقالات صحفية، أو دراسات أدبية، أو رسائل جماعية، أو مؤلفات أدبية بالعربية واللغات الأجنبية يتجاوز ألفي مؤلفًا، يمكن الرجوع لها في الكتاب الهام الذي أصدره الدكتور "حمدي السكوت" بعنوان "الرواية العربية الحديثة"، كما أصدر قسم النشر في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2001، كتيبًا يحوي قائمة بما تُرجم ونُشر من إبدعات نجيب محفوظ بمختلف لغات العالم، وكان للغة الإنجليزية نصيب الأسد فيها، مما جعل "مارك ليتر" وهو المشرف على مشروع الترجمة بالجامعة الأمريكية قد صرح في الاحتفال بعيد ميلاد نجيب محفوظ الثاني والتسعين، أن نصيب أرباحه من ترجمات إبداعاته إلى اللغات الأجنبية تجاوز المليون دولار، أي تجاوز قيمة جائزة نوبل التي حصل عليها عام 1988.
إهداءات قيمة
ويذكر "يوسف الشاروني" أن محفوظ قد تعود إهداؤه نسخة من كل إبداع روائي أو قصصي، بداية من تعارفهما في منتصف الأربعينات، أي عند إصدار روايته "القاهرة الجديدة"، وكانت مكتبة مصر تتولى إرسال إهداءاته، وعليها كلمات رقيقة بخطه، حتى الطعنة التى تلقاها عام 1994، أي قبل إصداره "أصداء السيرة الذاتية" بتقديم موجز بقلم "عبد العزيز شرف"، وكان آخر ما نشره بعد ذلك رواية "فتوة العطوف"، ثم مجموعة "صدى النسيان"، وبعدها نشرت "دار الشروق" "أحلام فترة النقاهة"، وبذلك يكون الأديب الكبير نجيب محفوظ قد نشر 36 رواية، و17 مجموعة قصصية.
http://www.copts-united.com/article.php?A=27982&I=671