حملة دعم البرادعى تستنكر "فتوى" الدعوة إلى تكفيره

عماد توماس

 كتب: عماد توماس

على خلفية البيان الصادر عن موقع "جماعة أنصار السنة المحمدية" بمحافظة البحيرة ينسب من أحد الدعاة السلفيين يدعو فيها لقتل الدكتور محمد البرادعي المديرالعام السابق لوكالة الطاقة الذرية، بسبب انضمامه إلى صفوف المؤيدين للتغيير والزعم بأنه يدعو إلى الفتنة وعصيان الحاكم المسلم.    
 
أعرب البيان الصادر عن "الحملة الشعبية لدعم البرادعى ومطالب التغيير" أن ما جاء بـ"الفتوى"  لا يثير كثيرًا من الدهشة في زمن انتشرت فيه حمى المتاجرة بالدين ـ ولي عنق المقدس بغية انتصارات وهمية، أو كسب رضا الحكام.
 
المتاجرة بالدين
وأضاف البيان " ما أسهل أن نستشهد بالآية الكريمة من سورة الرعد"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، أو نستشهد  بالحديث الشريف الذي يقول إن "أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر"..أو بالحديث: "من رأى منكم منكرا فليغيره، بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وهذا  أضعف الإيمان" ... وفي الكتاب المقدس من سفر أرميا 22 " هكذا قال الرب: أجروا حقا وعدلا وأنقذوا المغصوب من يد الظلم"، وفي سفر الأمثال 13ـ 21 "من يسد أذنه عن صراخ المظلوم فهو أيضاً يصرخ وما من مجيب" وغيره كثير من دلائل وقرائن تبرهن على أن الله لا يقبل لعباده الذلة والمسكنة، ولا يقبل الخنوع وقبول الظلم. لكننا نربأ بالدين أن يكون وسيلة للتلاسن، وورقة للعب. ونحذر من السير في هذا الطريق ففي نهايته هاوية تهدد الجميع، وحريق يقضي على الأخضر واليابس، وسيكتوي به مشعلوه قبل غيرهم، مثلما حدث من قبل. ولهذا السبب أيضا كانت دعوتنا ـ ودعوة الدكتور البرادعي ـ إلى ضرورة بناء دولة مدنية قوامها المساواة في المواطنة، أساسها الدستور والقوانين الوضعية، تحفظ للدين احترامه وتصونه عن المتاجرة.
 
وأكد البيان على أن الدكتور محمد البرادعي، لم يكن هو  أول من دعا إلى التغيير في مصر، والرجل لم يدع ذلك، فالحركة الوطنية المطالبة للتغيير، والساعية لإنقاذ مصر من واقع لا يليق بها، دفع بعض أبنائها إلى الفرار من الوطن مخاطرين بأرواحهم في قوارب الموت، وبالبعض الآخر إلى الانتحار هربا من حياة لم تعد تحتمل في ظل هذا النظام، كما دفع بآخرين إلى بيع أعضائهم لتوفير لقمة عيش تسد جوع أبنائه، بل أن هناك من اضطروا إلى بيع أبنائهم أنفسهم. الحركة الوطنية المطالبة بالتغيير، قامت دفاعًا عن كل مصري لا يجد حقه في حياة كريمه تضمن له ولأولاده الحق في التعليم والعلاج والسكن والوظيفة. كما قامت دفاعًا عن حق المصريين في انتخاب حكامهم انتخابًا حرا نزيهًا يضمن احترام إرادتهم.  
 
التنابذ بالدين وإثارة الفتنة
ورفض أعضاء الحملة الشعبية لدعم الدكتور محمد البرادعي ومطالب التغيير "التنابذ بالدين وتنزيه كلمات الله عن أن تستخدم في جدل رخيص". وأعلنوا في بيانهم : أن من يستحقون عقوبة إثارة الفتنة في الأرض، هم من يجترئون على تكفير مخالفيهم في الرأي، ومن يسعون لإثارة الفوضى في البلاد بالدعوة لتصفية المعارضين. 
 
واختتم البيان باستعداد أعضاء الحملة للتضحية بأرواحهم في سبيل التغيير قائلين : "إذا كان عشق الوطن والحلم بغد أفضل تهمة تستحق القتل، فهاهي صدورنا عارية أمامكم، لتقتلوا كل المطالبين بالتغيير، لكنكم لن تستطيعوا قتل الحلم، ولن تستطيعوا قتل الأمل، ولن تنجحوا في وأد أمل نبت في قلب الوطن مع قيام حركة المطالبة بالتغيير، وزاد رسوخا وقوة مع عودة الدكتور البرادعي واصطفافه في صفوف الحركة.عاشت مصر حرة بالمصريين وللمصريين".